شريط الأخبار
في محاولة جديدة لكسر الحصار…انطلاق 10 قوارب من إيطاليا نحو غزة نيويورك تايمز تكشف: الوسيط "ويتكوف" والعلاقة المزدوجة مع قطر استقالات من اتحاد طلبة جامعة مؤتة احتجاجًا على رفع الرسوم بنسب فلكية تسريبات لتفاصيل حول خطة ترامب بشأن غزة.. فما هي؟ مقتل حلاق بصالون ضربا من "بلطجي" في الزرقاء حماس وافقت مبدئيًا على خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة واشنطن تلغي تأشيرة رئيس كولومبيا لدعوته تحرير فلسطين (فيديو) اصابة رجلي بحث جنائي أثناء القبض على مطلوبين مسلّحين جنوب العاصمة ترامب يفرض رسومًا جمركية صارمة على الدواء والاثاث والشاحنات الحملة الأردنية توزع الخبز على نازحين في خان يونس ترامب يؤكد مجددا: أعتقد أننا توصلنا لاتفاق بشأن غزة سيُنهي الحرب نتنياهو يعربد ويهدد بقاعة شبه فارغة بالامم المتحدة: هاجم المجتمع الدولي واصر على الابادة ورفض الدولة الفلسطينية الجغبير: نمو الصادرات الأردنية بنسبة 8.5% في السبعة أشهر الأولى من 2025 ارتفاع صادرات الاردن لسوريا بنسبة 400 بالمائة العام الحالي طواقم الميداني الأردني جنوب غزة تنقذ حياة طفل تعرض لإصابة خطيرة مقتل عشريني واصابة طفل بمشاجرة بجبل طارق عباس بكلمة عبر الفيديو: مستعدون للعمل مع ترامب لتنفيذ خطة السلام لحل الدولتين إعلام عبري: واشنطن تخطط ليكون توني بلير قائدا لإدارة مؤقتة بقطاع بعد الضربة اليمنية المزلزلة لايلات.. طيران العدو يقصف صنعاء ترامب: الولايات المتحدة باتت قريبة من التوصل لصفقة بشأن غزة

تعديل .. أم .. تعطيل

تعديل .. أم .. تعطيل


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

في كل دول العالم قاطبة المتقدمة ، وحتى المتخلفة مثلنا ، يكون للحكومات عند تشكيلها مدة محددة بالسنوات ، تترواح في معظمها بين ( ٤ — ٥ ) سنوات . إلّا نحن في الأردن منكوبون بكثرة التعديلات على الحكومات ، لدرجة ان بعض رؤساء الوزارات أجرى ( ٧ ) تعديلات خلال ( ٣ ) سنوات ، وهي مدة إستمرار حكومته ، وهذا يعني انه كان يجري تعديلاً كل ( ٤ ) شهور تقريباً

 

تدوير التوزير مستمر وسيبقى الى ما شاء الله في هذا الوطن المُبتلى بحكوماته منذ نشأته ، بإستثناء رئيس وزراء واحدٍ ، وحيدٍ ، أوحد ، هو الشهيد الرمز وصفي التل رحمة الله عليه

 

ومواطننا مبتلى بالإستغباء ، الذي ترسخ حتى أصبح جينياً لدينا . فما ان يعاني المواطن من سوء إدارة الوطن من حكومة معينة ، ويرى ان تقصيرها واضح للعيان ، يفرح المواطن كثيراً عندما يُشاع عن توقع تشكيل حكومة جديدة ، فيفرح ، ويستبشر ، ويتهلل وجهه بالسرور ، معتقداً ان الرئيس القادم ، وافراد حكومته لديهم الحلّ السحري لكل مشاكل الوطن والمواطن . وما ان تمر بضعة شهور على التشكيلة الجديدة ، ويرى انها لا تختلف عن سابقاتها ، يتم الضحك على المواطن بإيهامه ان أداء الرئيس ممتاز ، لكن هناك بعض الوزراء ليسوا منسجمين مع دولته ، ولم يحققوا الانجازات المطلوبة ، لذلك يقتضي الأمر إجراء تعديل على الحكومة . ويتفاجأ المواطن بأن التعديل ليس اكثر من تدوير ، وتنفيع ، وتضييع للوقت ، وخداع الناس بإشغالهم ذهنياً بهذا الأمر لعدة شهور ، الى ان يأتي تعديل آخر

 

