شريط الأخبار
ولي العهد يهنيء بعيد الفطر شكوى جرائم الكترونية بحق الفنانة جولييت عواد 43 شهيدا بينهم اطفال بغزة بغارات اسرايلية الرأي العام الغزي والتنظيمات الفلسطينية: 52% يؤيدون المقاومة مدعوما من ترامب.. نتنياهو يصر على المفاوضات تحت النار والابادة القصف الامريكي الوحشي لليمن لم يحم ملايين االاسرائيليين من الرعب اليومي حماس توافق على عرض تهدئة مصري قطري جديد.. ونتنياهو يرد ببديل "مجهول" الإيكونوميست تتنبأ بالأسوأ للكيان الاسرائيلي: يتجه نحو كارثة غير مسبوقة عشرات الالاف يتظاهرون ضد اردوغان.. وقلق امريكي حول استقرار حكمه الملك وولي العهد يتلقيان التهنئة بالعيد الملك يتبادل التهاني مع قادة عرب بحلول العيد الملك يهنيء بعيد الفطر السعيد الاثنين اول ايام عيد الفطر بالاردن قائد فتحاوي: انسحاب المقاومة من غزة ونزع سلاحها سيجلب المزيد من المعاناة للفلسطينيين جنبلاط: ضغوط أميركية على لبنان للتطبيع مع إسرائيل ونزع سلاح حزب الله الأرض والكرامة: عنوان الصمود والمقاومة؟.. مهرجان بحزب الوحدة مطلق النار المتسبب بمقتل أحد المواطنين بمشاجرة في القويسمة يسلم نفسه رسالة ترامب إلى خامنئي: نريد المفاوضات لكن لن نقف مكتوفي الايدي امام تهديداتكم رئيس الجمعية الفلكية: من يدعي استطاعته رصد الهلال فليتقدم بدليله مسيرات شعبية اردنية تدعم المقاومة وتحذر من اخطار المخططات الصهيونية

فريدمان يكتب: ترامب عرّاب المافيا؟

فريدمان يكتب: ترامب عرّاب المافيا؟


 توماس فريدمان

هل يقود أميركا شخص خدعه فلاديمير بوتين، شخص مستعدّ لابتلاع وجهة نظر الرئيس الروسي المشوّهة عمّن بدأ الحرب في أوكرانيا وكيف يجب أن تنتهي؟ أم عرّاب مافيا يسعى إلى تقاسم الأراضي مع روسيا بالطريقة التي يعمل بها زعماء العائلات الإجرامية؟ "سآخذ غرينلاند، ويمكنك أن تأخذ شبه جزيرة القرم. وسآخذ باناما، ويمكنك الحصول على النفط في القطب الشمالي. وسنقوم بتقسيم المعادن النادرة في أوكرانيا. إنّها صفقة عادلة”.

ثمّة أسئلة كثيرة تُثيرها الدراما الدائرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالنسبة للكاتب والمحلّل السياسي الأميركي توماس فريدمان، الذي يعتبر أنّ أميركا التي عرفها الأميركيون وحلفاؤها، على الأقلّ خلال السنوات الأربع المقبلة، انتهت، وأنّ القيم الأساسية والحلفاء والحقائق التي كان يمكن الاعتماد على أميركا للدفاع عنها دائماً أصبحت الآن كلّها موضع شكّ أو معروضة للبيع.

في رأي فريدمان أنّ "ترامب لا يفكّر خارج الصندوق فحسب، بل يفكّر بدون صندوق، بدون أيّ ولاء للحقيقة أو المعايير التي حرّكت أميركا في الماضي، وأنّه بكلّ بساطة مفتون ببوتين، القوميّ المسيحي الروسي، والصليبيّ المناهض للنهضة، وأنّه لن يطبّق الحسّ السليم الذي وعد به، بل لا يرى القوّة الأميركية سلاح فرسان يهبّ لإنقاذ الضعفاء الذين يسعون إلى التحرّر من أولئك الذين يسعون إلى سحقهم، بل هي جيش لابتزاز الضعفاء. إنّه يدير ابتزازاً مقابل الحماية.

خدعة بوتين

يصف فريدمان الاجتماع الأخير لوزير الخزانة سكوت بيسنت في كييف مع زيلينسكي حين قدّم له عرضاً للتوقيع على حقوق التعدين الأوكرانية لأميركا، وهي بقيمة مئات المليارات من الدولارات، للتعويض عن المساعدات الأميركية، بأنّه مشهد مأخوذ مباشرة من فيلم "العرّاب”. كان بيسنت يعلم بالتأكيد أنّ الرئيس الأوكراني لا يمكنه توقيع ورقة تنازل عن مئات المليارات من الدولارات من حقوق التعدين دون استشارة محاميه أو برلمانه أو شعبه. لكنّه اعتبر أنّه يجب عليه الانصياع لأوامر ترامب، بغضّ النظر عن مدى قذارتها أو سخافتها. فإذا كان الرئيس يريد إفراغ غزة وتحويلها إلى كازينو، فهل سيتردّد في ابتزاز أوكرانيا في خضمّ الحرب؟

يعتبر فريدمان أنّ أيّ رئيس أميركي جادّ لا بدّ أن يدرك أنّ بوتين يلعب ورقة ضعيفة جدّاً علينا أن نستغلّها. فاليوم تحتلّ روسيا 19.2 في المئة من الأراضي الأوكرانية، ويبلغ عدد ضحاياها 800 ألف قتيل، وفقاً لتقديرات مصادر بريطانية. واختفى أكثر من نصف الدبّابات البالغ عددها 7,300 دبّابة في المخازن. ومن بين تلك التي بقيت، لا يمكن إصلاح سوى 500 دبّابة بسرعة. وفي العام الماضي، خسرت روسيا ضعف عدد أنظمة المدفعية التي خسرتها في العامين السابقين، وأدّت إعادة تخصيص الموارد من القطاعات الإنتاجية إلى المجمع العسكري إلى زيادة التضخّم برقمين. وبلغت معدّلات الفائدة 21 في المئة.

