شريط الأخبار
دمج لبنان في سورية خطة أمريكية إسرائيلية تتسارع ومهندسها توم برّاك يضع الاساسات الأولى في الدوحة ولي العهد يكرم الفائزين بجائزة الحسين بن عبدﷲ للعمل التطوعي الملك ورئيس وزراء ألبانيا يترأسان جولة جديدة من "اجتماعات العقبة" النشامى يتاهلون لربع النهائي بكاس العرب بثلاثية نظيفة ضد مصر الملك يقرع الجرس مجددا: القطاع الصناعي قاطرتنا للنمو والمستقبل ذبحتونا تطالب النواب إلزام الحكومة عدم رفع الرسومالجامعية أو استحداث تخصصات برسوم مرتفعة منخفض جوي قبرصي يبدا الاربعاء تاثيره على المملكة ترامب يسعى لتنفيذ المرحلة الثانية وسيطالب إسرائيل بانسحاب إضافي داخل القطاع وفاة شخص من جنسية عربية جرّاء استنشاق أدخنة منقل فحم داخل منزل في عجلون استبعاد بلير من مجلس السلام في غزة بعد اعتراض دول عربية وإسلامية هيئة الاعتماد تنفي.. و"العلوم التطبيقية" تتفاخر بدخول تصنيف SHANGHAI العالمي! "الخيرية الهاشمية" تواصل توزيع الوجبات في قطاع غزة الغارديان: لماذا يخيف مانديلا فلسطين اسرائيل؟! الخصاونة يدعو الحكومة لسداد مستحقات المستشفيات والجامعات ومعالجة بطء تنفيذ المشاريع . خريجون مع وقف التنفيذ شهادات «مـعـلـقـة» لتراكم الرسوم إحالة ملف جمعية الأدلاء السياحيين إلى مكافحة الفساد ظاهرة خطيره تفاقم هروب عاملات المنازل وزواجهن من أردنيين.. أبو رمان يفتح الملف العيسوي: الأردن لا يعرف المستحيل بقيادته الهاشمية الصبيحي: 32 ألف متقاعد ضمان تحت خط الفقر المدقع رغم انخفاض تداول العقار.. العراقيون يتصدرون مشتري الشقق في الأردن خلال 2025

