جاء في تعميم للائمة والخطباء ومؤذني المساجد في محافظة البلقاء التأكيد على أمور من بينها ضرورة الالتزام بالوقت المحدد بين الأذان والإقامة، وعدم التقديم والتأخير عن الوقت المعتاد، لضمان انتظام سير الصلوات وعدم التسبب في أي ارباك للمصلين، أو تأخير عن الموعدد المقرر.

وفي الحقيقة فإن هذه الظاهرة حدث فيها ولا حرج .. إذ تنسحب على كل المحافظات بما فيها محافظة العاصمة (عمَّان) مما يستدعي اتخاذ الإجراءات المناسبة لضبط هذا الأمر .. فمثلما تم توحيد الأذان، فإن على العاملين في المساجد الالتزام بالتوقيتات المحددة وعدم تجاوزها؛ لأن الفوضى التي تنجم عن ذلك قد تكون سببًا في نفور المصلين .. ووقوع الجدال داخل بيوت الله .. أو النفور من الإمام داخل النفوس.  

تخرج من باب بيتك متوجهًا إلى المسجد الذي يبعد عنك مسافة خمس دقائق .. فيستقبلك - عن بعد - مؤذن يقيم الصلاة .. وما يلبث أن يلاحق أذنيك ويصاحبك على الطريق ثان .. وثالث .. ورابع .. حتى تشعر وكأن كل مسجد يقبع على خط طول يختلف عن خط صاحبه! .. وتصل المسجد .. وقبل دخولك تسمع إقامة الصلاة في مسجد آخر قريب .. ثم تدلف إلى مسجدك فإذا بالإمام – غالبًا – في الركعة الثانية .. فتدخل في الصلاة وفي نفسك أشياء!!. فليس كل المصلين هم جيران المسجد .. وليس كل المصلين يمتلكون سيارات .. أو يستطيعون استخدامها ..

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن وزارة الأوقاف مطالبةٌ إلى جانب ضبط أوقات إقامة الصلاة .. مطالبةٌ بعقد دورات للأئمة، وتزويدهم بنشرات دورية؛ لإكسابهم أو إكساب بعضهم مهارة حسن التعامل مع المصلين، وكسب قلوبهم، واحترامهم عملاً بالآية الكريمة "فَبما رحمةٍ من اللهِ لنْتِ لهُم ولو كنتَ فظَّا غليظَ القلبِ لانْفضُّوا من حولك فاعْفُ عنهم واستغفر لهمْ وشاورهُمْ في الأَمْر" ولا أريد أن أقول الكثير منهم بل بعضهم لا يلين .. وفيه فظاظة وتنمر .. ولا يعفو ولا يغفر ولا يشاور .. لذا وجدنا نفور عدد من جيران بعض المساجد فيهجرونه - وفي القلب غصة - إلى مساجد أخرى قريبة!!. وفي الميدان نماذج منهم!!.

نتمنى على من يهمهم الأمر في الوزارة متابعة الأئمة في المساجد من حيث العلم والمعرفة والسلوك والعلاقة بالمصلين، والالتزام بتعليمات الوزارة، والتحلي بما تمليه عليهم وظيفتهم من خلق وسلوك .. وأعتقد .. بل أجزم أنه لا مكان للمجاملة في أمور تتعلق ببيوت الله .. وإيذاء المصلين .. مع تقديرنا الكبير لكثيرين من الأئمة الذين هم نماذج حسنة .. وقدوة طيبة في الميدان.

وفي الختام لا يفوتنا أن نقدر جهود وزارة الأوقاف التي تستحق الشكر في جوانب ومجالات كثيرة، قبل أن   نهمس .. ونتمنى أن نرى قريبًا بعض اللجان تمر على المساجد .. تُقيّم وتُقوّم بيوت الله واحتياجاتها من صيانة ونظافة .. وتقويم القائمين عليها دون مجاملة .. وإجراء عمليات نقل دورية بينهم وبخاصة أولئك الذين لا يجدون قبولاً من المصلين .. لعل في مثل هذه الإجراءات يكون الإصلاح .. فهل تجد هذه الهمسة آذانًا صاغية؟ ..

والله من وراء القصد،،                    د. محمد علي النجار