معايرة الأقارب ... هل هي غيرة وحسد أم انتقام ؟!!


أكرم
جروان
في السلوك الاجتماعي ، نجد العجب والعُجاب بين الناس،
وخاصة الأقارب !!!، ومن خلال التواصل اللفظي أو المخفي الذي يظهر من تعابير
وإيماءات الوجه ، نجد الغيرة والحسد !!، وقد تكون الغيرة والحسد في آن واحد ، وقد
تكون بمصدر الانتقام !!!.
لم يُخلَق الإنسان كاملًا بدون عيوب !!، وعيوب الناس تُكوى
ولا تُروى !!، فكما قال الإمام الشافعي " لسانك لا تذكر به عورة امرئ ،
فكلك عورات وللناس ألسن ، وعيناك إن أبدت لك معايبًا ، فدعها وقل يا عين للناس
أعينُ " .
الغريب أن هذا السلوك الاجتماعي السيء يتواجد بالكثرة بين
الأقارب !!!، وكأن القريب إذا وقف إلى جانب قريبه يومًا من الأيام في محنة ألمَّت
به ، سيبقى معيارًا له طول عمره !! ، ونسي أن المعروف لا يُنسى ، وأن الله يبدل
الحال بأحسن حال !! .
لا خير في قريب يُعاير قريبه بمعروف فعله يومًا ما ، ولا أخ
يُعاير أخته بواجب قدمه لها !!، فأية قرابة هذه وأية صلة دم ؟!!.
وهذا السلوك لا يأتي إلا لانتقام محفوف بالغيرة والحسد ،
انتقام يُراد منه التجريح والتحقير !!.
فكما
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " .
فالفقر
ليس عيبًا ، وما العيب إلا العيب .
فكم من
فقير كتب الله له الغنى والمكانة العالية في الأرض والسماء ، وهذا تفضيل من الله
بين عباده ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .