شريط الأخبار
تعهدات أميركية لإسرائيل بتعطيل إعادة إعمار شمال غزة ومنع إدخال “الكرفانات” الشرع رئيسًا انتقاليا لسوريا وحل البرلمان و”حزب البعث” والجيش والفصائل وإلغاء الدستور الفدرالي الامريكي يثبت سعر الفائدة بعد ثلاثة انخفاضات متتالية نهاية العام الماضي الافراج غدا عن 110 اسرى بينهم 33 محكومون بالمؤبد خليل الحية يشيد بمواقف مصر والأردن الرافضة لمخططات التهجير الملك ومسؤولون اوروبيون يبحثون تمتين الشراكة بين الاردن والاتحاد الاوروبي الملك يلتقي العاهل البلجيكي قراءة في تلاقي المعارضة مع الحكومة الاسرائيلية في الحرب: صقور ضد الشعب الفلسطيني الجغبير: بتوجهات ملكية الأردن يرفع مستواه في القطاع الصناعي رئيس مجلس الاعيان يهنيء الملك بعيد ميلاده توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين بنك صفوة الاسلامي و المصرف العراقي الإسلامي الملك يشهد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي وزير التعليم العالي: إعلان نتائج طلبات المنح والقروض الخميس حملة أمنيّة على مهربين وضبط متورطين وكميات كبيرة احتفالاً بعيد ميلاد الملك.. مسيرة دراجات ضخمة تنطلق من زين وتجوب شوارع عمّان الحاج توفيق : الجهود الملكية اسهمت ببناء اقتصاد أردني قوي ومنيع الاردنيون يحتفلون بالعيد الثالث والستين لميلاد الملك ولي امر طالب يطعن معلما بماركا الحاج توفيق... تجارة عمان تتطلع لمزيد من التعاون الاقتصادي مع باكستان غوشة النقيب المقبل لـ"المهندسين".. توافقات مرتقب اكتمالها بين "البيضاء" و"نمو" للانتخابات

اسرائيل والأسئلة المعلقة

اسرائيل والأسئلة المعلقة


وليد عبد الحي

تشير القسمات الأولية لملامح الوضع الاستراتيجي القائم حاليا في الشرق الاوسط إلى أن كفة محور المقاومة في مأزق  شديد التعقيد من ناحية وفي موقف ميداني هش  من ناحية ثانية ، ويبدو أن التغير الذي اصاب الوضع في سوريا شل قدرة المحور على تحريك اطرافه المركزية، وهو ما يتضح في المؤشرات التالية:

أ‌- التراجع الواضح في التزام حزب الله تجاه "تعهد " الشهيد نصر الله بعدم وقف القتال الا بعد وقفه في غزة، وبعيدا عن كل محاولات النيل من تضحيات الحزب في فترة المساندة الأولى لغزة ثم الانخراط المباشر في المواجهة ، إلا ان الضربات التي تلقاها الحزب من القوات الاسرائيلية ، واتكائه على بيئة لبنانية فيها اختراقات واسعة، والتغير العميق في قياداته ، دفعت الحزب للانكفاء الداخلي ، وهو ما فتح المجال لقبول الضغوط عليه والتعاطي مع مشروع الاتفاق الذي رعته بشكل اساسي الولايات المتحدة، بل ان من رتب الاتفاق وهو المبعوث الامريكي هوكشتاين  كان ضابطا سابقا في الجيش الاسرائيلي.

ب‌- الجانب الآخر في المشهد هو موقف القوى العراقية عند بداية الاحداث الاخيرة في سوريا، فموقف الحكومة العراقية عبر تصريحات رئيس وزرائها ووزير خارجيته  توافقت مع موقف مقتدى الصدر وقطاع من الحشد الشعبي كان بالامتناع عن التدخل ، واقتصار الموقف على حماية الحدود بين سوريا والعراق، وهو ما يعني العجز عن مساندة النظام السابق ، وسد الطريق بين ايران وسوريا، ومن الضروري ملاحظة ان الحشد الشعبي شارك في حدود أقل تاثيرا بشكل كبير مقارنة بالمشاركة اللبنانية او اليمنية،ويبدو ان الميل نحو مزيد من الانكفاء هو الذي يتزايد، واتضح ان جذور النخب التي انتقاها بريمر ما زالت في التربة العراقية، بل إن كفتها تبدو أكثر رجحانا من الكفة الايرانية.