وعندما يتفحص المواطن التعديلات التي تُجرى على الحكومات ، يجد ان بعض الوزراء يتنقل كما البهلوان بين عدد من الوزارات مختلفة بل متباعدة التخصصات ، وكأنه عالِم متفرد في زمانه . كما تجد العديد من الوزراء ، يُخرجهم رؤساء وزارات بالتعديلات ، ثم يعيدهم رئيس وزراء آخر لنفس الوزارة ، لا بل والأنكى ، ان نفس رئيس الوزراء الذي أخرج الوزير من وزارة معينة ، يعيده اليها في تعديلٍ آخر ، كيف يستقيم هذا !؟ 

 

نحن شعب بسيط ، او ربما ( عبيط ) ، يُستخف بعقولنا ، ويستهزأ بنا ، ووطنا ينحدر ، وحياة المواطن في ضيق ، وعوز ، والغلاء ينهش أصحاب الدخول المتواضعة ، والفقر ينقر رؤوس الشرفاء ، ونصدق بمسرحية تشكيل الحكومات ، ونعتقد مخطئين بان كثرة التشكيلات ، والتعديلات على الحكومات هي لمصلحتنا وغايتها الإرتقاء بالوطن . لذلك ننشغل بها ، ونهتم بإجراءاتها ، ونتابعها بشغف ، ونغرق في توقعاتها ، ومن سيدخل الحكومة ، ومن سيخرج منها ، والمقربون الموعودون يقبضون على هواتفهم ، ويفصلونها عند قدوم أي اتصال هاتفي لانهم يتوقعون إعادتهم للحكومة ، ليس ليخدم الوطن بل ليحسن راتبه التقاعدي ، ويرجع للبهرجة والإستعراض ، خاصة اذا كان غير مرضي عنه ، وهدر شيئاً من كرامته لإستعادة الثقة به ، فاصبح يتوقع ان من حقه العودة

 

ما دام رؤساء الحكومات ووزرائهم يكلفون بمهامهم دون تقديم برنامج محدد بإطار زمني للإنجاز لما ستقدمه كل وزارة على حده ، لتتم محاسبة الوزير ورئيس الوزراء بناء عليه ، فلن تستقيم الأمور ، وسيبقى الرؤساء والوزراء يدخلون الوزارات ويخرجون منها بشكل عشوائي ، ودون إنجازات تتحقق للوطن والمواطن ، دون حسيب ولا رقيب ، وستبقى تدور ضمن إطار تنفيعات للأصدقاء ، والمصفقين ، والمحاسيب ، لا أكثر ، ومصلحة الوطن والمواطن غائبة تماماً عن المشهد

 

لا أُتابع ، التشكيلات ، ولا التعديلات ، الا بحدود ضيقة ، لمعرفة ما يدور في الوطن . لأن الوطن والمواطن غائبان عن أذهان من يصنعون او يصطنعون هذه المسرحيات . وما يحدث ليس اكثر من تعطيل لعجلة النمو في الوطن

 

سيبقى وطني الحبيب مُبتلى ، ومصلحته مغيبة ، ما لم يتم تشكيل لجنة عليا من رجالات الوطن ، من ( خاليي الشهوة من أية منفعة شخصية ) ، تقوم بدورها الوطني عند وجود نية لتغيير وزاري ، بأن تنتقي عدداً من أصحاب الكفاءات الوطنية الذين يكونون بمستوى رؤساء وزارات ، وتلتقي بهم اللجنة العليا منفردين ، ويطلبون من كل واحد ان يقدم برنامجاً لحكومته ، متضمناً برنامجاً لكل وزارة من الوزير الذي يقترحه . وتقوم اللجنة بتقييم البرامج التي تقدم بها المرشحون لمنصب رئيس الوزراء ، وإجراء مفاضلة بينهم ضمن إطار مصلحة الوطن والمواطن ، وعند وقوع الإختيار على أحدهم ، يتم إلزامه ببرنامجه الشامل وبرنامج كل وزير عن وزارته ، محدداً ، ومقيداً بتواريخ للإنجاز لمحاسبته هو ووزرائه وفقاً للبرنامج الذي تقدم به . وتقوم اللجنة العليا بتقييم أداء الوزارة على أساس نصف سنوي ، واذا تبدى تقصير ملحوظ في الإنجازات يتم تشكيل وزارة اخرى ، ويحال أعضاء الوزارة السابقة للمحاكمة لمحاسبتهم على القصور الذي أضرّ بالوطن والمواطن

 

أنا واثق من ان هذا لن يحدث على المدى المنظور . وان البعض من المتنفعين غير الأكفياء سيعتبرونه ليس أكثر من هرطقة ، وسفسطة ، وتفلسف . لذلك أستودع الله وطني الحبيب ، ولا أمل بفرجٍ قريب . أما المواطن الشريف ف ( البين طاسه ، من راسه لساسه ) ، وليستمتع بإنخراسِه .