ندوة في "شومان" تعاين الاعمال الأدبية لنجيب محفوظ

ندوة في شومان تعاين الاعمال الأدبية لنجيب محفوظ

عمان 9 كانون الأول– عاينت ندوة نظمها المنتدى الثقافي في مؤسسة عبد الحميد شومان، مساء أمس، مجموعة من الأعمال الأدبية والروائية لنجيب محفوظ بمناسبة ذكرى ميلاده الـ 114، بحضور نخبة من الأدباء والكتاب والمعنيين. 
وشارك في الندوة التي جاءت بعنوان "في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ (الروائي والرواية)"، الدكتور مصطفى الضبع، والدكتور ليث الرواجفة، والدكتورة هنادي أبو قطام، والدكتورة زينب محمد، وقدمهم وأدار الحوار مع الجمهور الدكتور غسان عبد الخالق، حيث تم تقديم شهادات وقراءات نقدية حول بعض أعمال نجيب محفوظ الروائية.
وقدمت الدكتورة هنادي أبو قطام قراءة نقدية بعنوان " سلطة الاستجواب والتنفيذ: الأرشيف السياسي وثقافة الإدانة في رواية "أمام العرش" لنجيب محفوظ"، أشارت فيها إلى أن الرواية نهضت على بنى سردية استعادت فيها الشخصيات التاريخية موقعها داخل فضاء تخييلي اتخذ شكل استجواب شامل لمسار الدولة المصرية عبر عصورها منذ الفراعنة إلى القرن العشرين، مبينة أن هذا التشكيل القائم على الاستدعاء، وإعادة تنظيم الشخصيات الحاكمة في الأرشيف السياسي المصري، أنتج خطابا ثقافيا قام على منطق التشفير/الترميز الذي يحفز الناقد على إعادة فك هذا التشفير وكأنه يقدم قراءة للعالم تتجاوز حدود السرد التاريخي للوقائع إلى مساءلة آليات الحكم والكشف عن تمثيلات السلطة، وصور الشرعية، والعدالة.
وقالت إن ذكرى نجيب محفوظ تحتم علينا سؤالا محوريا مفاده: أين يقع نجيب محفوظ في وعينا النقدي ونحن في الألفية الثالثة من القرن الواحد والعشرين؟، مبنية أن الإجابة على هذا السؤال تتجاوز حدود الاحتفاء الشكلي بالذكرى، لتتجه نحو تقديم قراءة نقدية جديدة لأدبه، تعيد تقييم مكانته وتأثيره في الفكر الأدبي العربي المعاصر.
وبينت الأديبة والناقدة الدكتورة زينب محمد في قراءتها التي جاءت بعنوان " الوعي الأخلاقي في أدب نجيب محفوظ رواية "قلب الليل" نموذجا"، أن ثنائية الخير والشر من المحاور الأساسية التي شغلت الفكر الإنساني والفلسفي على مر العصور، وشكلت ركيزة جوهرية في أعمال الروائي نجيب محفوظ، موضحة أن محفوظ تناول هذه الثنائية وبلورها في رؤية فلسفية تكشف عن عمق فهمه للطبيعة البشرية وجدلية الوجود.
وأشارت إلى أن رواية "قلب الليل"، تقدم عبر مسار بطلها، تجسيدا فنيا مركبا ومعمقا للرؤية الفلسفية لنجيب محفوظ حول الخير والشر، مبينة أن محفوظ انطلق من تصور بسيط لكنه عميق مفاده أن الشر طاقة غريزية وظيفية نشأت عن ضرورة البقاء في "الغابة"، بينما الخير قوة تهذيبية أتت بالرسالة والحضارة.
وأشار الدكتور القاص والناقد والأكاديمي مصطفى الضبع، في مساهمته النقدية التي جاءت بعنوان "مسارات التأويل في سردية نجيب محفوظ"، إلى أنه علينا أن نقرأ نجيب محفوظ قراءة مختلفة، وعلى الناقد الذي يريد قراءة محفوظ أن يكون موهوبا ويمتلك الأدوات التي تمكنه من ذلك، مشيرا إلى أن نجيب محفوظ نجح في إدارة الوقت الأمر الذي كان أحد أسباب نجاحه. 
وتطرق الضبع الى مسارات التأويل في نصوص وروايات نجيب محفوظ، والتي من أهمها الشخصية واختيار عناوين الروايات والأشياء وغيرها، مشيرا في هذا الصدد إلى أهم الشخصيات في روايات محفوظ ومنها شخصية "سيد عبد الجواد- سي السيد"، التي كانت تتسم بالازدواجية، مستعرضا كيف قدم نجيب محفوظ هذه الشخصية العربية بأوجهها المتعددة وبازدواجيتها. 
كما أشار إلى أن توظيف نجيب محفوظ للأشياء ولغيرها من عناصر السرد، إذ يعد محفوظ بمثابة النموذج الأعلى للسردية العربية عبر عصورها المختلفة، فالسردية عند نجيب محفوظ تشكلت وفق منظومة سردية فريدة خارج التنافس على مستويات فنية متعددة.
وقدم الناقد والأكاديمي الدكتور ليث الرواجفة، قراءة في الكونية الفكرية عند نجيب محفوظ من خلال رواية "رحلة ابن فطّومة"، مبينا أن تجربة نجيب محفوظ الروائية انطلقت من أزقة القاهرة وحاراتها الشعبية، ثم اتسعت حتى تشكل منها مشروع سردي وفكري واسع ارتبط بالحياة المصرية والعربية.
وأضاف أن روايات محفوظ، واجهت قضايا الحرية والسلطة والعدل ومعنى الانتماء، واستقبلها القراء والنقاد في عواصم عديدة، وتكرس حضوره الروائي على مستوى العالم بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب سنة 1988م، مشيرا إلى أن رواية "ابن فطّومة"، جاءت في قلب هذا السياق، فمثلت في مرحلة الثمانينيات ذروة نزوعه الفلسفي، واعتمدت بنية الرحلة إطارا حكائيا اختبرت من خلاله نماذج حضارية متباينة من أجل تأمل الإنسان والدولة والمجتمع، والدين، والعمل، والمصير.
وأشار إلى أن نجيب محفوظ حمل في رواياته، صورة روائي وإنسان منح الفرد البسيط والمهمش مركز المشهد الحكائي، فصار العامل والموظف وساكن الحارة شريكا حقيقيا في تشكيل المجتمع وتحولاته، مثلما نوه إلى أن تجربته انشغلت بجماليات البناء الموضوعاتي أكثر من انشغالها بألعاب الشكل والتجريب، فأقامت توازنا دقيقا بين البساطة والعمق، وبين وضوح العبارة وغنى الدلالة، في زمن انجرفت فيه بعض السرديات المعاصرة نحو لغة متضحمة وتشط حكائي يفتقر إلى الأثر الجمالي العميق، فازداد حضور محفوظ في مئويته تألقا باعتباره شاهدا على رواية إنسانية راسخة وقريبة من نبض الناس. 
والجدير بالذكر أنه في العام 1988، حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، كأول عربي، ورابع إفريقي ينالها، وقد مثل هذا الحدث أهمية خاصة على المستوى الشخصي لمحفوظ، والأدبي العربي ككل.
مثلت الجائزة اعترافا عالميا بتجربة محفوظ الإبداعية، والتي استمر عليها أكثر من خمسين عامًا في تطوير الرواية العربية، وقد قال محفوظ لاحقًا إن نوبل "أزالت شعوره بالعزلة"، لأنه كان يرى نفسه كاتبًا محليًا يكتب عن الحارة المصرية فقط.
وبعد نوبل تُرجمت أعماله إلى عشرات اللغات، وتضاعف الاهتمام الأكاديمي به في أوروبا وأميركا، ما أخرج مشروعه الأدبي من حدود العالم العربي إلى فضاء عالمي واسع، وقد كان محفوظ معروفًا بابتعاده عن الظهور الإعلامي، فجاءت الجائزة كتقدير لمسيرة طويلة ناضجة ومستمرة، وليست لعمل واحد بعينه.
مثل نجيب محفوظ أهمية محورية في الأدب العربي، فهو يُعَدّ أبرز من أسسوا شكل الرواية العربية الحديثة، من حيث البناء الفني، وتطوير الشخصيات، وتوظيف الزمن، وتعدد الأصوات، وانتقل بالرواية من السرد التقليدي إلى شكل فني ناضج يوازي الروايات العالمية. كما أنه جعل من الحارة المصرية نموذجًا للإنسان العربي، فحوّل التفاصيل اليومية البسيطة إلى أسئلة كبرى حول السلطة، الحرية، الأخلاق، الهوية، والفقر. قدرته على جعل المحلي عالميًّا منحته مكانة استثنائية.