ت‌- بقي الموقف الايراني في حدود المشاركة "المحسوبة" بتبادل بعض الضربات مع اسرائيل، لكن الضربات الاسرائيلية كانت بدوافع عسكرية وسياسية وبهدف توسيع دائرة المواجهة الى الحد الذي تتكفل الولايات المتحدة بتحمل الجزء الاكبر منها، وهو ما حاولت ايران تجنبه ،ولم تكن امريكا تتبنى الحماس الاسرائيلي لهذا المشهد.والملاحظ ان المواقف السياسية بعد التغيير في سوريا اخرج الايرانيين عن حذرهم المعهود  في التصريحات ، واصبحت تصريحات المرشد تنم عن قدر من النزق السياسي الذي يخفي احباطا واضحا رغم مفرداته التعبوية، بل ان الهدف الايراني الذي بني على خطة ايران 2025 اصبح ابعد منالا، فهل ستتكيف ايران مع هذه النتائج لتمتص آثارها   ام ستعمل على اعادة النظر في توجهاتها  التقليدية؟

ث‌- ما زال الدور اليمني على وتيرته ذاتها منذ بداية المشاركة في المواجهة، ولا شك ان المشاركة اليمينة كانت فاعلة ومؤثرة، ويبدو ان دولا خليجية تحاول المشاركة في الضغط على انصار الله لاكمال تفكيك محور المقاومة.

وبعيدا عن اية مبالغات، ومن خلال الرصد اليومي لما تنشره الجهات المختلفة في اسرائيل ، فان اسرائيل لم تواجه في كل تاريخها  ارهاقا واضطرابا وعدم استقرار سياسي وخسائر بشرية واقتصادية  كما واجهت في هذه المواجهة خلال خمسة عشر شهرا، لكن الثمن الذي دفعته – وهو ثمن كبير للغاية - أتى أُكله، واصبحت منفردة الى حد كبير بالمقاومة الفلسطينية رغم ما اشرنا له من دور يمني متواصل.

لكن المشهد لا يكتمل دون الوقوف عند المشهد السوري، فقد سقط النظام سقوطا اسرع مما توقعه اطراف المحور بل واسرع مما توقعته روسيا طبقا لتقديرات المفكر الروسي  الكسندر دوغين، لكن المشهد يفرض اسئلة تستحق التأمل بعيدا عن الانحياز الآيديولوجي ، وهو حق لكل مراقب يريد فهم المشهد:

أ‌- اعلنت القيادة الجديدة في اكثر من موقف عن العداء لايران –وللاسباب المعروفة- ،وعبرت عن انفتاحها على دول الخليج وتركيا، لكن الموقف من حيث المبدأ مع اسرائيل ما زال بحاجة لوضوح ، وبخاصة التوسع الاسرائيلي وتدمير الجيش السوري ..الخ ناهيك عن ضم الجولان ، بل ان وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي جدعون ساعر ينتمي لتيار ينادي بتقسيم سوريا الى اربع دول ، وكتب ذلك في مقال له في اهم مراكز الدراسات الاسرائيلية وسبق لنا ان عرضنا هذا المقال، وهو ما يعني ضرورة التنبه، فهل يراهن النظام الجديد على قواه الذاتية في منع التقسيم ؟ام على الدور التركي الذي يدرك ان تقسيم سوريا قد يمتد الى تركيا ذاتها  ،وهو ما يبدو في الموضوع الكردي.؟أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟ اسئلة معلقة

