شريط الأخبار
"الخيرية الهاشمية": لا نستطيع إنهاء حصار غزة.. ونواصل إدخال المساعدات كجزء من محاولة جادة لإنقاذ الأرواح ويتكوف ونتنياهو يحملان حماس مسؤولية تعثر المفاوضات.. ويلوحان بالرد قافلة مساعدات اردنية تعبر اليوم الى غزة مقتل ستيني بمشاجرة.. وكشف مصير سيدة قتلها زوجها في اربد "الكهرباء الاردنية" تنفي نية تعديل تشريعاتها للحجز على املاك المواطنين قافلة مساعدات من 50 شاحنة تنطلق إلى غزة بالتعاون مع المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي الحملة الأردنية توزّع الخبز الطازج على مئات العائلات في المواصي بخان يونس "العمل الإسلامي" يثمن الجهود الرسمية لإدخال المساعدات لغزة ويدعو لتكثيف الجهد بمواجهة حرب التجويع الاردن يدين تصويت الكنيست على بيان دعم السيادة الاسرائيلية على الضفة مندوبا عن الملك.. حسان يشعل شعلة مهرجان جرش ايذانا بانطلاق فعالياته الملكة: الكلمات لا تطعم أطفالنا.. رسالة من غزة مصدر إسرائيلي يزعم: ردّ حماس على المقترح الإسرائيلي لم يرضِ الوسطاء ولم يمرر لاسرائيل العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية يواصل التحديث بإرادة راسخة ونهج يضع المواطن في صميم الأولويات بتوجيهات ملكية .. الأردن يسير قافلة إغاثية لجنوب سوريا التجويع يفتك بالفلسطينيين في غزة… وأوروبا تلوّح بـ«إجراءات» الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيّرة على الواجهة الغربية *الهيئة الخيرية": عبور قافلة مساعدات إلى شمال غزة لصالح منظمة “المطبخ المركزي العالمي قتل شابين بجريمتين منفصلتين بمحافظة البلقاء متحف الدبابات الملكي يحصد جائزة "خيار المسافرين 2025" المومني: المعيقات الإسرائيلية تقف بوجه الأردن لإيصال المساعدات

قطرآت ماء....ممزوجة بالدماء

قطرآت ماء....ممزوجة بالدماء


بقلم  /  سوسن الحلبي 

 

اشتد كل شيءٍ حولنا... واشتد علينا الحرّ والعطش... لم تعد قطرات الماء التي نحصل عليها من حينٍ لآخر تروي عطش المتعبين

 في العراء... 

جفَّ ريقنا كما جفت دموعنا من كثر العناء... وأصبحت الأرض وحدها من ترتوي بدماء الشهداء الذين يتساقطون على ثراها...

كنا في بداية الحرب... نحمل أوعيةً نملؤها بالماء حيث وجدناها... أنا وإخوتي الصغار... أما الآن فقد رحل إخوتي... وبقيت وحدي أبحث في كلّ مكانٍ عن ماءٍ أملأُ فيه وعائي... لأنقله مرارًا وتكرارًا كلّما نفذ...

غير أنّي أصل أحيانًا متأخرًا عن طوابير الألوف التي تتزاحم حول صهاريج المياه أو بعض الخزانات المحمّلة على العربات... وأسابق الكثير للحصول على القليل... فلربما لن نجد طعام يومنا... أو لربما كان ذلك كلّ ما نستطيع تناوله لهذا اليوم... فنستطيع البقاء به

 ليومٍ آخر... 

لكنَّ الكثير لا يطاله دور السقاية هنا... فيلجأ إلى البحر يغرف منه ما يستطيع إن أمكن... ليشرب ماءً مالحًا ملوثًا ليضاعف عطشه... وربما يسبب له من بعدها مزيدًا من الآلام... لكن هذا كلّ ما نستطيع فعله... فما باليد حيلة... بعد أن حٌرمنا كلّ أسباب الحياة... وأصبح كلُّ متاحٍ فيها عزيز المنال...

أما اليوم... فقد وصلت متأخرًا... بعد رحيل الجميع... بعد أن نفذت المياه... كان لا بد وأن أعود ببعض الماء الحلو لأمي لتصنع منه الحليب لأخي الرضيع... فجعلت أعدو خلف تلك المركبة المحمّلة بخزانات المياه الفارغة... أحاول أن أضع  شيئًا مما تقطره خلفها داخل دلوي الصغير... ربما حسبني من رآني طفلاً صغيرًا يلعب محاولاً اللحاق بالمركبة... لكن صدقوني هنا لا مجال للعب ولا للطفولة... فقد نسينا الأمر وبتنا نصارع الموت وحسب... فلربما تكون تلك... آخر خطواتٍ نمشيها على درب الحياة... وبعدها نشرب في الدار الآخرة من ماءٍ معين...