المعارض السوري يهاجم المجموعة المنغلقة بدمشق
هيثم مناع: مجرمو حرب نصبوا فوق رؤوسنا اليوم بقوة السلاح لا بشرعية البرنامج
تمر
سوريا بوضع غير مستقر منذ هروب النظام وسقوطه بعد سنوات من النضال الشعبي الذي كان
ثمنه باهضا، وتحاول مختلف الأطراف وضع أرضية للقطع مع الماضي ومآسيه وبداية بناء
سوريا الجديدة التي قاوم من أجلها أبناؤها.
وتتواتر
المبادرات التي تدعو إلى التجميع بعيدا عن سياسة التفرقة التي تركز عليها آل الأسد
أكثر من خمسين عاما، وينتظر السوريون اليوم انفراج الأزمة ورسم خارطة طريق واضحة
تمضي بسوريا إلى بر الأمن.
وقال
الدكتور هيثم مناع، المعارض السوري، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن
"المخاوف الحقيقية من الأسوأ، عندما أعلن "مجلس قيادة الثورة” في 1963، سألت والدي
وكان في قيادة حزب البعث: ما هي حالة الطوارئ؟ فقال لي: "حالة مؤقتة تعلن عندما
تمر البلاد بأوضاع خطيرة طبيعية كانت أو سياسية، لكنها لن تدوم طويلا يا بني”،
مسكين المرحوم أبي، لم يكن يعلم أن حالة الطوارئ هذه ستستمر أكثر من خمسين سنة
وأنه سيقضي منها 18 سنة في السجن ويتوفاه الله قبل رفعها، من أعلن حالة الطوارئ
كان من ضباط وطنيين سمعتهم جيدة وليس بينهم شخص واحد يديه ملوثة بالدماء أو في
جيبه ما حصد من الفساد، نحن اليوم مع مجموعة من الأشخاص شاركت في التصفيات
الداخلية والخارجية لمن خالفها، أسماء أساسية فيها ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد
الإنسانية، تنتصب فوق رؤوسنا بقوة السلاح لا بشرعية البرنامج الذي ناضل من أجله
السوريون والسوريات منذ 18 آذار/مارس 2011 وتريد أن تحمل كامل المجتمع مهمة تنظيف
صفحتها باعتبارها كما قال "الجهادي” الداغستاني: "نحن حررناكم من الأسد والنصيرية”
نحن نتابع كل قرار وكل ممارسة على الأرض، ولكننا نجد أمامنا مجموعة منغلقة لا
تحاور إلا من فوق وبسياسة الأمر الواقع فيما يذكرني بالوساطات بين الجولاني
والبغدادي، يقولون لنا الثورة انتهت والآن بناء الدولة، أي دولة؟ دولة الخلافة
البغدادية بربطات عنق و”لا تصوّر ما تفعل تصرف خارج الكاميرات” وتعال أيها السوري
لإعلان الولاء والبراء للقائد؟ فيما يذكرني بقصة للمواطن السوري إبراهيم صطيفي في
2017 سجلتها في كتابي "جبهة النصرة” أعيد ذكرها اليوم: "كان في الغابة ذئب وثعلب
وضبع، فاصطاد الثلاثة جحشا وأرنبا وغزالا، قال الضبع للذئب: قّسم الصيد بيننا أيها
الذئب.
فقال
الذئب: أنا سآكل الغزال، والثعلب يأكل الأرنب وأنت أعزك الله تأكل الجحش. فرفع
الضبع نابه ويده وقتل الذئب ثم توجه للثعلب بالقول: قسّم الصيد بيننا يا حصيني.
فقال
الثعلب: الأرنب لك على الفطور، والغزال لك على الغداء، والجحش أجلك الله لك على
العشاء.
فقال
له الضبع: من أين أتاك كل هذا الذوق؟ فأجاب الثعلب: من البهيم المعلق فوق "ذكاء أو
مكر أو.. ما معنى أن يوضع في الوفد الذاهب إلى الدول العربية رئيس المخابرات خطاب
المصنف دوليا وفي هذه البلدان على قائمة الإرهاب؟ أمر واقع؟ غسل قوائم الإرهاب بعد
غسيل الأموال؟ هذا نحن اللي عجبه أهلا وسهلا ؟ ما معنى رفض النداءات الوطنية
والأممية بإبعاد الأجانب الذين يسرحون ويمرحون في المدن السورية ويطالب بعضهم
بتحرير الصين من الشيوعية وآخر بإعلان خلافة أهل السنة من جاكرتا إلى طنجة؟ لم
يطالب السوريون بإبعادهم من سوريا بل إلى إمارة إدلب، إلى أن يدرس مصيرهم من حكومة
انتقالية غير حصرية بـ”هتش” وأخواتها.
