جامعة المغطس الأرثوذكسية رسالة هاشمية لاحترام التنوع الثقافي والديني
الصحفي
محمدخير بشتاوي
تعد
الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين صمام أمان للحفاظ
على الهوية العربية والإسلامية لها، وتأكيدًا للدور الأردني التاريخي في صيانة
الإرث الديني والثقافي للأمتين العربية والإسلامية.
ومايزال
الهاشميون يقدمون مبادرات ومنحا ومكارم عديدة في هذا المجال، ومنها: ترميم
المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودعمها في فلسطين، ومن أهم هذه المبادرات :
المنحة السخية والمكرمة الملكية التي أعلن عنها جلالة الملك عبدالله الثاني
في كانون الأول 2024 متضمنة الدعم لتأسيس جامعة أرثوذكسية دولية على
نفقته الخاصة ، في موقع معمودية السيد المسيح عليه السلام في المغطس شرقي نهر
الاردن.
وتحمل
هذه الجامعة إلى العالم رسالة عالمية، وأملا بأنَّ التعايش واقع يُمكن تحقيقه
بالإرادة والرؤية والقيادة الحكيمة، وهي نموذج لمسيرة هاشمية مستمرة من العطاء
والبذل، ومواصلة تعزيز دور الأردن حاضنا لقيم السلام والعيش المشترك، والمبادئ
الإنسانية العالمية.
وتعمق
هذه المنحة الروابط التاريخية بين الاردن وفلسطين، وتعزز حضور الكنائس في الارض
المباركة ، مؤكدة استمرار واجب أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية
والمسيحية في القدس؛ نظراً لاهميتها في رعايتها وحمايتها.
وهذه
الجامعة ليست مجرَّد مشروع محلي، بل هي رسالة عالمية بأنَّ الأردن يمتلك إرادة
قوية وموقعا فريدًا يجعله نموذجا يُحتذى به في العالم أجمع، وهي دعوة مفتوحة
للعالم لتعلُّم دروس العيش المشترك من الأردن، الذي أثبت أن التعددية ليست ضعفًا،
بل قوة تبني الأوطان وتعزز السلام.
وبناء
هذه الجامعة يشير إلى دلالات عميقة عن رؤية الأردن النموذج الحيّ للعيش المُشترك
والتعددية الدينية والثقافية، والمثال الذي يحتذى به في التآخي والتسامح
واحترام الآخر، والحوار بين الأديان والثقافات، وهي مشروع حضاري يوفرمنصة
لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان ومركزا عالميا للتلاقي والتفاهم.
واختيار
موقع المغطس، الذي يُعد من أقدس المواقع المسيحية عالميًا والمُدرج على قائمة
التراث العالمي، لتأسيس هذه الجامعة يحمل رمزية روحية وحضارية عميقة؛ فالمغطس ليس
مُجرَّد مكان تاريخي، بل هو رمز عالمي للإيمان، يُعزِّز مكانةَ الأردن راعيا للإرث
الإنساني واحتضان التنوع الثقافي والديني.
والمنحة
الملكية الخاصة لبناء الجامعة الأرثوذكسية في موقع المقدس تؤكد مُجددًا أن الأردن
موطن للتنوع الديني، والتسامح واحترام الآخر، وقصة نجاح حقيقية في تحويل هذا
التنوع إلى مصدر قوة، فالمسيحيون في الأردن ركن أساسي من الهوية الوطنية، وشركاء
حقيقيون في بناء الدولة والحفاظ على قيمها الحضارية.
وهي
ترسيخ لمفهوم الأخوة الإنسانية، وتجسيد لجهود الأردن في رعاية وصيانة المقدسات
الدينية في القدس، انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها، وتأكيد بأن الأردنيين
المسيحيين والمسلمين يجسدون معاني المودة والتعاضد والتكافل والتلاحم والعيش
والتضامن والتوأمة والوئام.
وتشير
كلمة "أرثوذكسية" إلى الإيمان المستقيم أو الحق، والأرثوذكسية
ليست مجرد اسم لطائفة معينة، بل هي سمة للكنيسة التي التزمت بالتعاليم الرسولية وحافظت
عليها دون تغيير، ومن خصائصها تنبيهها إلى إظهار وقتية خيرات هذا العالم وزوالها؛
بقصد توجيه أبصار المؤمنين إلى الحياة الأبدية، وتقديمها الخدمات المتعددة
للمؤمنين إلى جانب خدماتها الدينية.
وفي
سياق المنحة الملكية الخاصة لدعم بناء الكنيسة في موقع المغطس يشددعدد
من المسؤولين والمعنيين في تصريحات صحفية على اهمية هذه المنحة، فيقول غبطة
البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، ان الوصاية
الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس،تشكل صمام أمان لحق المسيحيين
في الوصول الحر إلى الأماكن المقدسة، وتحافظ على الوضع القائم التاريخي، وتصون
الهوية الروحية والثقافية الأصيلة للقدس والأراضي المقدسة.
ويثمن
مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى فضيلة الشيخ محمد عزام الخطيب، التمسك
بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لحمايتها.
ويقول
غبطة الكاردينال بيير باتيستا بيتسابالا، بطريرك المدينة المقدسة للاتين، ان
الحفاظ على الأماكن المقدسة وعلى الوضع القائم التاريخي والقانوني في القدس الشريف
رسالة يحملها الهاشميون عبر الأجيال، ويحملها معهم المقدسيون ليعم السلام وتتحقق العدالة،
وان بناء الكنيسة تجسيد لرسالة السلام والمحبة والعيش المشترك التي تعبر عن قيم
المملكة الأردنية الهاشمية.
ويشدد
رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب سليمان السعود، على ان الوصاية الهاشمية على
المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والمبادرات الملكية في إطارها تهدف لدعم
صمود المقدسيين والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية في المدينة.
ويوضح
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان أن عام 2024 كان بارزاً على
صعيد الدبلوماسية الأردنية، وشهد جهدا دبلوماسيا أردنيا قل نظيره للدفاع عن الشعب
الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية
في القدس.
ويرى
رئيس لجنة فلسطين في مجلس الأعيان العين مازن دروزه، أن الحراك الدبلوماسي الأردني
المتواصل بقيادة جلالة الملك منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية قبل ربع قرن، يجسد
دعماً تاريخياً وثابتاً لفلسطين وشعبها، ويعكس التزاما أردنيا راسخا بالدفاع عن
حقوق الفلسطينيين، وتعزيز الدعم العالمي لقضيتهم العادلة.