يا لحزن القصيدة عليك يا زياد
مفلح العدوان
تبكي ناعور فقيدها،
ومعها فَقَد الأردن أحد أهم شعرائه: (زياد العناني)، الصديق الذي ابتعد مبكرا، حين
أقعده المرض سنوات، بعد أن كان شعلة تمرد وطيبة، وعلامة فارقة إبداعا وشعرا.
رحل زياد العناني، ومعه
حلّقت عصافير القصيدة حول روحه تؤنسها في معراجها نحو الأعالي.
غاب صاحب "خزانة
الأسف"، فواأسفي على من تربص بالشعر وكمائن اللغة، من كان في الماء دائما
يرسم الصور.
يالحزن القصيدة عليك يا
زياد، وهي تستعيد تجلياتك مذ تلك الإرهاصات الأولى من ناعور، وأنت المبدع الصابر،
الذي كنت دائماً تُعبّر عن المجموع قائلا أنّا "مرضى بطول البال".
سنواتك الأخيرة، يا
صاحبي، حجبتك عنا وعن محبيك، وأنت تقاوم السكري، وبعدها تلك الجلطة الدماغية وما
رافقها من صمت جعل القصيدة سجينة على شفتيك، غير أن ابتسامتك بقيت نافذة قلبك لكل
من يأتيك، كأنك تستعيد بتلك الابتسامة ضحكتك المُحبّة، وذاكرة الشعر والحياة
والتمرد الذي سكنك وواطن إبداعك.
لم تكمل قصيدتك الأخيرة
حين أقعدك المرض، وقد كان آخر ما كتبت:
"البيت ما زال هو البيت
والدرب ما زال هو الدرب
ربما لم أره وهو يتغير
بعد نومك
ولكن/ لا عليك
إن ضاعت منك أو ضاع عنك
سيدلك الحزن
وتقودك يد البكاء إلى
جنتي".
واوحشة البيت والدرب
بعيدا عنك، غير أنك ستبقى حاضراً يا زياد بيننا، ومعك القصيدة، والشعر، والذكرى،
وابتسامتك، وصورتك التي لا تغيب..
فسلام عليك يا زياد..
سلام على روحك الطيبة، وقلبك النقي.. سلام عليك!