شريط الأخبار
تعهدات أميركية لإسرائيل بتعطيل إعادة إعمار شمال غزة ومنع إدخال “الكرفانات” الشرع رئيسًا انتقاليا لسوريا وحل البرلمان و”حزب البعث” والجيش والفصائل وإلغاء الدستور الفدرالي الامريكي يثبت سعر الفائدة بعد ثلاثة انخفاضات متتالية نهاية العام الماضي الافراج غدا عن 110 اسرى بينهم 33 محكومون بالمؤبد خليل الحية يشيد بمواقف مصر والأردن الرافضة لمخططات التهجير الملك ومسؤولون اوروبيون يبحثون تمتين الشراكة بين الاردن والاتحاد الاوروبي الملك يلتقي العاهل البلجيكي قراءة في تلاقي المعارضة مع الحكومة الاسرائيلية في الحرب: صقور ضد الشعب الفلسطيني الجغبير: بتوجهات ملكية الأردن يرفع مستواه في القطاع الصناعي رئيس مجلس الاعيان يهنيء الملك بعيد ميلاده توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين بنك صفوة الاسلامي و المصرف العراقي الإسلامي الملك يشهد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي وزير التعليم العالي: إعلان نتائج طلبات المنح والقروض الخميس حملة أمنيّة على مهربين وضبط متورطين وكميات كبيرة احتفالاً بعيد ميلاد الملك.. مسيرة دراجات ضخمة تنطلق من زين وتجوب شوارع عمّان الحاج توفيق : الجهود الملكية اسهمت ببناء اقتصاد أردني قوي ومنيع الاردنيون يحتفلون بالعيد الثالث والستين لميلاد الملك ولي امر طالب يطعن معلما بماركا الحاج توفيق... تجارة عمان تتطلع لمزيد من التعاون الاقتصادي مع باكستان غوشة النقيب المقبل لـ"المهندسين".. توافقات مرتقب اكتمالها بين "البيضاء" و"نمو" للانتخابات

سوريا.. نقاط للتوضيح

سوريا.. نقاط للتوضيح


 

 

أحمد عمر زعبار*

في غمرة تسارع الأحداث في سوريا ونهاية حقبة الرئيس بشّار الأسد وفي ظل ما وصلني من رسائل فيها من الحقد والشماتة ما لا يليق بأبسط قواعد الحوار ولا يتطابق مع روح الثورة إن كانت ثورة أحرار حقيقية.. وهذا ما يدعو إلى طرح السؤال هل ما حدث في سوريا ثورة أحرار حقيقية؟

قبل الإجابة أجد نفسي مرّةً أخرى مجبرا على تأكيد ما ذكرته في مقالات سابقة، وتأكيد البديهي (والبديهي ما هو واضح بذاته ولا يحتاج إلى برهان أو دليل) والبديهي في هذا السياق هو: من حق الشعوب أن تنتقد حكّامها فالحاكم في نهاية الأمر موظف لدى الشعب ومن حق الشعوب أن تطيح بحكامها إذا لم يبادر الحاكم إلى الإصلاح وهذه القاعدة تنطبق على سوريا كما تنطبق على كل الدول والأنظمة في العالم.

الإجابة لن تكون تحليلا بل عرضَ بعض نقاطٍ أحاطت بالأحداث في سوريا منذ سنوات وأدت إلى سقوط النظام ونهاية مرحلة حكم الرئيس بشّار الأسد. أطرح هذه النقاط للتذكير فقط وهي لا تحيط بالواقع السوري بكلّيته بل تحيط بجانب هام منه ولكل قارئ أن يتخذ الموقف الذي يراه.

Description: https://cdn.optad360.net/icons/branding-ads.svg

-سنة 1996 نشر بنيامين نتنياهو كتابه "مكافحة الإرهاب: كيف يمكن للديمقراطيات هزيمة الإرهابيين المحليين والدوليين” أطروحة الكتاب ارتكزت على التالي: تواجه إسرائيل أعداء محليين مثل حزب الله وحماس وفصائل وحركات فلسطينية ولبنانية أخرى والطريقة الأفضل لمحاربة هذه الحركات ليس بمواجهتها في حروب مباشرة، بل الأفضل من ذلك هو قطع إمدادات السلاح التي تصل لهذه الحركات والفصائل لذلك فإن أفضل الطرق للقضاء على الإرهاب (حركات المقاومة) هو القيام بتحركات لتغيير أنظمة الحكم في الدول المعارضة والمناهضة لإسرائيل ووضع نتياهو في كتابه قائمة بأسماء 7 من دولِ المنطقة يجب تغيير أنظمتها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول العربية الصديقة الإسرائيل سرّا وعلنا… هذه الدول التي يجب تغيير الحكم فيها وفق كتاب نتنياهو هي: سوريا، ليبيا، العراق، إيران، السودان، لبنان، الصومال.

