كلفة "معسكر تجميع الغزيين" قبل تهجيرهم يكلف مليارات وإسرائيل تريد تمويلا عربيا


اثارت ضجة في وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأحد، وفي نهاية الأسبوع
المنصرم، حول الكلفة المتوقعة، لإقامة معسكر تجميع لحوالي 700 ألف فلسطيني في قطاع
غزة، يكون تحت سيطرة جيش الاحتلال، ومحطة ما قبل التهجير، أو حسب قاموس حكومة
الاحتلال، "الهجرة الطوعية"، في حين أن هذا المعسكر الذي يعيد إلى الأذهان
معسكرات الحكم النازية، فإنها تسمى لدى بنيامين نتنياهو، "مدينة
إنسانية"، وتحذّر أوساط إسرائيلية من ردود فعل عالمية، من جهة، ومن كلفة
المشروع الاجرامي الباهظة، وتريد جهات حكومية تمويلا عربيا، خاصة من السعودية
والامارات، إلا أن جهات أخرى تقول إن احتمالات تمويل عربي، تقريبا صفرية.
ويظهر من التقارير
الإسرائيلية حول هذا المعسكر ما يلي:
·
يقام معسكر التركيز/ التجميع في جنوب قطاع غزة، ويكون معزولا كليا عن
باقي مناطق القطاع.
·
الهدف هو تجميع 600 ألف إلى 700 ألف، في الأساس من شمال قطاع غزة،
وسيقيمون في خيام كبيرة، و"يتكلف" الاحتلال بتقديم خدمات غدائية وصحية.
·
يكون محظورا على كل من يدخل معسكر التركيز/ التجميع، هذا، الخروج
منه، إلا في اتجاه واحد: خارج قطاع غزة، تحت مسمى "هجرة طوعية"، وكل من
يغادر قطاع غزة، لن يكون بمقدوره، لا هو ولا أبنائه، مستقبلا، حتى لو كانوا أطفالا
عند التهجير، العودة إلى قطاع غزة.
يستدل من كل هذا، أن حكومة الاحتلال معنية بخلق
ظروف لا إنسانية، في ما تسميه الصحافة الإسرائيلية، "مدينة خيام"، كي
تجبر الناس على الهجرة، ولوحظ في غالبية التقارير الصحافية، عدم استخدام مسمى
نتنياهو "مدينة إنسانية"، بل يتم ذكره منسوبا لصاحبه.
أما بشأن الكلفة، فإن أدناها تحدث عن 10 مليارات
شيكل، التي تعادل حاليا 3 مليارات دولار، لكن معظم التقارير تحدثت عما بين 15
مليار شيكل، إلى 20 مليار شيكل، (4.5 مليار الى 6 مليارات دولار).
ونقلت صحيفتا "كالكليست"
و"يديعوت أحرنوت"، عن مصادر حكومية، قولها إنها تتوقع أن يأتي التمويل
من دول عربية، مع ذكر السعودية والامارات، في إطار استعدادها لإعادة اعمار قطاع
غزة، ويبدو أن الحديث عن مناطق محددة في القطاع. إلا أنه في ذات السياق، قدّرت
مصادر إسرائيلية، أن احتمالات تمويل عربي لمثل هذا المشروع الاجرامي، تميل الى الصفر.
كذلك حذرت الصحيفتان، من ردود فعل دولية، وخاصة
أوروبية، على تنفيذ هذا المشروع، كذلك، يبدو أن قيادة جيش الاحتلال تتحفظ من هذا
المشروع، ليس من دوافع إنسانية، وإنما لكونه يُثقل على الجيش في المهمات التي توكل
اليه.
وتبين من التقارير، أنه في آخر اجتماع للطاقم
الوزاري المقلص للشؤون العسكرية، الذي عقد قبل ساعات من مغادرة نتنياهو الى
واشنطن، التي عاد منها يوم الجمعة الأخير، طلب نتنياهو ووزير الحرب لديه يسرائيل
كاتس، من رئيس أركان الجيش إيال زمير، البدء بوضع مخططات تنفيذ، في حين قدّر كاتس
أن معسكر التركيز/ التجميع هذا، من الممكن أن يكون جاهزا في غضون شهرين.