شريط الأخبار
الملك يبحث وترامب التطورات في غزة وسوريا مقتل شاب طعنا بالزرقاء والكاميرا توثق لحظة وفاته (فيديو) عاجل 3 قتلى بين جنود الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الإصابات الحرجة إثر تفجير دبابة في خان يونس الحملة الأردنية توزع وجبات المعكرونة في مخيم القبة بمواصي خان يونس (فيديو) إخلاء سبيل الناشط أيمن عبلي بالكفالة الملكة رانيا تعيد نشر تصريح مسؤول في “الأونروا” يطالب بوضع المدنيين بغزة بمركز الاهتمام المناضل جورج عبد الله: التمسك بوحدة لبنان بطوائفه ومذاهبه والتحرك لمواجهة “الصهيونية العالمية” غزة على أعتاب “مقتلة جماعية” بحق 100 ألف طفل إن لم يُدخَل حليب الأطفال فورا مصر وقطر: تعليق مفاوضات غزة لإجراء مشاورات "أمر طبيعي" 200 شخصية سورية تؤسس جبهة للانقاذ وتطالب بدولة ديمقراطية.. فهل يستجيب الجولاني؟ وفاة نجل فيروز الفنان الكبير زياد الرحباني حماس تكشف تفاصيل الجولة التفاوضية الأخيرة وتطالب ويتكوف بالنزاهة ترامب يحرض على حماس ويطالب “إسرائيل” بانهاء المهمة واغتيال قادتها "الخيرية الهاشمية": لا نستطيع إنهاء حصار غزة.. ونواصل إدخال المساعدات كجزء من محاولة جادة لإنقاذ الأرواح ويتكوف ونتنياهو يحملان حماس مسؤولية تعثر المفاوضات.. ويلوحان بالرد قافلة مساعدات اردنية تعبر اليوم الى غزة مقتل ستيني بمشاجرة.. وكشف مصير سيدة قتلها زوجها في اربد "الكهرباء الاردنية" تنفي نية تعديل تشريعاتها للحجز على املاك المواطنين قافلة مساعدات من 50 شاحنة تنطلق إلى غزة بالتعاون مع المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي الحملة الأردنية توزّع الخبز الطازج على مئات العائلات في المواصي بخان يونس

امريكا اكبر من ترامب

امريكا اكبر من ترامب


وليد عبد الحي

 

بعيدا عن إرث الكراهية والحقد التاريخي تجاه الولايات المتحدة بخاصة في عالمنا العربي بشكل خاص والاسلامي بشكل عام ، فان التقييم الموضوعي -من وجهة نظري -يشير الى ان الولايات المتحدة - اكبر كثيرا من رئيسها الحالي ، فمنذ توليه الرئاسة الأولى والثانية ، شكل ترامب ظاهرة  غير مألوفة  في  التاريخ السياسي تقوم في مقوماتها المركزية على   قدر من الرعونة والارتجال والتطاول اللفظي وقدر من الفوضى الادارية بل والتقلب في المواقف ناهيك عن جرعة الكذب   العالية.

لقد أدار ترامب صراعات "فردية” مع القضاة والولاة والجامعات والمؤسسات الصناعية والامريكيين من اصول اسيوية او افريقية او من امريكا اللاتينية ، وها هو يتنابز مع "ذراعه السابق” ايلون ماسك  ، وانحط الحوار بينهما الى مستوى الاتهامات الاخلاقية التي تدور حول المخدرات وتجارة  الجنس ، وهي اتهامات لا ترقى لاتهامات استراتيجية وجهها جون بولوتن مستشاره السابق للامن القومي أو موللر المحقق الذي اشار الى ان ترامب وأن لم يجد دليلا على ادانته ،فليس هناك ايضا من دليل على براءته

وعند مقارنةعابرة بين  سجل ترامب وسجل  الرؤساء الامريكيين فان اغلب من كان موضع جدل من الرؤساء السابقين ،انحصر النقاش حولهم في قضايا محددة(اندرو جاكسون وقضية ترحيل الامريكيين الاصليين، او بوكانان وعدم حيلولته للحرب الاهلية او نيكسون وموضوع ووترغيت او جونسن وموضوع التصعيد في فييتنام او بوش وحربه غير المقنعة على العراق أو كلينتون وقضية مونيكا) ، لكن كل هؤلاء انحصرت المناقشات حولهم في قضايا محددة وقابلة لان تكون موضع خلافات رأي في معظمها. لكن الامر مع ترامب مختلف ، فهو يربك الداخل(وها هي بعض الولايات المتحدة تلجأ لمقدمات عنف ومواجهة مع اجهزة امن الدولة كما في لوس انجيلوس وغيرها، ويصطدم بالجامعات حول رسومها وسلوك هيئاتها التدريسية بل وطلابها واسس القبول فيها...الخ.