هل
لأن هؤلاء فعلا هم قوام الحرس الشخصي والأمني للسيد الشرع ؟ ما معنى تشكيل الحكومة
والأمن والجيش من لون واحد باسم ضرورة الانسجام؟ عشرات الأسئلة نطرحها اليوم قبل
أن يفرض علينا مؤتمر حوار وطني بنفس العقلية والطريقة”.
وعن
الدعوة إلى اجتماع موسع للقوى والشخصيات المدنية والسياسية السورية، يهدف إلى رؤية
مشتركة لإدارة المرحلة، أفاد بأن هذه الدعوة تم الإعلان عنها بعد نقاشات واسعة جرى
النقاش فيها بين عدد هام من القوى والشخصيات المدنية والسياسية السورية التي لم
تتلطخ أيديها بالفساد أو الاستبداد، والتي تواقفت أن تكون الدعوة والاجتماع باسم
"سما”: السيادة الوطنية المختطفة اليوم، بناء المواطنة كأساس وحيد يجمع بين
السوريين والسوريات، والانتقال الديمقراطي، الطريق الوحيد من وجهة نظرنا، الذي
يسمح بعودة سوريا إلى التاريخ والجغرافيا”، متابعا، "هذا الاجتماع الموسع ليس ملكا
لأحد بل سيد نفسه، وهو استجابة لوضع كارثي تعيشه البلاد والعباد.. فنحن اليوم أمام
خيار مصيري: "أن نموت جميعا أو أن نحيا جميعا”، وسيكون في آن واحد داخل المدن
السورية الكبرى وفي جنيف عبر الفيديو كونفرنس، وقد جرى الاتفاق على تسميته
بالاجتماع الموسع، حتى لا يظن البعض أننا نريد مصادرة أو فرض مؤتمر وطني على هوانا
نحن فقط بحاجة للتشاور والتنسيق جماعيا لوضع خارطة طريق مشتركة نعمل على أساسها”.
وعن
المخاوف من استثمار تركيا في أزمة سوريا خاصة وأنها الداعم الأقوى والأبرز للسلطة
الحالية، رد "ليست مجرد مخاوف بل معلومات أكيدة لم تعد سرا اليوم، المرصد السوري
كشف قبل عشر سنوات كما أظن عن التنسيق والاتصالات بين المخابرات العسكرية التركية MIT وكانت النتيجة شكوى من تركيا
للاتحاد الأوروبي على المرصد بأنه يروج لإشاعات مغرضة وكاذبة، بعد عشر سنوات، بزلة
لسان، أو فرحة انتصار، السيد حقان فيدان وزير الخارجية اليوم ورئيس المخابرات
وقتها قال في المؤتمر الصحفي أنهم ينسقون مع الجماعة منذ عشر سنوات السيد غزوان
المصري نائب رئيس غرفة رجال الأعمال الإسلامية كان من أوائل من زار دمشق، المواد
التركية تغزو الأسواق ليس كمساعدات إنسانية بل في تكرار بائس لما فعلته تركيا في
أربيل حيث ضربت الرأسمالية الزراعية التركية الإنتاج المحلي، التواجد التركي العسكري
يزداد منذ 8 ديسمبر 2024 بدأ الحديث عن اتفاقيات دولية تفرض على حكومة الأمر
الواقع/حكومة الإنقاذ الإدلبية سابقا، يلقي الرئيس التركي كلمة عامة يتحدث فيها عن
دفن قوات حماية الشعب مع أسلحتهم…”.
وعن
التوجس العربي في بعض الدول من وصول الإسلاميين إلى الحكم في سوريا، و بواعث
التوجس، قال، "إذا كانت معظم الحكومات العربية تحاول في الظاهر طمأنة نفسها
وشعوبها أن بإمكانها التأثير على من يحكم دمشق ويمكن إصلاح بعض الأمور، إلا أنهم،
باستثناء بلد واحد، في حالة استنفار أمنية ومتابعة حثيثة لكل ما يجري، وهم يتصلون
بالمعارضة الوطنية بشكل شبه يومي، وجود إعلام مسخر لتجميل صورة ما يحدث في دمشق
وما يجري في اللقاءات لا تنطلي على نباهة السوريين”.