لا تقتلني بفرحك.. شعار وحق مقدس للأردنيين
لم تهدأ الانفس ولا المشاعر العامة
بالحزن منذ مقتل الشاب العريس حمزة الفناطسة في معان برصاصة طائشة وخاطئة اطلقها
صديقه في حفل زفافه ليتحول الفرح الى ترح، وكيف تهدأ وهي لم تأت كقضية عابرة
ونادرة! بل تجيء ضمن سياق محزن ومغضب من مسلسل اطلاق الرصاص "فرحا"
بمناسبات اجتماعية، لم تفلح كل المناشدات والتجارب المرة عن ثني البعض عن المضي في
غيه واستهتاره بارواح اقرب الناس له.
علّ روح هذا الشاب الجميل المرحوم،
تطرق خزانات الوعي في مجتمعنا الذي يعاني كثيرا من هذه الظاهرة القاتلة، فكم من
ضحية من اطفال ونساء ورجال قتلوا وهم امنين برصاص طائش ومستهتر لا يتقي الله في
نفسه ولا في غيره، لمجرد الفشخرة والتعبير عن عقد نقص او وهم برجولة لا تاتي الا
باطلاق الرصاص بشتى انواعه!
الحزن العام، بل قل الغضب العام الذي
تبع قضية المرحوم الفناطسة في طول المملكة وعرضها، لم يكن غريبا، وهو يعكس الشعور
العام والجمعي للاردنيين باستمرار مسلسل الاستنزاف للارواح البريئة من مستهترين
بالقانون والاديان والانسانية، ويخلفون خلفهم الايتام والارامل والاباء والامهات
المكلومين.
مقدرة جدا هذه الهبة الشعبية والرسمية
للتصدي لهذه الظاهرة القاتلة.. اطلاق الرصاص بالافراح والمناسبات، ونشد ايضا على
ايدي الامن العام الذي توعد بحرب بالقانون على مطلقي النار بالمناسبات دون هوادة
لحماية المجتمع والابرياء من الارواح.
ومثمنة ايضا جهود عشائرنا وقبائلنا
وكل التجمعات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني والتي هبت للتعبير عن مواقفها
المنددة بهذه الظاهرة والمطالبة بضرورة وقفها وعدم التسامح معها. ومن المهم ان
نلتزم جميعا بما وقع من صكوك ووثائق عشائرية ومجتمعية بعد استخدام السلاح
بالمناسبات وبضرورة عزل من يلجا لاستخدام السلاح والتصدي له بالتبليغ عنه للامن
العام.
ومن المهم التعميم والالتزام بضرورة
مغادرة المدعوين لاي حفل او مناسبة في حال تم إطلاق رصاص من أي سلاح، فبذلك من
الممكن أن نحد من ظاهرة إطلاق العيارات النارية في الأفراح.
وفي الانباء انه يعد حاليا لاجتماع
قريب يضم شيوخا ووجهاء ومخاتير والعديد من الأطراف المجتمعية للتوقيع على مذكرة
هدفها الانسحاب من أي مناسبة في حال تم إطلاق عيارات نارية. هذا امر مقدر ويجب دعمه مجتمعيا واعلاميا
ونتمنى ان يلتزم به الناس في كل المناسبات حماية لانفسهم ولاحبائهم من طيش
الطائشين والمستهترين.
"لا تقتلني بفرحك" شعار معبر
وضروري ان يلتف حوله الاردنيون في كل مناطقهم، علنا نحمي ابناءنا واطفالنا
واحبابنا من قتل الغفلة هذا الذي يتكرر بالاعراس والمناسبات، ولتكن روح المرحوم
حمزة الفناطسة.. عريس كل الاردنيين المغدور بطلقة طائشة في ليلة زفافه.. مذكرة
ومحركة لنا جميعا للتصدي الجدي مجتمعيا لظاهرة اطلاق العيارات النارية بالمناسبات.