شريط الأخبار
بمشاركة الملكة رانيا.. افتتاح المتحف المصري الكبير الفراية من الأردنية للعلوم والثقافة .. مبادرتي غير ملزمة وبعض وسائل الإعلام روجتها خطأ أمانة عمّان تبدأ تطبيق الخصومات الجديدة على "المسقفات" هل كان المسيح يهوديًا؟ مقاربة علمانية– تاريخية لتفكيك الادعاء العِرقي الصهيوني (دراسة تحليلية) وعود بضخ مليارات الدولارات السعودية لسورية.. وتوجه لإنشاء سكة حديد بين البلدين عبر الأردن موسم زيتون مجبول بالدم الفلسطيني والارهاب الاسرائيلي في الضفة عباس: مصر والأردن أفشلتا مخطط التهجير.. والدولة الفلسطينية ستقوم خلال خمس سنوات اعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لفتح جبهة جديدة في العراق العيسوي يرعى انطلاق مبادرة "شاشة أمل" الإنسانية للأطفال المرضى والأيتام واللاجئين مايكروسوفت: الأردن الثالث عربيا و29 عالميا في مؤشر انتشار الذكاء الاصطناعي وفاة شخصين واصابة اثنين اخرين إثر محاصرتهم داخل بئر مياه في إربد عاجل. خفض طفيف على سعر البنزين بنوعيه وتثبيت سعر الديزل والكاز زين تستضيف انطلاقة مسيرة "سيدات هارلي" لدعم مصابات السرطان من غزة عاجل. نقص خطير بأدوية السرطان بالمستشفيات الحكومية.. والمريض مطالب بشرائها من بنغلادش والهند محلل روسي: فشل لقاء ترامب وشي جين بينغ كان متوقعا.. الحرب الكبرى باتت وشيكة تسعيرة طريق العمري الحرانة: 85 قرشا للمركبات و2.5 دينار للشاحنات عاجل. الأمن يطيح بطاعن طليقته باربد الولايات المتحدة تدفع نحو خطة نهائية لتشكيل قوة أمنية دولية في غزة زيارة اردني "مزعوم" لحائط البراق بالاقصى: مديح صهيوني وتنديد شعبي اردني واسع.. وتبرؤ عائلته منه فيديو "سي إن إن": إيران تكثف اعادة بناء برنامجها للصواريخ الباليستية بدعم صيني

دقيق...معجون بالموت والحريق.

دقيق...معجون بالموت والحريق.


 

بقلم /  سوسن الحلبي

 

 

 لم تكن لتذهب لولا أن أنهكهم الجوع... ذهبت تجلب لصغارها شيئًا يقتاتون عليه... مضت بين تلك الألوف التي سارت لساعات إلى أن وصلت إلى من قيل أنهم يساعدون الجائعين... 

لكن أياديهم لم تكن جميعها بيضاء... بل سرعان ما تلونت بدماء أولئك الجوعى حين أرادوا بهم الهلاك... لقد كانوا متعطشين لدمائهم أكثر من عطش أولئك المنهكين لشربة ماءٍ تسندهم... غير أنهم لم يستطيعوا حتى الانتظار... ذلك أن الظلم يصيب بسهمه دون أدنى شعور...

اصطف آلاف الجوعى في تلك الطوابير التي لا يُرى آخرها... وحصلت القلة القليلة على ما تسمى بالمساعدات... في حين لم يحصل الكثير منهم سوى على الألم والخذلان... 

منهم من عاد يحمل كيس أرز... أو بعض طحين... ومنهم من فرح لأنه سيعد لأطفاله بعض حساء البقول... ومنهم من عاد يحكي همه على الطريق...

أما أولئك اللذين فقدوا حياتهم من أجل سد رمق عوائلهم... فلن يتسنى لهم الحديث... ولا حتى معاودة الطريق... 

فهل يا ترى سيمضي أقرانهم في ذات الخطى في الغد ليحصلون على الطعام؟! حتمًا سيفعلون... فما باليد حيلة... فالشهادة تنتظرهم دومًا في كل مكان...

ومن بين تلك الحشود المحبطة كانت تلك المرأة المتعبة البائسة... جلست بعد أن عاد الجميع... على أرضٍ تملؤها آثار الخطى وأكوام الرمال ... تلملم ما تناثر عليها من بقايا الطحين... لتصنع لصغارها الجوعى بعض الخبز... جلست هناك تنادي... تناشد... علّها تجد المجيب... تستجدي من حولها... وكأن لديهم الكثير... ربما لم تعلم بأنهم بالكاد نجوا من معركة الجوع والقهر التي نالت من الجميع... سيعودون إلى أهلهم إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة... ليخبرونهم بأن جوعهم لن ينتهي لهذا اليوم... سيبكي الأولاد... وستتأوه الأمهات... وستبقى الحجارة مثبتةً على البطون... لتحد من جوعهم وألمهم...

ربما ستكونين الأكثر حظًا بالقليل الذي جمعته... ربما ستصنعين العجين بيدين ترتجفان... ودموعٍ  تنهمر من عينيك ألمًا وقهرًا... فلعلّ تلك اللقيمات تسد شيئًا من جوع أطفالك... وتداوي فصلاً من جراحك...

فصبرًا أيّها  الصائمون المفطرون على موائد الجنان... صبرًا جميلاً... وإلى الله المشتكى... فعسى أن يكون عوضه أقرب بكثيرٍ مما تظنون...