ذكرياتٍ هجَرها كلُّ من أحببت....


بقلم / سوسن
الحلبي
ولدي الحبيب...
افتح عينيك وانظر نحوي...
لا تخف يا صغيري...
فما زلت أحتضن جسدك
بين يديّ...
أُداريه من كل سوءٍ...
أُخبِّئه من ضربات
القدر...
ولا يزال دمك الدافئ،
المراق فوق وجنتيك الرقيقتين...
يبلّل وجهي حين العناق...
افتح عينيك، ولا
تُغلقهما...
فلعلّه لم يُكتب لك بعد
الرحيل...
ولعلّ لدينا في العمر
معًا
أيّامًا طوالاً...
ما زلتُ أسمع صوت
الحياة ينبض بداخلك...
يخبرني بأنك ما زلت
تريد
هنا البقاء...
لم أزل أحتفظ بما تبقى
لك من أشياءٍ خبأتها...
على أمل الرجوع يومًا
إلى
دارٍ تجمعنا...
تعيد لنا ماضيًا قد
نسيناه منذ
زمنٍ بعيد...
لكن ّ الدّار قد رحلت...
وأخاف أن تفعل أنت...
عدني بالبقاء قربي، ولا
تغِب...
فلم يتبقَّ لي شيءٌ
ممّا
ظننته باقيًا...
سوى ذكرياتٍ هجَرها
كلُّ
من أحببت...
وارتحل الجميع نحو
السماء مُحلّقين...
تاركين خلفهم خرابًا
يعمّ الديار...
وركامًا لحياةٍ...
لم تعد هي الحياة...
تشبّث بيديَّ، ولا
تبتئِس...
فلا بدّ لشمسٍ أن تشرق
على أرضنا
من جديد...
ولا بدَّ لنا في الغد
نصرٌ نشهده...
إذا ما كُتب لنا بعد
اليوم، في
العمر بقاء...