شريط الأخبار
"صحة غزة" تشكر المستشفى التخصصي لدعمه بالمستلزمات الطبية فيديو "الديموقراطي الاجتماعي الدولي" يعقد في عمان مؤتمرًا حول القضية الفلسطينية ادانة رئيس لجنة زكاة بالتزوير واساءة الائتمان لاستيلائه على 400 الف دينار حزب إرادة: حصدنا رئاسة تسع مجالس محافظات من أصل 12 توجه لتعيين القاضية السابقة الحمود رئيسة للجنة الدائرة الانتخابية العامة تقدير موقف | هل نجحت أميركا بكبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟ وفاة 3 اشخاص بحادث سير بوادي موسى هاليفي ورئيس الشاباك بالقاهرة.. هل رضخت مصر لخطط اسرائيل باجتياح رفح؟! لطمأنة مستوطني شمال اسرائيل الفارين.. جالانت يزعم: قتلنا نصف قادة حزب الله! إسرائيل تشحذ طائراتها ومدافعها لمهاجمة رفح.. وتشتري 40 ألف خيمة لـ"المدنيين"! الملك يحذر من تفاقم خطورة الوضع الانساني في غزة خريسات: أجرينا آلاف عمليات السمنة في مستشفيات الوزارة شاب يقتل شقيقه طعنا لخلافات عائلية تحديد موعد الانتخابات النيابية في 10 أيلول المقبل الميثاق يرحب بتوجيهات الملك لاجراء الانتخابات النيابية ماراثون الانتخابات يبدأ.. الملك يامر باجرائها.. وايلول موعدها المتوقع الحرية واسطولها عالقة بشواطيء تركيا.. وغزة المحاصرة تنتظر عُمان توقف مؤقتا التحاق طلبتها بالجامعات الخاصة الأردنية الملك في وداع امير الكويت "الضمان" يوافق لـ "المستشفيات الخاصة" على صرف مستحقات إصابات العمل

مصطفى خريسات يكتب:

الإصلاح لا يحتاج إلى لجان

الإصلاح لا يحتاج إلى لجان

القاعدة السياسية المتعارف عليها في وأد اي عمل هي تشكيل اللجان، والمتتبع للتاريخ الحديث في الأردن، منذ اندلاع أحداث عام ١٩٨٨، التي اعقبها تشكيل لجنة الميثاق المدني، ولغاية الآن، نرى المنعطفات والأزمات هي التي تدفع إلى تشكيل وإنشاء هذه اللجان، التي تجاوز عددها العشرة، وانتهت بتوصيات وضعت على الرفوف ولم يؤخذ بمخرجاتها على الإطلاق.

في ظل الأزمات والمنعطفات، التي عصفت في البلاد مؤخرا، جاء تشكيل اللجنة الملكية بمهمة مختصرة، تكمن في قانون انتخاب (وهو اعتراف بفشل المجلس النيابي الحالي والمجالس السابقة) وقانون الأحزاب (وهو اعتراف أيضا بفشل تلك الاحزاب التي لا يتعدى وجودها ديكوراً في إحدى زوايا المنزل)، ولم يتم التطرق إلى تعديلات إصلاحية أو إعادة صياغة دستور جديد يحدد العلاقة بين كل الأطراف.

لقد أصبح واضحا، لكل ذي بصيرة، ان تشكيل اللجان او البرلمان او اي عمل جماعي في الاردن يجب أن تكون الاغلبيه فيها ممن يجسدون رأي مؤسسات الدولة النافذه ولا مانع من أن يكون هناك اقليه لديها فكر سياسي وطني او معارضة شريطة ان لا يكون دورها يؤثر على تلك المخرجات او قرارات تلك اللجان٠

نستغرب وجود هذا العدد المحدود الذي لن يتجاوز في أفضل حالاته عن ٢٠ من أصل ٩٢ شخص سيؤثرون على المخرجات لجنة الاصلاح وبالتالي أصبح وجودهم لا يتعدى الديكور المانح لشرعية هذه اللجنه، لتخرج الجهات الرسميه كعادتها أمام الرأي العام العالمي تدعي ديمقراطية القوانين الناظمة في تحديد مسارات البلاد ٠

الوضع العام في البلاد لا زال يدار بادوات قديمه تعود إلى ما قبل القرون الوسطى وهي نفس الأدوات التي تتبع في تشويه الرموز الوطنيه منذ التأسيس ولغايه الان لتبقى الساحه لاصحاب الأجندات ولمن يسبح بحمده ٠

