كانت أملاً... فباتت طيفًا


بقلم /
سوسن الحلبي
(ابنتي)
بالأمس كانت أملاً...
واليوم باتت طيفًا...
غائبًا عن جسدها المنهك...
صوت ضحكاتها النائمة...
مازال يملأ المكان...
وصوتها الشجي الراحل...
ما زال يهز مِن حوله الأركان...
كانت تداعبني بنظرات
عينيها الجميلتين...
بابتسامةٍ متعبةٍ...
بلمس أناملها الرقيقة...
كانت تحاول إبدال
ألمي راحةً...
رغم ضعفها...
كانت تشعر بحالي...
رغم صغر سنها...
وكيف لا...
وهي ابنتي...
جزءٌ من قلبي...
بل قلبي كلّه...
والأمل الذي كنت أنشده
سنين طوالاً...
رحَلَتْ...
بغمضة عين...
قبل أن تقرَّ روحي...
بفرحتي بحضورها...
لم ألبث بعد أن أرتوي
من حبها...
من قربها...
من دفء روحي باحتضانها...
من كلّ ما فيها قبل
الفراق...
نامي يا صغيرتي بأمانٍ
حيث رحلتِ...
فلم يعُد هناك ما يؤرق
مضجعك...
اذهبي وانتظريني
بجناحيك...
هناك، على أبواب السماء...
فلعل اللقاء يكون
قريبًا...
لأُناديك مجددًا...
وتلبّين النداء...
وأغمرك بين ذراعيّ دون
خوفٍ
أو وداعٍ...
دون أن أخشى على
ابتسامتكِ الجميلة من الضياع...
أوصيكِ بها يا بنيتي...
فابتسامتكِ كانت منيتي...
التي لم أستطع البقاء
عليها...
لكنها رحلت الآن إلى
خالقها...
ولن تتبدّلَ بعد اليوم...
فوداعًا يا صغيرتي...
واطمئني حيث أنتِ...
ولا تملّي انتظاري...
فلن أُطيل الغياب..