تفكيك وهم “أمة المليار”


حين نقول "أمة المليار”
أو "الأمة الإسلامية”، نخدع أنفسنا بالعدد لا بالفعل، ونغرق في أوهام الهوية
الجمعية التي لا وجود لها على الأرض. فهذه الأمة في حقيقتها مجرد جماعات متفرّقة،
تجمعها الشعائر وتفرّقها المواقف.
أمة الطقوس 59٪
تصلّي وتصوم وتحجّ
وتدعو ليلًا ونهارًا، لكنها مسلّمة بالكامل، تظنّ أن الطاعة تعني فقط أداء
الفرائض، وأن الجنة تُشترى بالسجود لا بالموقف. تسلّم أمرها لله دون أن تُعمل
عقلها أو تتحمّل مسؤوليتها. ترى الظلم، القهر، الاحتلال، الجوع، وتقول: "الله
يتولاهم”، وكأن الدين خُلق للركوع فقط، لا للكرامة والحق والمقاومة.
أمة الشعارات 15٪
تصرخ "الله أكبر” في
الملاعب، و”لبيك يا أقصى” على تويتر، وتعود إلى سريرها. تتفاعل مع المجازر كأنها
مباريات، وتكتفي بالدعاء في وجه القنابل. تخلط بين الغضب الإلكتروني والواجب
الفعلي، وتظن أن الهاشتاغ جهاد.
أمة الصمت المذل 12٪
تعرف وتفهم وترى
وتتابع، لكنها تسكت. تخشى من كل شيء، من السلطات، من المجتمعات، من فقدان مصالحها،
من خسارة مكانتها. تعيش موتًا بطيئًا، وتُفضل السكوت على الانحياز للحق، حتى لو
كانت تُدركه تمامًا.
أمة السياسة المحرّمة
8٪
تُحرّم التفكير في
الشأن العام، وترى في مقاومة الظالم خروجًا، وفي انتقاد الحكومات فتنة، وفي تحرير
الأرض مؤامرة. تتدين بالصمت وتعبد الاستقرار، وتعتبر التغيير خطرًا على الدين
والدنيا.
أمة الرفاه والعزلة 6٪
غارقة في المولات
والمظاهر والمناسبات الفخمة، تشتري راحة ضميرها بالصدقات الموسمية، وتخاف أن تُزعج
نمط حياتها بأي التزام أخلاقي أو وطني. ترى في الدين ما يُريح، لا ما يُحرّك.
أمة المذهبية والتكفير
(تحتوي من كل من ذكر اعلاه)
تقسّم الأمة إلى ناجٍ
وهالك، تكفّر من يخالفها، وتُفضّل الطائفي القريب على المقاوم المخالف. تقاتل
الداخل وتُحيّد الخارج، وتُشعل النار في الأمة باسم العقيدة.
هذه ليست أمة بل أطياف
من السكون، مظاهر بلا جوهر، عبادات بلا معنى، صرخات بلا فعل.
من لا يُناصر المظلوم، من لا يُدافع عن أرضه، من لا يرى في الإسلام مشروعًا للتحرر لا للخضوع، ليس إلا رقمًا في إحصاء… لا أثرًا في التاريخ.
ملاحظة: