شريط الأخبار
الملك وبن زايد يؤكدان اهمية منع توسع الصراع بالمنطقة هكذا توفي طارق بمستشفى بسمة.. والاهل يتهمون المستشفى بالتقصير وفاة مصري عشريني انتحارا بعمان تواصل ارتفاع صادرات المملكة من الالبسة ومستحضرات الصيدلة "العمال" يفصل النائب الجراح.. ونيابته تسقط قانونا وتحل محله الحروب قرار استراتيجي".. مفاجآت الشمال السوري وصولا لأوكرانيا! كابيتال بنك يعقد لقاءاً خاصاً حول أحدث المستجدات المالية واتجاهات السوق لعملاء كابيتال الطيران الحربي السوري الروسي يستهدف محتلي حلب بقصف شديد تركيا تكمل معركة اسرائيل بسوريا وتدعم" النصرة".. وروسيا وايران تتصديان أبو صعيليك يزور غرفة تجارة عمان: الحكومة تولي أهمية كبيرة لتحسين بيئة الأعمال "الصحة" تحقق بظروف وفاة مريض بمستشفى بسمة قطاع السياحة: دعوات لاستعادة النمو وتجاوز التحديات 3.9 مليار دينار استثمارات دول الخليج العربي في بورصة عمان الجغبير يشيد بتسهيل اجراءات التسجيل والتصدير للمنتجات الغذائية والدوائية الأردنية الشواربة: إنهاء إزالة اعتداءات المحطة والتعويضات عادلة والد النائب الخشمان يدافع عن ولده رئيس مجلس النواب يرجح التصويت على الثقة بالحكومة الخميس أزعجته جيرتها.. فقتلها ونكل بجسدها تقطيعا البنك المركزي يحذر من شركات مالية غير مرخصة حريات "المحامين": إنذار الطلبة نتيجة مشاركتهم بالتظاهر السلمي يخالف الدستور

المفاجأة القادمة ستأتي من الضفة الغربية.. طنجرة ضغط على شفا الاتفجار

المفاجأة القادمة ستأتي من الضفة الغربية.. طنجرة ضغط على شفا الاتفجار

جدعون ليفي:
هآرتس

المفاجأة القادمة لن تحصل فجأةً. قد تكون أقل فتكاً من سابقتها، تلك في 7 أكتوبر، لكن ثمنها سيكون باهظاً. عندما ستقع على رؤوسنا المصدومة من وحشية العدو، لن يتمكن أحد من تبرئة نفسه والادعاء بأنه لم يكن يعلم أنها ستقع. وسيكون الجيش الإسرائيلي آخر من له الحق في ادعاء ذلك، لأنه هو نفسه لم يتوقف عن التحذير منها، لكن التحذير من دون أن يحرك ساكنًا لمنعها. لذلك فإن مسؤوليته لن تكون أقل خطورة من مسؤوليته عن مجزرة الجنوب، وليست أقل من مسؤولية المستوطنين، ولا أقل من مسؤولية السياسيين الذين للوهلة الأولى يمنعونه من التحرك.

إن طنجرة الضغط التالية التي توشك على الانفجار في وجوهنا تغلي في الضفة الغربية. والجيش الإسرائيلي يعرف ذلك، ولا يتوقف قادته عن التحذير منه. هذه تحذيرات منافقة ومتغطرسة ووقحة لا مثيل لها، لأن الجيش الإسرائيلي، بكلتا يديه وبجنوده، يؤجج النار ليس أقل من المستوطنين. والتظاهر بأننا سنواجه جبهة أخرى فقط بسبب المستوطنين، هذا تساذج وكذب. لو رغب الجيش أن يتحرك لتهدئة الميدان على الفور، لفَعَل. لو أراد ذلك، لتحرَك ضد المستوطنين كما يجب ان يفعل الجيش النظامي ضد الميليشيات والكتائب المحلية.

عدو إسرائيل في الضفة الغربية هو المستوطنون أيضاً، ولا يفعل جيش الدفاع الإسرائيلي شيئاً ضدهم، فجنوده مشاركون نشطون في المذابح، ينكلون بالسكان بطريقة مشينة، يلتقطون الصور ويهينونهم، يقتلون ويعتقلون، ويدمرون النصب التذكاري لياسر عرفات في طولكرم،  ويخطتغون آلاف الأشخاص من أسرّتهم – بهدف تأجيج النار. جنود متعطشون للانتقام، يشعرون بالغيرة من رفاقهم في غزة المنفلتين في الميدان.
كثيرون مع يد خفيفة ومتحمسة على الزناد، وعدد القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب - يقترب من 200، ولا توقُف. القائد العسكري للمنطقة غير موجود، ولا قائد الفرقة ولا قادة في الميدان لوقف الانفلات. ربما هم أيضًا معنيون بذلك، فمن الصعب تصديق أن رعب المستوطنين يصيبهم بالشلل، ألا يعتبرون شجعانًا؟. 
والمستوطنون منتشون. رائحة الدم والدمار المنبعثة من غزة تحمسهم على الانفلات أكثر من المعتاد. ليست مجرد حكايات خرافية عن اعشاب ضارة: فالمشروع الاستيطاني بالعاملين فيه وميزانياته الكبيرة لا يتحرك ضد المذابح التي تخرج من لدنه. الحرب هي فرصتهم الكبيرة والسانحة. وبرعاية الحرب ووحشية حماس، تتاح لهم الفرصة لترحيل أكبر عدد ممكن من السكان من قراهم، وخاصة الأضعف في الأطراف المترامية، تمهيدا للترحيل الكبير الذي سيأتي في الحرب القادمة، أو التي بعدها.
 
كنت هذا الأسبوع في المنطقة المستباحة في جنوب جبل الخليل: لم تبدُ هكذا من قبل أبدًا. كل مستوطن هو عضو في "فرقة الاستنفار"، وكل "فرقة استنفار" هي ميليشيا مسلحة وبرية، مع تصريح بالتنكيل بالرعاة والمزارعين ومضايقتهم. وقد تم بالفعل هجر 16 قرية في الضفة الغربية، ويستمر الترانسفير بكامل قوته. جيش الدفاع الإسرائيلي غير موجود. إسرائيل، التي لم تهتم قط بما يحدث في الضفة الغربية، وهي الآن بالتأكيد لا تريد أن تسمع عنها. هناك اهتمام كبير في وسائل الإعلام الدولية، لأنها تدرك إلى أين يقود هذا.

ووراء كل ذلك، مرة أخرى الغطرسة الإسرائيلية، التي كانت أيضاً وراء مفاجأة 7 أكتوبر. حياة الفلسطينيين بنظرها قمامة، والانشغال بمصيرهم وبالاحتلال هو مصدر إزعاج قهري، والفكر السائد هو أننا إذا تجاهلناه ستنتظم النجوم. إن ما يحدث الآن في الضفة الغربية يؤشر الى ظاهرة لا تصدق: فحتى بعد 7 أكتوبر، لم تتعلم إسرائيل أي شيء. فإذ حلت بنا الكارثة في غلاف غزة بعد سنوات من الحصار والإنكار والإهمال، فإن الكارثة القادمة ستحدث بعد أن لم تعلم الكارثة السابقة اسرائيل درسًا بأن تأخذ التحذيرات والتهديدات والوضع الصعب على محمل الجد.

الضفة الغربية تئن، ولا أحد في إسرائيل يسمع صرختها. المستوطنين منفلتون، ولا أحد في إسرائيل يوقفهم. كم سيتحمل الفلسطينيون أكثر؟ فاتورة الحساب ستُقدم لاسرائيل، ساخنة أو باردة، لكنها نازفة دمًا كثيرًا.