والمتتبع للمشهد البرلماني مؤخرا يلاحظ السقوط المدوي للمجلس وبطريقه مزريه بعد أن صفق أعضاءه على قرار فصلهم لزميلهم لتكريس اهتمام هذا المجلس بالتفاصيل السخيفه ارضاء ونفاقا ، دون أدنى اكتراث للقضايا ذات البعد الوطني والشعبي الأمر الذي جعل حالة التخبط تسيطر على المشهد العام متناسين ومتجاهلين حالة الوعي والنضج في العقليه الاردنيه و التفافها حول القضايا الوطنية وأحياء القضية الفلسطينية واجماع الشعب للسير في دعم المقاومةوالتغني بها وبمواقفها البطوليه وهذا بمجمله لم يرضي عملاء الداخل الذين حاولوا بكل الوسائل تشتيت الموقف وتمزيقه ودفنه بالتراب تماما كما كان يتمنى شامير ان يبتلع البحر غزه ليرتاح!!!! ٠

فكان لا بد من إيجاد حدث ما لتشويه الصوره المشرقه لوعي الأردنيين، فتم تضخيم ما طرحه نائب الوطن الحقيقي اسامه العجارمة وإعادة خلط للأوراق وإصدارا للبيانات مزوره وحرف البوصله باتجاه مغاير عن والواقع المشرف الذي مارسه الاردنيون ٠

ما يحدث الآن من تحالف وانسجام بين طبقات الفساد تتجاوز الحدود للحفاظ على مكتسباتها بكل الوسائل المشروعه حتى لو وصل بالتفريق بين الأخ واخيه وبين مكونات الشعب التي تحاول بالطرق المشروعة المناداة بالاصلاح الحقيقي وبناء دولة تحتضن الآبناء والاحفاد وتكون الحاضنة الحقيقيه لمستقبلهم، وهذا لن ينتهي الا بتحقيق الشعب لما يصبوا اليه ٠

فتحالف المصالح يصر على تشويه الصوره الحقيقيه للإصلاح مستندين إلى مجموعة السحيجة والمنافقين والبيانات الكاذبه والاقلام الرخيصه والاعلام الأجور، وبتشويه الصوره أمام الرأي العام لهذا بدأت الحمله على العشائريه وقيمهاالجميله لتحييدها عن الواقع الفلسطيني والتي كانت عبر التاريخ الداعم الرئيسي لهذا الواقع ٠

لماذا لا نعترف بأن فشل الدوله هو الدافع الرئيس للألتفاف الشعبي والعشائري حول مكوناته في ظل عجز الدوله عن تقديم أي من الحلول لواقعه المرير ٠

على الدولة ان تبحث عن حلول جذريه لا ان تكيل التهم للمجتمع والأفراد فالرد الامثل هو تقديم الحلول وليس ردة الفعل الرسميه المبنية على التشويهوالاساءة متناسين قضايا الوطن الجوهرية التي يعاني منها الشعب، وسواء اتفقنا ام اختلفنا ان هذه الدوله أسست بمفهوم العشيره وقيمها وبالتالي هي العامود الفقري فإنكسار العامود يؤدي إلى شلل الدوله بكل مكوناتها ٠

إن الإصلاح الحقيقي في الأردن يبدأ باعتراف القائمين على الاداره العامة للبلاد بالفشل، وهو ما أوصل المديونية إلى مستويات تثير القلق والرعب وارتفاع اعداد العاطلين عن العمل بين الشباب بنسب كبيرة وارتفاع نسب الفقر الذي يتجلى في صور الباحثين حاويات القمامة، وفي المقابل ترك الفاسدون ليتقاسموا كعكة الوطن دون حسيب او رقيب ٠

من سخريه هذا الزمان ان يتحدث من اوصل البلاد إلى هذه المرحله الرديئه في بحثهم عن مصالحهم الخاصة الضيقةعن الإصلاح، متناسين ان جوهره يتطلب محاسبتهم على ما اقترفوه بحق الوطن والمواطن وليس مانشيتات صحفيه واعلام مرتجف وأبر تخدير وتاجيل للحلول ٠

فالاصلاح الحقيقي له ادواته وشخوصه تختلف عن (زلم) المرحله بكل المقاييس وليست بحاجه الى لجان وإنما إلى قرار رئيس يتبعه قرارات تبدأ بالغاء قانون الجرائم الإلكترونية وخلق إعلام حر بدل البحث عن المحليات الاردنيه بالصحافة العالميه، وحل البرلمان ورفع الغطاء عن الفاسدين ومحاكمتهم.

ما يحدث الآن هو مضيعه للوقت و خطوه إلى الخلف وليس للأمام وبالنتيجة مماطلة والتفاف على العملية الاصلاحيه بمجملها والايام المقبله ستثبتلا نية للإصلاح، والعمليه برمتها شراء الوقت لصالح أجندات خاصة بعيده كل البعد عن أجندة الوطن.