ب‌- تفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على 26 دولة حاليا، لكنها لم تقدم لاي من هذه الدول اي تنازل في بنود العقوبات ، فلماذا هذا التسامح المتسارع مع النظام الجديد في سوريا؟ قد يكون هناك مواقف لا نعرفها، وقد تكون هناك صفقات، لكن تاريخ الولايات المتحدة بعقيدتها البراغماتية يخبرنا ان الولايات المتحدة لا تقدم شيئا من باب الأخلاق والمحبة، ثم  التلميح برفع هيئة تحرير الشام من قائمة  الارهاب –وهي مرفوعة من الناحية العملية والا كيف يتم التفاوض معها- ؟ فلماذا لا تنظر واشنطن في رفع اسم اي من ال 79 تنظيما  من التنظيمات الاخرى المدرجة في قائمة الارهاب على موقع وزارة الخارجية الامريكية بل و موقع السي آي ايه ؟ الامر بحاجة لتوضيح .

كل ما سبق يشي بنتيجة محددة حاليا –ولا اقول ابديا-، ان اسرائيل في وضع اقليمي مريح رغم الثمن الكبير، وهي ستعمل على استغلال هذا الوضع من زوايا ثلاث:

أ‌- ستسعى لاجتثاث المقاومة في غزة وسيساندها اغلب العرب في ذلك (ويكفي العودة لكتاب بوب وود وورد الاخير وعنوانه الحرب)، وسيكون موضوع أموال الاعمار لغزة موضع ابتزاز للفلسطينيين وبقدر لا حدود له،بهدف انتزاع اكبر قدر من المكاسب ، بخاصة ان اغلب القوى القادرة على المساهمة المالية هي دول اقرب للموقف الاسرائيلي.

ب‌- توسيع دائرة التطبيع مع من تبقى من العرب .

ت‌- محاولة استثمار وجود ترامب لتحقيق كل ذلك مع العرب وايران.

ولكن يبقى موضوع اساسي ينطوي على اسئلة معلقة اخرى هو:

لنفترض ان اسرائيل حققت كل ما سبق، سيبقى هناك المشكلة الديموغرافية، وهي وجود سبعة ونصف مليون فلسطيني في فلسطين، سيصلوا الى 10.6 مليون حتى عام 2035، فماذا ستفعل اسرائيل بهم؟ 

1- هل تبقيهم لتتحول الى دولة ثنائية القومية؟

2- هل تدمجهم معها ويصبح اغلب اعضاء الكنيست من العرب؟

3- هل تبقيهم  في الوضع القائم حاليا ويبقى عدم الاستقرار هو السائد في اسرائيل ؟

4- ام ستقوم بتهجيرهم، وهو الحل الافضل لاسرائيل ويحل لها كل مشاكلها، ولكن هذا البديل يستوجب الاجابة على تفرعاته:

أ‌- هل ستقبل الدول العربية المجاورة تهجيرهم اليها؟ وما التداعيات على كل دولة من دول الجوار؟ ومن هي الدولة العربية الأكثر قابلية للحل على حسابها؟ وما تداعيات القبول بهذا الحل على الاوضاع الداخلية لكل دولة تقبل ذلك؟

ب‌- هل سيتم الترويج لتهجيرهم الى دول الخليج وامتصاصهم في مجتمعاتها ،وقد تتعاون دول اوروبية وغير اوروبية على المساهمة في ذلك؟

5- ماذا لو تبنى العرب والمجتمع الدولي فكرة العودة الى "حل الدولتين" ، فكيف ستتصرف اسرائيل؟ لا سيما ان الكثير من الدول الاوروبية والعالم النامي والصين وروسيا تتبنى هذا الموقف ،بل ان نسبة غير بسيطة من الادارة الامريكية تتبنى ذلك

يبدو ان مساحة الظلال اكبر من مساحة الاضواء في منطقتنا المتعثرة..ربما.