التجويع يفتك بالفلسطينيين في غزة… وأوروبا تلوّح بـ«إجراءات»


الوضع في غزة يفوق
التصور، هذا ما يؤكده مسؤولون أمميون ودوليون. وهو كما وصفه وزير الخارجية
البريطاني "مثير للاشمئزاز” وللفزع، في إشارة إلى أفعال إسرائيل.
أما الأمين العام للأمم المتحدة فقد قال في جلسة لمجلس الأمن حول "الحل السلمي
للنزاعات”، إننا نشهد رعبا في غزة، وإن "المجاعة تطرق كل الأبواب”.
أما في غزة، فلا صدى لهذه الكلمات إلا تساقط الغزيين من الجوع، فمن لم تحصده
القنابل الأمريكية الصنع وغيرها من الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل، يقتله حصارها،
وكثيرون هم من الأطفال.
يقول الشاب عبد القادر داوود لـ”القدس العربي”، من مخيم النصيرات وسط القطاع، إنه
في يوم واحد شاهد حالتي إغماء؛ أولاهما لرجل في نهاية الخمسينيات من العمر، ويعاني
من مرض السكر. وغالبًا ما يتكرر هذا المشهد في قطاع غزة، بسبب نقص الطعام وسوء
التغذية.
وتُظهر أرقام وزارة الصحة في غزة، أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية توفي 25
مواطنًا بسبب الجوع، بينهم أطفال وفتيان ونساء ورجال. وأشارت الوزارة إلى أن العدد
الإجمالي لوفيات المجاعة ارتفع إلى 101 حالة، بينهم 80 طفلًا، بالإضافة إلى عشرات
توفوا بسبب أمراض مرتبطة بسوء التغذية.
ويقول مفوض "الأونروا” فيليب لازريني، إن لا أحد في غزة بمنأى عن الجوع.
وأمس، واصل جيش الاحتلال ارتكاب مجازره في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من
21 شهرا، فقتل حسب مصادر في مستشفيات قطاع غزة 81 فلسطينيا، منذ فجر الثلاثاء وحتى
وقت كتابة هذا التقرير، بينهم 31 من منتظري المساعدات.
وتشتد الضغوط الغربية على إسرائيل بعد انضمام دول جديدة إلى بيان الحكومات الذي
يطالب بوقف فوري للحرب ورفع الحصار، بانضمام ثلاث دول جديدة هي اليونان وقبرص
ومالطا ليصبح عددها 28.
وحذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمس الثلاثاء من أن
جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها بتسهيل دخول
المساعدات.
وفي بريطانيا، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن إسرائيل يمكن أن تواجه
المزيد من العقوبات البريطانية إذا لم توافق على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
لكن مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة
فرانشيسكا ألبانيزي قالت تعليقا على دعوة كالاس: "متأخرة جدا سيدة كالاس. وحدها
العقوبات يمكنها إيقاف إسرائيل”.
فلسطينيا، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف
الحرب ومنع استخدام الغذاء كسلاح حرب. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، إن
"بيانات الشجب والإدانة للمجتمع الدولي لم تعد تكفي”.
ووجهت حركة المقاومة الإسلامية "حماس” نداء إلى "قادة وحكّام أمتنا العربية
والإسلامية”، قالت فيه إن "الصمت العربي والإسلامي الرسمي يُخيّب آمال شعبنا
المظلوم في قادة الأمّة”.
عربيا، وفي العاصمة المصرية القاهرة، اجتمع ممثلو الدول العربية في مقر جامعة
الدول العربية على مستوى المندوبين، ليصدروا "قرارين”، أدانوا فيهما تحويل
الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة إلى منطقة مجاعة متعمدة، و”استخدام سياسة التجويع
كسلاح حرب، واعتبار ذلك صورة من صور الإبادة الجماعية”. بيان مماثل صدر عن "منظمة
التعاون الإسلامي”.
القدس العربي