تقدم حقيقي بمفاوضات تهدئة غزة.. ام حمل كاذب جديد؟!


على وقع المجازر الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين
في قطاع غزة، والتي أودت أمس الثلاثاء بحياة 78 فلسطينيا، من بينهم 40 شهيدا إثر
قصف على مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع، برزت مؤشرات على تقدم في مفاوضات
التهدئة، أبرزها موقف نُسب إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فقد نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر قوله إن ترامب طلب
من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة، وقال إنها
قد "استنفدت نفسها”، طبقا لما أوردته شبكة "الجزيرة”.
وكان نتنياهو زعم في بيان مصور أن هناك "تقدما كبيرا” في الجهود
المبذولة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، لكنه أشار إلى أن من "السابق
لأوانه” إحياء الآمال في التوصل إلى اتفاق.
وعلمت "القدس العربي” من مصادر مطلعة، أن المفاوضات تجرى في هذه
الأوقات "عن بعد”، من دون وجود طرفي التفاوض (حماس وإسرائيل) في مكان واحد، وأن
الأمر من الممكن أن يتطور إلى جولة جديدة من المفاوضات "غير المباشرة”، حول
المقترح الأخير الذي قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن جملة اتصالات أجراها الوسطاء
القطريون والمصريون خلال الأيام الماضية مع قيادة حركة "حماس”، إلى جانب اتصالات
أخرى مع الجانب الإسرائيلي في مسعى لحلحلة النقاط الخلافية حول مفاصل مهمة في "خطة
ويتكوف”، لها علاقة بإجراءات عملية.
وتريد حركة "حماس” أن يتضمن الاتفاق الجديد نصا صريحا يشير إلى
انتهاء الحرب كاملة، وعدم عودة إسرائيل للتصعيد الحربي.
وحسب تقارير عبرية، فإن الوسيط الأمريكي من أصل فلسطيني بشارة
بحبح، عمل على تقديم حل وسط جديد لكن لم يتحقق حتى الآن. والصيغة المعدلة للمبادرة
تشمل "ضمانات أمريكية شفهية”، تؤكد الالتزام بالسعي الجاد نحو وقف دائم للقتال،
إلى جانب انسحاب إسرائيلي تدريجي من المناطق التي احتلها الجيش في قطاع غزة.
ونقل موقع قناة "i24news” الإسرائيلية تصريحات لترامب، قال فيها
"هنالك حاليا مفاوضات مهمة بشأن غزة تشارك فيها حتى إيران”. وأضاف: "المفاوضات
تجري بين "حماس” وإسرائيل وإيران، سنرى ما سيحدث هناك. نريد عودة الرهائن، هذا كل
ما أستطيع قوله”.
وكانت مجازر المجوّعين في قطاع غزة استمرت مع تعمد قوات
الاحتلال استهداف المواطنين الذين كانوا متجهين إلى أحد مراكز التوزيع التي تشرف
عليها الشركة الأمريكية وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين.
القدس العربي