غزة...ولمى....والعيد.


بقلم / سوسن
الحلبي
ذلك هو حفلهم... وذاك
كان عيدهم... أيتامٌ اجتمعوا ليعبّروا عن شيءٍ مما في خاطرهم... حيث لا يوجد فيه
سوى الألم والذكريات...
وفي الحفل... وقفت تلك
الصغيرة تخاطب روح والدها الشهيد... تحكي... ومن حولها كلّهم أيتام... فقدوا
الوالد والمعيل...
قالت لمى: لم يبق لي
صحبٌ ولا طبيب... فماذا بعدك أبي الحبيب؟!
تخاطبنا وتخاف صمتنا...
لكننا لم ولن نصمت يومًا أيتها الحرة الصغيرة... كيف ننساكم أطفال غزة الأحرار؟!
لقد بِتُّم فخرًا لنا رغم صغر سنّكم... فلربما فقدتم ذويكم في هذه الحرب رغمًا
عنكم... لكنكم لم تفقدوا شجاعتكم وكبرياءكم يومًا... وبِتُّم تنافسون أكثر الشجعان
بسالةً فينا...
يا طفلة غزة أنت... لم
تعودي دلوعةً ولا زغلولةً كما تقولين... فقد أصبحت رمزًا وأنموذجًا لكبار العالم
قبل صغاره... وأضحينا نحن الصغار أمام صمودكم وتضحياتكم... لقد بِتُّم تعرفون معنى
النضال والصبر أكثر منّا... وصارت تُضرب بكم الأمثال... وكل ما يقال لا يعلو على
صوتكم...
ونحاول أن نخبركم ببعض
ما فينا... ونعلم أننا لسنا بالكثير أمامكم... وحديثنا بالكاد يُسمع... فصوتكم صوت
الحق... صوتٌ يعلو على كلّ ما ننادي به أو نقول...
لا تخافي الضلال أيتها
الصغيرة... فتشبثكم بأرضكم يكسر كلّ قيود الظلم... وإيمانكم بخالقكم يزيدكم تحملاً
وقوة... فما لكم غيره من معين... قدَّر لكم كل ما أنتم عليه... لأنه يعلم كم ترقون
إلى تلك البطولة...
وحدكم أنتم أيُّها
الشجعان من يستطيع السّير على ذاك الطريق... وحدكم من يستطيع أن يضع لكلّ ذاك
الألم أجمل نهاية... وحدكم من سيصنع من بؤسه ومعاناته أجمل أشكال الحرية... أما
إذا ما كان بالغد حتفكم... فأنتم من تستحقون أعلى مراتب الجنان...