شريط الأخبار
الملك يبحث وترامب التطورات في غزة وسوريا مقتل شاب طعنا بالزرقاء والكاميرا توثق لحظة وفاته (فيديو) عاجل 3 قتلى بين جنود الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الإصابات الحرجة إثر تفجير دبابة في خان يونس الحملة الأردنية توزع وجبات المعكرونة في مخيم القبة بمواصي خان يونس (فيديو) إخلاء سبيل الناشط أيمن عبلي بالكفالة الملكة رانيا تعيد نشر تصريح مسؤول في “الأونروا” يطالب بوضع المدنيين بغزة بمركز الاهتمام المناضل جورج عبد الله: التمسك بوحدة لبنان بطوائفه ومذاهبه والتحرك لمواجهة “الصهيونية العالمية” غزة على أعتاب “مقتلة جماعية” بحق 100 ألف طفل إن لم يُدخَل حليب الأطفال فورا مصر وقطر: تعليق مفاوضات غزة لإجراء مشاورات "أمر طبيعي" 200 شخصية سورية تؤسس جبهة للانقاذ وتطالب بدولة ديمقراطية.. فهل يستجيب الجولاني؟ وفاة نجل فيروز الفنان الكبير زياد الرحباني حماس تكشف تفاصيل الجولة التفاوضية الأخيرة وتطالب ويتكوف بالنزاهة ترامب يحرض على حماس ويطالب “إسرائيل” بانهاء المهمة واغتيال قادتها "الخيرية الهاشمية": لا نستطيع إنهاء حصار غزة.. ونواصل إدخال المساعدات كجزء من محاولة جادة لإنقاذ الأرواح ويتكوف ونتنياهو يحملان حماس مسؤولية تعثر المفاوضات.. ويلوحان بالرد قافلة مساعدات اردنية تعبر اليوم الى غزة مقتل ستيني بمشاجرة.. وكشف مصير سيدة قتلها زوجها في اربد "الكهرباء الاردنية" تنفي نية تعديل تشريعاتها للحجز على املاك المواطنين قافلة مساعدات من 50 شاحنة تنطلق إلى غزة بالتعاون مع المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي الحملة الأردنية توزّع الخبز الطازج على مئات العائلات في المواصي بخان يونس

دقيق...معجون بالموت والحريق.

دقيق...معجون بالموت والحريق.


 

بقلم /  سوسن الحلبي

 

 

 لم تكن لتذهب لولا أن أنهكهم الجوع... ذهبت تجلب لصغارها شيئًا يقتاتون عليه... مضت بين تلك الألوف التي سارت لساعات إلى أن وصلت إلى من قيل أنهم يساعدون الجائعين... 

لكن أياديهم لم تكن جميعها بيضاء... بل سرعان ما تلونت بدماء أولئك الجوعى حين أرادوا بهم الهلاك... لقد كانوا متعطشين لدمائهم أكثر من عطش أولئك المنهكين لشربة ماءٍ تسندهم... غير أنهم لم يستطيعوا حتى الانتظار... ذلك أن الظلم يصيب بسهمه دون أدنى شعور...

اصطف آلاف الجوعى في تلك الطوابير التي لا يُرى آخرها... وحصلت القلة القليلة على ما تسمى بالمساعدات... في حين لم يحصل الكثير منهم سوى على الألم والخذلان... 

منهم من عاد يحمل كيس أرز... أو بعض طحين... ومنهم من فرح لأنه سيعد لأطفاله بعض حساء البقول... ومنهم من عاد يحكي همه على الطريق...

أما أولئك اللذين فقدوا حياتهم من أجل سد رمق عوائلهم... فلن يتسنى لهم الحديث... ولا حتى معاودة الطريق... 

فهل يا ترى سيمضي أقرانهم في ذات الخطى في الغد ليحصلون على الطعام؟! حتمًا سيفعلون... فما باليد حيلة... فالشهادة تنتظرهم دومًا في كل مكان...

ومن بين تلك الحشود المحبطة كانت تلك المرأة المتعبة البائسة... جلست بعد أن عاد الجميع... على أرضٍ تملؤها آثار الخطى وأكوام الرمال ... تلملم ما تناثر عليها من بقايا الطحين... لتصنع لصغارها الجوعى بعض الخبز... جلست هناك تنادي... تناشد... علّها تجد المجيب... تستجدي من حولها... وكأن لديهم الكثير... ربما لم تعلم بأنهم بالكاد نجوا من معركة الجوع والقهر التي نالت من الجميع... سيعودون إلى أهلهم إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة... ليخبرونهم بأن جوعهم لن ينتهي لهذا اليوم... سيبكي الأولاد... وستتأوه الأمهات... وستبقى الحجارة مثبتةً على البطون... لتحد من جوعهم وألمهم...

ربما ستكونين الأكثر حظًا بالقليل الذي جمعته... ربما ستصنعين العجين بيدين ترتجفان... ودموعٍ  تنهمر من عينيك ألمًا وقهرًا... فلعلّ تلك اللقيمات تسد شيئًا من جوع أطفالك... وتداوي فصلاً من جراحك...

فصبرًا أيّها  الصائمون المفطرون على موائد الجنان... صبرًا جميلاً... وإلى الله المشتكى... فعسى أن يكون عوضه أقرب بكثيرٍ مما تظنون...