فازت جامعة البترا في مسابقة المشاريع الخضراء الصغيرة المبتكرة في الأردن، عن مشروع يهدف إلى "زراعة نبات السمح وإنتاج المخبوزات"، يقوده الأستاذ الدكتور مياس الريماوي والدكتور علي المقوسي. 

يتميز المشروع بتقديم حل غذائي مستدام من خلال زراعة نبات السمح، وإنتاج خبز خالٍ من الجلوتين، وهو ما يجعله حلاً مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح، ويمنحهم خيارًا غذائيًا غنيًا بالبروتين والألياف والمعادن الضرورية لصحة الجسم. ويحمل المشروع بعدًا اقتصاديًا عبر دعم الزراعة المستدامة وتوفير فرص عمل جديدة.

وأُعلِن عن فوز مشروع جامعة البترا في حفل خاص برعاية وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سمير سميرات، وتم اختيار المشروع من بين 220 مشروعًا تنافست في المسابقة. وأوضح الدكتور الريماوي أن نبات السمح يتميز بتركيبته الغذائية المتكاملة، حيث يحتوي على 22% من البروتين، ما يجعله بديلاً مناسبًا للطحين، وأضاف: "إن المشروع يسهم في تحسين جودة الحياة لمرضى حساسية القمح، ويفتح المجال أمام توسيع المنتجات الصحية في السوق الأردني والدولي".

وأوضح الدكتور المقوسي أن المشروع يحمل بُعدًا اقتصاديًا، إذ يسهم في دعم الزراعة المستدامة عبر استغلال الموارد الطبيعية بطرق مبتكرة، ويعزز الأمن الغذائي من خلال تطوير زراعات محلية قادرة على التكيف مع الظروف المناخية المختلفة، مشيرًا إلى أن تطبيق المشروع سيوفر فرص عمل متعددة، بدءًا من الزراعة وصولاً إلى عمليات التصنيع والتوزيع، ويسهم في تحفيز قطاع الصناعات الغذائية الصحية والمستدامة.

ويتولى فريق المشروع في جامعة البترا تنفيذ التجارب المخبرية في مختبرات الجامعة، إلى جانب بناء حواضن زراعية ذكية بالتعاون مع خبراء زراعيين، بهدف تحسين آليات زراعة نبات السمح وتحقيق أفضل النتائج في إنتاج الطحين والمخبوزات المشتقة منه. وسيتم اختبار البروتوكولات الزراعية والمخبرية لضمان توافق المنتجات مع المعايير الصحية والغذائية العالمية.

وشهدت سياسة جامعة البترا في السنوات الماضية توجهًا نحو التركيز على البحث العلمي التطبيقي، وتوجيهه نحو تطوير حلول مبتكرة تعالج تحديات صحية واقتصادية حقيقية، من خلال الربط بين المعرفة الأكاديمية والتطبيقات العملية التي تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز النمو الاقتصادي.