بعد سقوط حماة.. ما مدى خطر تقدم المعارضة السورية على وجود نظام الأسد؟
صحافة
غربية
تواصل
فصائل المعارضة السورية
إحراز تقدمات في مواقع جديدة عقب سيطرتها على كل من حلب وإدلب وحماة بشكل كامل،
الأمر الذي يفتح الباب أمام التساؤلات حول مدى الخطر الذي يواجهه رئيس النظام السوري
بشار الأسد، ومدى
قدرة حلفائه على دعمه في ظل انشغالهم بأزمات إقليمية ودولية.
ويرى محلل
شؤون الأمن السياسي ديفيد سانجر، أن تحركات المعارضة "فاجأت الجميع"،
موضحا أن الأسد "وجد نفسه في مواجهة واقع مختلف عن تصوراته بأن الحرب
الأهلية، التي دخلت عامها الثالث عشر، قد تجمدت".
وقال سانجر
في حديثه مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إنه "حتى وكالات
الاستخبارات، مثل المخابرات البريطانية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لم
تتوقع هذا التقدم".
وأشار
سانجر إلى أن الحلفاء الرئيسيين للنظام، مثل إيران وحزب الله، يعانون من انشغال
كبير بأزمات أخرى، لدرجة جعلتهم غير قادرين على التركيز على الصراع السوري.
وأضاف أن
"الروس، بسبب حربهم في أوكرانيا، ليسوا على درجة التركيز نفسها التي كانوا
عليها قبل اثنتي عشرة سنة"، في إشارة إلى اندلاع الثورة السورية وتدخل روسيا
عسكريا لصالح النظام.
وبحسب
سانجر، فإنه "حتى الدعم الجوي الذي يحصل عليه الأسد من روسيا محدود بسبب حاجة
الروس إلى مواردهم العسكرية في أوكرانيا. إذا كان هناك دليل على ذلك، فصفقتهم
الأخيرة مع كوريا الشمالية للحصول على ذخائر تكشف مدى ضعفهم".
وفيما
يتعلق بحجم التهديد الذي تشكله المعارضة، قال سانجر: "لا أعتقد أن الأسد قريب
من فقدان السلطة. رغم ذلك، المعارضة الحالية تتسم بتشددها ولا تمثل الصورة
الكلاسيكية للحرية التي تحب الولايات المتحدة دعمها، والكثير منهم كانوا على
ارتباط وثيق بتنظيم القاعدة".
"نظام هش"
من جانبه،
أوضح ستيفن كوك، الزميل الأول في معهد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن
التطورات الأخيرة تسلط الضوء على ضعف النظام السوري.
وقال في
تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إنه "بالرغم من أنه لا
يزال هناك طريق طويل للحديث عن نهاية نظام الأسد، فإن السهولة التي تفوقت بها
المعارضة في حلب وتهدد حماة الآن تشير إلى أن الأسد يفتقر إلى قوة حقيقية خارج
نطاق قوته الجوية للدفاع عن دمشق".
وأضاف كوك
أن "روسيا، التي تمتلك حوالي 20 قاعدة في سوريا، بما فيها
قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة جوية في غرب البلاد، تواجه صعوبات متزايدة في دعم
الأسد، خاصة مع إرهاق جيشها في أوكرانيا وضعف اقتصادها".
وأشار كوك
إلى أن خسارة سوريا ستكون نكسة استراتيجية كبيرة لإيران، حيث تعتبرها عنصرًا
أساسيًا في دعم حزب الله، وكيلها الأقوى في المنطقة، مرجحا أن "تبذل كل من
روسيا وإيران جهودا مكثفة للحفاظ على نظام الأسد، رغم التحديات المتزايدة التي
يواجهونها".
والخميس،
أعلنت فصائل المعارضة السورية عن دخول مقاتليها إلى مدينة حماة بعد معارك عنيفة مع
قوات النظام والمليشيات الإيرانية الموالية له ضمن عملية "ردع العدوان".
وفي 27
تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة المنضوية ضمن "إدارة
العمليات العسكرية" التي تتصدرها "هيئة تحرير الشام"، عملية عسكرية
ضد النظام والمليشيات الإيرانية الداعمة له تحت مسمى "ردع العدوان" ما
أسفر عن سيطرتها على مدينة حلب ثاني كبرى المدن في سوريا، بالإضافة إلى سيطرتها
على كامل إدلب الإدارية ووصولها إلى تخوم حماة.
والأحد،
بدأ الجيش الوطني السوري، وهو تجمع من الفصائل المحلية المدعومة من تركيا، عملية
عسكرية أخرى تحت مسمى "فجر الحرية" ضد قوات سوريا الديمقراطية
"قسد" ووحدات حماية الشعب الكردية، ما أدى إلى بسط سيطرتها على مدينة تل
رفعت وقرى وبلدات في ريف حلب الشرقي.