إذا كانت هذه لعبة بوكر، يضيف فريدمان، فإنّ بوتين يحمل زوجاً من الثنائيّات، ويتظاهر بأنّه يراهن بكلّ شيء. وبدلاً من حشد جميع حلفائنا الأوروبيين، وزيادة الضغط العسكري على بوتين وجعله "يقدّم عرضاً لا يمكنه رفضه”، فعل ترامب العكس تماماً. فرّقنا عن حلفائنا في الأمم المتحدة برفضه الانضمام إليهم في قرار يدين العدوان الروسي على أوكرانيا، وبدأ حملة مليئة بالأكاذيب لنزع الشرعية عن زيلينسكي، وليس بوتين.

بعد فوات الأوان!

بالنسبة لفريدمان "يتطلّع ترامب إلى تحقيق ربح من الأوكرانيين نتيجة غزو بوتين لأوكرانيا دون أن يطالب بوتين بتعويضات، أو يعد بأيّ حماية أميركية مستقبلية لكييف”. وكما أوضح البيت الأبيض، "لن تكون هذه الاتفاقية الاقتصادية مع أوكرانيا ضمانة لمساعدات مستقبلية للحرب، ولن تتضمّن أيّ التزام بوجود أميركي في المنطقة”.

يرى فريدمان أنّ "ترامب يخطئ تماماً في فهم بوتين. يعتقد أنّ بوتين يحتاج فقط إلى القليل من الفهم والاهتمام باحتياجاته الأمنيّة، وأنّه سيوقّع على السلام الذي يرغب فيه ترامب بشدّة. وهذا هراء. وكما قال ليون أرون، الخبير في الشؤون الروسية: "بوتين لا يبحث عن السلام في أوكرانيا. إنّه يبحث عن النصر في أوكرانيا” لأنّه بدون النصر سيبقى ضعيفاً جداً في الداخل. وستفعل الديمقراطيات الرأسمالية أيّ شيء من أجل السلام، وسيفعل استبداد بوتين أيّ شيء من أجل النصر”.

في رأي فريدمان يجب على الولايات المتحدة دعم الأوكرانيين للحصول على أفضل صفقة ممكنة تتضمّن وقف إطلاق النار، بحيث يتمّ الاعتراف بسيطرة بوتين الفعلية على أجزاء من شرق أوكرانيا، ووقف انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ورفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، لكن فقط بعد أن تسحب روسيا جيشها الهجومي من الأراضي الأوكرانية. وفي المقابل، سيتعيّن على بوتين القبول بقوّات حفظ سلام أوروبية، ومنطقة حظر جوّي فوق أوكرانيا الحرّة ذات السيادة بدعم من الولايات المتحدة لضمان عدم عودة جيش بوتين، بالإضافة إلى عدم تدخّل روسيا في انضمام أوكرانيا إلى الاتّحاد الأوروبي. ويجب أن تصرّ الولايات المتحدة على السماح لأوكرانيا بدخول الاتّحاد الأوروبي، وأن ينظر الروس إلى أوكرانيا كلّ يوم كديمقراطية مزدهرة قائمة على السوق الحرّة، ويسألوا أنفسهم: لماذا يعيشون في ظلّ حكم بوتين اللصوصيّ؟

في رأيه "لم تكن هذه الحرب كلّها تدور حول منع بوتين لأوكرانيا من الانضمام إلى الناتو. إنّ أوكرانيا في الاتّحاد الأوروبي هي ما يخشاه بوتين حقّاً”. ويشير أخيراً إلى ما قاله أحد علماء الشؤون الدولية الروس عن أنّ فريق بوتين ينظر إلى فريق ترامب باعتباره سيّارة مليئة بالمهرّجين الهواة، وهذه فريسة سهلة للهدف النهائي الذي يسعى إليه بوتين الذكيّ الساخر: "إعادة عظمة روسيا (وجعل أميركا أقلّ عظمة مرّة أخرى)”، وأنّ الهدف البعيد المدى لبوتين هو إدارة تراجع الهيمنة الأميركية حتّى تصبح أميركا "واحدة من القوى العظمى المماثلة” تركّز على نصف الكرة الغربي وتنسحب عسكرياً من أوروبا وآسيا. ويرى بوتين أنّ ترامب أداته الصريحة "لإدارة هذا التراجع الحتميّ”.

يتساءل: "هل يستيقظ ترامب ورؤوسه المتأرجحة في الحزب الجمهوري على هذه الحقيقة؟”، ثمّ يُجيب: ربّما، لكن عندما يكون الأوان قد فات.