-سنة 2003 ذكر الجنرال وزلي كلارك قائد القوات البرية الأمريكية والقائد الأعلى للحلفاء في أوروبا (1997-2000) في مذكراته كما في حوارا ت متلفزة أن أمريكا خططت لاحتلال 7 دول هي العراق ثمّ سوريا، ليبيا، لبنان, السودان, الصومال إضافة إلى إيران وأنّه حضر اجتماعا سرّيا للرئيس الأمريكي وقتها مع وزير الدفاع وقادة عسكريين ووضعوا أمامه خارطة المنطقة مع علامات X على الدول التي تقرر تغيير أنظمتها وهي لمن أراد أن يعرف نفس الدول التي حددها نتنياهو  سنة 1996 في كتابه المذكور أعلاه (سوريا، ليبيا، العراق، إيران، السودان، لبنان، الصومال) فهل هي مجرد صدفة أم أن المسألة تتعلق أساسا بمصلحة إسرائيل.

-سنة 2008 إن لم تخني الذاكرة صرّحت هيلاري كلنتون أنّ أمريكا هي التي ساهمت في صناعة القاعدة والإسلام الجهادي المتطرف من أجل تحقيق المصالح الأمريكية

-سنة 2012 وقّع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامره لوكالة المخابرات الأمريكية CIA تحت مسمّى Timber Sycamore (أخشاب الجميز) للعمل على الإطاحة بالنظام السوري عن طريق فبركة ثورة وتمويل ثوّار يدربهم ويسلحهم الناتو وتمولهم الدول العربية النفطية.

على الجانب الآخر أذكر ببعض النقاط التالية

– خلال طوفان الأقصى لم يقدم يحيى السنوار ومحمد ضيف الشكر والعرفان بالجميل إلا لسوريا واليمن والمقاومة اللبنانية وأكدا أن السلاح يأتيهم من سوريا ولم يذكرا تركيا ولا أية دولة عربية أخرى بالإيجاب أو بالشكر بل قال في إطار حديثه عن مأساة التخلي عن غزة وأهلها: "إنهم خانونا وباعونا” والمقصود طبعا كما هو واضح من سياق حديثه الدول العربية والميليشيات التي تشارك إسرائيل فرحتها بسقوط الدولة السورية. فهل هذا مجرد صدفة؟ خصوصا أنّ الدواعش الذين دخلوا المدن السورية مزقوا الملصقات التي تمجد النضال الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وأن أوّل ما فعلوه هو قطع خط التواصل والإمداد الممتد من إيران والعراق وسوريا ولبنان إلى أن يصل إلى حماس وهو الخط الذي يمد المقاومة بكل أنواع الأسلحة والذي حاولت إسرائيل وأمريكا قطعه أكثر من مرة ولم تنجح ونجح (الثوار الجهاديون) في قطعه في أول عملياتهم الموجهة ضد الدولة السورية، وبانقطاعه تنتهي المقاومة (وبانتهاء المقاومة تنتهي فلسطين). وعوض أن تتجه بوصلة هؤلاء إلى الجولان وتحريره ذهبت لقطع خط الإمداد وشريان الحياة على المقاومة والأمر ليس مستغربا فكلنا يعلم وكلنا يرى ويشاهد منذ أكثر من سنة وشهرين أبشع جريمة ضد الإنسانية في غزة، تدمير وحرق وقصف مستشفيات وقتل أطفال وجرائم لم تعرف البشرية مثيلا لها في تاريخها فحجم القنابل التي أُلقيت على غزة توازي 4 إلى 5 قنابل نووية من الحجم الذي ألقي على هيروشيما ونكازاكي. ولندرك الحجم الحقيقي للمأساة يجب أن نتذكر أنّ غزّة مكان ضيق وكثير الكثافة السكانية لكن الجماعات الإسلامية لم تحرك وتنكرت لغزة وأنكرت جهادها رغم أن السنوار وقادة المقاومة جميعهم إسلاميين ومن أهل السنة فهل يُستغرب أن يتواصل ثوّار (جهاد الناتو/تركيا) مع إسرائيل لتأمين حدودها وعدم مهاجمتها أو المس بها بل حمايتها (وهو ما ذكرته إسرائيل ومصادر إعلامية أخرى).

