وغزةُ الآنَ الدليلُ
موسى حوامدة
يا جارياً دمُهُ بلاداً من عذابْ…
يا فاتحَاً كفَّ الطريقِ… حمامةً …
زغرودةً …
أو رايةً في وجْنَتَّيْ وطنٍ…
يفرُّ من العُصور إلى الحرابْ.
يا فاتحاً دمَه نهاراً من سحابْ..
لشرارةٍ … ولآهةٍ عرضُ الكلامِ
وَطْعنةُ الأجسامِ
غاباتٌ تجيءُ بلا حمامْ
يا فاتحاً دَمَه… النهرُ خمرٌ … و
الجراحُ دوالْ…
– هل تعصرُ الجَسَدَ النحيلَ.. بقمقم
العنبِ الكرومِ
بحبةِ الزيتونِ … والليمونِ …
أم في كرمةٍ عَدَمَتْ … و شاءَ لها السراب؟
– في الحلمِ … يافا … لا تقرُّ على حجرْ
…
رعدٌ تجسَد في دمي …
صخرٌ … تمترسَ فيِّ … جعبةُ شاطئٍ نزقٍ…
تعيشُ بداخلي … و تَطيشُ فيَّ سهامُها …
بلوطةٌ …سكنت ذراعي … والمطر …
سحبٌ تمر على يدي.
* * *
يا قابضاً عنقَ الدقائقِ … والمحارْ
للماءِ … مرجانٌ ولي الأمواجُ …
لي الهَيَّاجُ
لي عمرٌ تناثَرَ … والبحار
سرقتْ مدينتنا …
و لاحقنا الدوارْ …
شَغَبٌ تسلّق في الزواج
وشرطة قبضتْ على الكلماتِ
محكمةٌ … ويأتيكَ القرارْ
…………….
* * *
يا معلناً دمه قرى للشعب … للأطفال …
خاتمة المطافْ …
عنب … وفي آب القطافْ
آبتْ عيونك … وانجلى زبُد الخرافْ.
ما كلُ دالية تمر من الترابْ.
أوراقها … شكل التمردِ … و الكتابْ.
كانونُ … لا يأتي إلى تموز …
لا تصلُ المعاصرَ كرمةٌ… إلا وفيها
للغرابْ
شبح … ومنها للخرابْ.
* * *
قَرُب الرحيلْ
مطرٌ يسحُّ على الدوالي …
طفلتانِ الآن في دمنا …
عروسُ الحرب … ترقص في بساتين العيونْ …
و إلهةٌ … للحبِّ … تمسحُ وجهَك
المغروسَ … فينا بالأبدْ …
في نشوةِ العشقِ الأخير …
وزفةِ الموال … في صمت الجنونْ …
نايٌ وأغنيةٌ بلا عشاق …
و الفرح الوحيدُ … بلا زهور …
شُهُبٌ نيازكُ تستدلُُّ على القبورْ
لا مهرةٌ صَهَلت…
و لا زغرودةٌ رقصتْ …
و لا بيارةٌ سألتْ..
و كلُّ الواقفينَ بلا ظهورْ؟
في السرو قبرةٌ …
وغزة … في الصهيلْ
من شاطئ التفاحِ …
للعرسِ الذي ينمو على جسد الجليلْ …
طقسٌ تبعثَرَ …
في مناديل الخليلْ …
بَجَعٌ تكاثَر …
والمصابيحُ اشتهتْ وهَجَ الفتيلْ
* * *
يا ناثراً دمَه
ستجمعُكَ الصبايا
تحتمي فيك الخيامْ
يا ساكباً جمر الكلامْ …
ستسكن الأحلامُ فيكَ …
و ترتمي فيك النجومُ …
و تشتهي منك التفتحَ والغرامْ
* * *
يا جاريا دمه عذابا من بلادْ …
فيك السلاسلُ … و الأغاني … والجيادْ …
يا شاطئَ الأشياءِِ … طعمَ الموتِ …
يا سرَّ البلادْ …
فيك البلادُ ومنك أغنيةُ البلاد …
و غزةُ الآن الدليلْ …