شريط الأخبار
حسان: البدء بتنفيذ تلفريك عمان.. وتشغيله خلال 15 شهرا "مستثمري الحرة": قرار هيكلة سوق المركبات سيرفع اسعار السيارات بنسب تصل الى 50% الابادة مستمرة في غزة: مجازر الاحتلال ترفع حصيلة الشهداء إلى 91 شهيدًا بركة في كفر قاسم: عقلية المجزرة والتهجير تسكن هذه المؤسسة الحاكمة منذ العام 48 وحتى يومنا ولي العهد يبحث تعزيز التعاون مع مملكة البحرين ولي العهد يلتقي برؤساء تنفيذيين ومؤسسي شركات عالمية في الرياض ولي العهد من الرياض: ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة بجميع مراحله تصعيد خطير والاحتلال يخرق الهدنة: 9 شهداء وجرحى بقصف اسرائيلي.. وحماس تنفي علاقتها بحادث رفح مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض توقيف النائب السابق محمد عناد الفايز الملك والرئيس العراقي يبحثان توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري كيف تقلب جمعية وكلاء وموزعي السيارات الحقائق.. وتسوق لقرارات تضرب قطاع المركبات الأردني؟! مروان البرغوثي...الطريق من "الزنزانة" إلى "المقاطعة" يمر بغزة خطاب العرش الاحزاب الأكثر حضورًا أردنيا: العاطلين عن العمل، الأميّين سياسيا وثقافيا وحزب المتعثرين والدائنين "الوطني لدعم المقاومة" يثمن الخطاب الملكي حول تمتين الجبهة الداخلية بمواجهة التحديات والتهديدات الامانة تطلق حافلات كهربائية للباص السريع بين مجمع رغدان وصويلح الملكة: مايحدث في غزة كابوس.. ولا يوجد أي مبرر لمنع دخول الغذاء والدواء الملك: ما حدث في غزة "إبادة جماعية" والدمار "صدمة حقيقية" الاحتلال يعلن الطواريء الخاصة بمحيط غزة.. وسموتريتش يهدد باحتلال القطاع كاملا

السفير الاميركي الجديد.. دلالات سياسية واضحة

السفير الاميركي الجديد.. دلالات سياسية واضحة


وائل المنسي

تعيين جيمس هولتسنايدر سفيراً فوق العادة ومفوضاً في الأردن ليس حدثاً عادياً، بل يحمل دلالات سياسية واضحة.

 الرجل القادم من خلفية طويلة في الملفات السياسية العسكرية ومن تجارب عميقة في مناطق النزاع مثل العراق وأفغانستان والصومال وتونس، إضافة إلى خبرته في الشؤون الإيرانية ومركز عمليات الخارجية الأميركية، يمثل أكثر من مجرد دبلوماسي بروتوكولي؛ هو حامل لملف أمني إستراتيجي بامتياز.

 وقد خدم سابقاً في الكويت وتعاون عن قرب مع جيوش المنطقة، وحاز على تكريم من الجيش الأميركي نفسه، ما يشي بأن حضوره في عمان ليس معزولاً عن السياق الإقليمي المضطرب.

 

المغزى أن واشنطن ترسل إلى الأردن شخصية تعرف كيف تُدار الأزمات وتُضبط خطوط النار في مناطق ملتهبة

هذا يعكس قناعة أميركية بأن الأردن، رغم استقراره النسبي، أصبح في عين العاصفة: ضغوط الملف الفلسطيني، وتمدد النفوذ الإيراني، والحرب الإسرائيلية في غزة، وارتدادات الحرب في سوريا والعراق، وتزايد هشاشة الاقتصاد المحلي

 

خبرته في الشؤون السياسية العسكرية تعني إمكانية تنسيق أفضل لبرامج التدريب، وتمكين الأمن الوطني الأردني، وربط الأردن بشبكات تحالفية إقليمية.

وفي مجال دعم التنمية والاستقرار، فخبرته الإدارية تؤهله للإشراف على برامج كبيرة مثل تحسين البُنى التحتية، ودعم الاقتصاد الأردني خلال الضغوط، وإدارة مساعدات فعالة ومُحاسبة.

تعيين سفير بهذا الوزن يوحي بأن الولايات المتحدة تريد أن تبقي الأردن خط الدفاع الأول في محيط مشتعل، وأن الدعم لن يكون فقط مالياً أو إنسانياً بل أيضاً أمنياً وسياسياً وربما عسكرياً إذا لزم الأمر.

 

بالنسبة للأردن، تتقاطع هنا الفرص والمخاطر، من جهة خبرة هولتسنايدر تمنح عمان فرصة لتعزيز شراكتها الأمنية مع واشنطن، وتحويل المساعدات الأميركية إلى برامج أكثر فاعلية، وربما الاستفادة من شبكة علاقاته الواسعة لتأمين دعم إقليمي إضافي.

 كما يمكن أن يساهم في تخفيف الضغوط إذا ما أحسن الأردن التفاوض على صيغة "الاستقرار مقابل الإصلاح” بحيث لا يطغى الأمن على المطالب التنموية والسياسية

لكن من جهة أخرى، تعيين شخصية ذات طابع أمني قد يغذي الانطباع الشعبي بأن الأولوية الأميركية هي تثبيت الوضع القائم لا دفع الإصلاحات، كما قد يجعل المساعدات أداة ضغط إضافية.

 الأخطر أن الحساسية الأردنية الشعبية تجاه السياسات الأميركية، خصوصاً في الملف الفلسطيني، قد تفجّر ارتدادات سياسية داخلية إذا بدا أن السفير الجديد يمارس وصاية أكثر مما يقدم شراكة.

 

في المحصلة التعيين يفتح باباً مزدوجاً: إمّا أن يحسن الأردن استثماره في شراكة تُمكّنه من تعزيز أمنه واقتصاده ضمن معادلة متوازنة، وإمّا أن يقع في فخ الاعتماد المفرط الذي قد يحد من استقلال قراره ويزيد من هشاشة وضعه الداخلي.

 الرسالة الأميركية واضحة: المنطقة على أعتاب تحولات كبرى، والأردن بالنسبة لواشنطن ليس مجرد حليف، بل قاعدة متقدمة تتطلب وجود رجل أزمات يعرف تماماً كيف تُدار مرحلة مضطربة كهذه.