والسؤال لماذا كل هذا؟ وهنا يمكن طرح بعض الاحتمالات:

اولا:

يمكن الافتراض بأن ترامب تعبير عن دخول الولايات المتحدة بهويتها الرأسمالية مرحلة الازمة، وهو امر يتسق مع عشرات الدراسات الامريكية التي نبهت الى هذا الاحتمال، فارتباك السلطة في اي مجتمع دليل على خلل في البنية، فالتنافس الدولي ارهق الولايات المتحدة(بول كينيدي) والتناقضات الداخلية التي أدرجها غالتنغ(14) تتصاعد دلالات صحتها، والتشقق في التحالفات الدولية للولايات المتحدة يشير الى تعقيدات دولية لم تعد تقاليد السياسة الامريكية قادرة على استيعاب تداعياتها،بل ان قدرة الصين على توظيف بعض ميكانيزمات التكيف الرأسمالي  الاقتصادي بشكل خاص(بالاستفادة من دورات كوندراتيف) ساهمت في تضييق السوق العالمي على الولايات المتحدة، ويكفي ملاحظة ان امريكا هي صاحبة اكبر عجز تجاري في العالم بينما تتربع الصين على كرسي عرش صاحب اكبر فائض تجاري في العالم.

ثانيا: التفسير المستند لنظرية المؤامرة ، فروابط ترامب بالمافايات الروسية التي تشتبك خيوط بعضها باصابع بوتين، والمساندة المالية له من قبل تلك المافايات في اغلب حالات تعثره المالي( وقد رصدْتُ في دراسة منشورة وموثقة عشرات الوقائع في هذا الجانب)، بل ان زوجته الاولى لم تكن بعيدة عن المخابرات التشيكية والسوفييتية ، كما ان المساندة الروسية له في معركته ضد هيلاري كلينتون وتعاون المخابرات الاوكرانية(زمن يانكوفيتش المقرب من روسيا ومن اصولها) والسوفيتيية في ذلك(وهو المثبت في تقرير مولر) يعزز هذا التوجه.

ثالثا: شخصية ترامب ذاته، وقد كررت ذلك سابقا استنادا الى 27 مرجعا أغلبها امريكي من ان ترامب تتغلب عليه وبشكل كبير " غوايات النرجسية المرضية التي تمثل سمته الاعلى شخصيا”، كما ان نمط تربيته طبقا لكتاب ابنة شقيق ترامب تجعل نرجسيته تتطاول الى حد صعوبة السيطرة عليه، فالرجل -وليس هذا تطاولا عليه بل هو ما يرد في المراجع عنه- كذاب ،منحط اخلاقيا، لديه وهم بان علمه يحيط بكل تعقيدات الكون ،لا يستمع لمستشار ،بل كان احيانا  يطلب من مستشاريه مغادرة القاعة عندما يكون ترامب مع شخصية هامة او حتى عندما يصله اتصال هاتفي من بوتين او غيره، ناهيك عن ولعه بالنساء وبكيفية اقرب للشذوذ طبقا لاتهامات ماسك الاخيرة وغيره من الباحثين.

اخيرا

اعتقد ان الاضطراب "المحتمل " الذي يلوح في الافق في الولايات المتحدة هو نتاج المؤشرات الثلاثة السابقة ، وكثيرا ما تفاجأ العالم بدول وازنة واجهت مآزق بنيوية مستترة ،لكن الواقع يفضحها، فانهيار الاتحاد السوفييتي ليس سببه غورباتشوف ،فهو لم يكن الا الدليل على الازمة، وعصابة الاربعة في الصين كشفت عورات اعمق في النظام الماوي والبنية الصينية تداركها التكنوقراط الشيوعيين لا التزمت الآيديولوجي، والظاهرةالناصرية انهارت بشكل لم يخطر على بال ، وهتلر كان تعبيرا عن اشكالية شكلها الكساد الكبير من ناحية والسخط على وطأة معاهدة فرساي ثانيا ودعم بعض القوى الراسمالية ثالثا ناهيك عن عدم الاستقرار الذي مثلته جمهورية فايمار...وتمزقت يوغسلافيا لا بسبب موت تيتو بل بسبب خلل بنيوي كان ينتظر تنامي العفن المختمر في جسد الدولة.

مرة أخرى ، امريكا اكبر من ترامب، لكن ترامب تعبير عن امراض هذا الكبير، وإن غدا لناظره قريب.