– بخصوص تركيا لابد من التذكير أن تركيا عضو فاعل في حلف الناتو وتساهم فيه بثاني أكبر جيش بعد الولايات المتحدة الأمريكية وهي أيضا في حلف عسكري استراتيجي مع إسرائيل والحلف الإستراتيجي هو أعلى درجات التحالف ويتجاوز التعاون العسكري إلى التدخل لحماية الطرف الآخر إذا تم الاعتداء عليه (يعني أن تركيا من واجبها الدفاع عن إسرائيل) ولعل من له عقل يدرك لماذا لم تقطع تركيا علاقاتها بالكيان الصهيوني خلال العدوان على غزة بل واصلت التعامل الاقتصادي الكامل معه ومدّته بما يحتاجه لمواصلة الاعتداء على نساء وأطفال وشيوخ غزة… يُذكر أن القوات اليمنية قصفت منذ حوالي الشهر باخرة تركية مبحرة باتجاه إسرائيل محمّلة بالبضائع التي تحتاجها دولة الكيان لمواصلة حربها على أمهات الفلسطينيين في القطاع.

-ونحن نذكر تركيا هنا لأنها المحرك الأساسي للميليشيات في سوريا تنفيذا لاتفاقات عقدت مع إسرائيل والولايات المتحدة لتنفيذ مخطط تم التجهيز له منذ مدة للإطاحة بالنظام السوري وتغييره بنظام لا يعادي إسرائيل كمرحلة أولى ثمّ موالٍ لها بعد ذلك فالأسلحة المتطورة جدا والحديثة والطائرات والمسيرات الانقضاضية وعدد الدبابات والآليات واستقدام الملتحين من كل بقاع الأرض لم يحدث بمعجزة نزلت بها الملائكة من السماء بل جهزتها وقامت بتدريبها تركيا ودول أخرى منها أوكرانيا، فالعملية متطورة جدا وتحتاج خبرة دول وخبرة أجهزة مخابرات لها باع وتاريخ طويل في مجال اسقاط الأنظمة، والسؤال الذي يلح على طرح نفسه هنا هو: هل توجد ثورة شعبية حقيقية يقوم بالتخطيط لها وإثارتها وتمويلها المستعمر الذي يسعى لإلغائك وسرقة وطنك وثرواتك بالتعاون مع دول رجعية ثيوقراطية لا توجد فيها لا برلمانات ولا انتخابات ولا صحافة حرة ولا حرية من أي نوع كان، هل يمكن لدول كهذه أن ترضى بأن تنتشر الديمقراطية على حدودها عند جيرانها وهي التي حاربتها بكل الطرق في كل مكان.

وقبل الختام من الضروري ذكر أنّ: *الدول ال 7 التي ذكرها نتنياهو ورمزي كلارك دُمّرت كلها بأيدي أبنائها والدور القادم على إيران لتخلو المنطقة لإسرائيل تديرها كما تشاء

الدول الحليفة لإسرائيل والعميلة للغرب لا تحدث فيها ثورات ولا شغب ولا مطالبة بتغيير الحكّام وإن حصل ذلك فإن إسرائيل والدول الغربية تحمي أولئك الحكّام من شعوبهم وهو أمر معروف منذ اتفاق كوينسي (Quincy Pact)‏ في 14 فبراير 1945 على متن الطراد يو أس أس كوينسي (CA-71) بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.

لا بد أن لا ننسى الجانب الاقتصادي الدافع لتحريك هذه (الثورات) فالثروات في سوريا خصوصا النفط والغاز تتجاوز حسب الخبراء الغربيين ثروات الدول الخليجية

لقد كان شارل ديغول صريحا بما فيه الكفاية لمن يريد أن يفهم حين قال: ليس لفرنسا أصدقاء لفرنسا مصالح فقط، وهي القاعدة الأساسية في الغرب الذي موّل ودرّب ثوّار الناتو.. إنه زواج الناتو بالجهادية الإسلاموية والنتائج ماثلة أمام أعين الجميع في أكثر من دولة عربية وإسلامية.

أخير أختم بقول ينسب لموشي ديان وزير الدفاع الصهيوني الأسبق: ما ذنبي إذا كان العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يفعلون شيئا. رغم أن هذا القول لم يعد دقيقا تماما حيث أن العرب انحطوا من درجة لا يفعلون شيئا إلى درجة يطيعون وينفذون ويمولون كل برامج ومخططات أعدائهم ويساهمون فيها بالمال والأرواح وحماسة لا نظير لها

هذه مجرّد ملاحظات لا أكثر

·       شاعر وإعلامي تونسي مقيم في لندن