ما الذي يحدث في جنوب اليمن؟ توسع المدعومين اماراتيا على حساب التحالف السعودي.. ونذر التقسيم مقلقة
أعلن المجلس الانتقالي
المدعوم من الإمارات، أن السعودية التي تقود التحالف الداعم للحكومة المعترف بها
دوليا، قصفت مواقع له في
حضرموت الجمعة، غداة مطالبتها إياه بسحب قواته من مناطق سيطر
عليها أخيرا في ما كان يُشكّل دولة اليمن الجنوبي.
وقال المجلس في
بيان له إن الغارات التي شنّتها السعودية على مواقع له، لن تثني الجنوبيين عن استعادة
"كامل حقوقهم”، مبديا انفتاحه على "ترتيبات” أمنية مع الرياض الداعمة للحكومة
المعترف بها، تقوم على أساس ضمان حماية أمن ووحدة وسلامة الجنوب وضمان عدم
عودة التهديدات الأمنية، وبما يلبي تطلعات وإرادة شعبنا الجنوبي، والمصالح
المشتركة مع الأشقاء في المملكة”.
وسيطر المجلس المنضوي في
إطار الحكومة على أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية لا سيما حضرموت والمهرة في
وقت سابق هذا الشهر. وقال إن العملية تهدف إلى طرد الإسلاميين ووقف عمليات التهريب
لصالح المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على صنعاء ومناطق
أخرى.
وأثار تقدّم المجلس
الانتقالي مخاوف من توترات مع فصائل حكومية أخرى، ومن احتمال سعيه للانفصال بهدف
إحياء "اليمن الجنوبي” الذي كان مستقلا.
ونقلت قناة عدن المستقلة
التابعة للانفصاليين أن سلاح الجو السعودي أغار على مواقع لهم في حضرموت الجمعة.
وقالت في منشور على
صفحتها على موقع فيسبوك: "سلاح الجو السعودي يقصف مواقع لقوات النخبة الحضرمية في
وادي نحب بحضرموت”.
ونشرت مقطع فيديو يظهر
تصاعد سحب من الدخان في منطقة صحراوية تتواجد فيها سيارات رباعية الدفع بيضاء
اللون.
ولم يُبلغ بعد عن وقوع
ضحايا. كما لم تعلّق السعودية بعد على الغارات.
وأفاد المجلس في بيان،
بأن سلاح الجو السعودي شنّ غارتين على قوات النخبة الحضرمية التابعة للمجلس
"الأولى عند الثامنة صباحا، والثانية عند الساعة 9,15”.
وقال مسؤول عسكري تابع
للمجلس في حضرموت، إن الغارات تركزت على وادي نحب "الذي شهد خلال الساعات الماضية
عملية أمنية لقوات النخبة الحضرمية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي لملاحقة
مجاميع قبلية يقودهم عمرو بن حبريش المدعوم من السعودية”.
وأشار المسؤول الى أن "بن
حبريش غادر أمس الوادي نتيجة العملية الأمنية”.
تنويه إماراتي
في مطلع كانون
الأول/ديسمبر، وسّع انفصاليو المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتهم على مناطق واسعة،
وقالوا إنهم باتوا يسيطرون على أكثر مساحة ما كان يشّكل دولة اليمن الجنوبي بين
العامين 1967 و1990.
وطالبت السعودية المجلس
الانتقالي الخميس بسحب قواته "بشكل عاجل” من المحافظتين، منددة بتصرفه "الأحادي”.
واعتبرت وزارة الخارجية أن ذلك "أدى إلى التصعيد غير المبرر الذي أضر بمصالح الشعب
اليمني بمختلف فئاته والقضية الجنوبية وجهود التحالف”.
وفي بيان سبق التقارير عن
الغارات السعودية، أكدت أبوظبي ترحيبها بجهود المملكة "لدعم الأمن والاستقرار”.
ونوّه بيان للخارجية
الإماراتية "بالجهود الأخوية التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة لدعم
الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية الشقيقة، وثمنت دورها في خدمة مصالح الشعب
اليمني وتحقيق تطلعاته المشروعة نحو الاستقرار والازدهار”.
وأكدت الإمارات "التزامها
بدعم كل ما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في اليمن، بما ينعكس إيجاباً على أمن
المنطقة وازدهارها”.
وعلى رغم أن كل منهما
تدعم طرفا مختلفا في التوتر الأخير، سعت السعودية والإمارات للظهور بموقف موحد،
وأرسلتا هذا الشهر وفدا مشتركا إلى المجلس الانتقالي لمطالبته بحسب قواته من
حضرموت والمهرة.
وكان مصدر مقرب من المجلس
أفاد في 13 كانون الأول/ديسمبر، بأن المجلس الانتقالي رفض الانسحاب خلال محادثات
مع الوفد السعودي الإماراتي.
من جهتها، أكدت سلطنة
عمان الجمعة أنها "تتابع باهتمام التطورات” في محافظتي حضرموت والمهرة، وذلك بحسب
بيان لوزارة الخارجية. ودعا البيان إلى "العمل على تجنب التصعيد، والعودة إلى
المسار السياسي، والدخول في حوار سياسي شامل يضم كافة أطياف الشعب اليمني” للوصول
الى حلّ "يرسخ الأمن والاستقرار والسلام”.
وتقدّمت قوات المجلس
الانتقالي داخل حضرموت وسيطرت على مدينة سيئون، إضافة إلى حقول نفطية في المنطقة
الصحراوية المحاذية للسعودية.
وانضم بعض القادة
المحليين في محافظة المهرة المجاورة، التي تحدّ سلطنة عمان وتُعدّ مسارا رئيسيا
للتهريب، أيضا إلى تحالفه، على ما أفاد المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأثناء سيطرة المقاتلين
الانفصاليين على معظم محافظة حضرموت، وهي الأكبر في البلاد، دفعوا القوات الحكومية
ذات التوجه الإسلامي المدعومة تقليديا من السعودية إلى محافظة مأرب المجاورة.
(أ ف ب)
















