شريط الأخبار
ساعتان ونصف محادثات بوتين والجولاني.. وسوريا تطلب مساعدات وضمانات ولي العهد يلتقي أمير ويلز في قصر ويندسور ولي العهد والأمير ويليام يزوران قاعدة بنسون الجوية الملكية في بريطانيا الملك وميلوني يترأسان جولة جديدة من مبادرة "اجتماعات العقبة" في روما إصابة الأسير مروان البرغوثي بكسور بأضلاعه إثر اعتداء وحدات القمع عليه جنوب أفريقيا: مستمرون في دعوانا ضد "إسرائيل" رغم وقف إطلاق النار في غزة رسائل من الميدان: إطلاق يد بن غفير في تهويد القدس والأقصى مقابل صمته عن الصفقة اول لقاء بين بوتين والشرع.. والطرفان يؤكدان الحرص على علاقات ايجابية مع بدء محادثات المرحلة الثانية مصر تصر على مطلب نشر 10 آلاف شرطي فلسطيني في غزة اولمرت: اتفاق غزة ليس اتفاق سلام بل اتفاق مؤقت لوقف الحرب كاتب اسرائيلي: نتنياهو لم يقرّب إسرائيل من السلام بل من جنازتها المياه تضبط اعتداءات على خطوط مياه في عدة مناطق الملك ورئيسة وزراء إيطاليا يشددان على ضرورة إيصال المساعدات إلى غزة طارق خوري ينصح الكابتن جمال السلامي برسالة علنية: فماذا قال؟ الاحتلال يتراجع ويقرر اعادة فتح معبر رفح الملك والرئيس الإيطالي يؤكدان دعم حل الدولتين ووقف الاستيطان ترامب يعود ويكشر عن اسنانه: على حماس التخلي عن سلاحها او سنجبرها على ذلك مصر.. احتجاج طلابي واسع يطرد دبلوماسي امريكي مؤيد لاسرائيل من الجامعة الامريكية ولي العهد: ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف حرب غزة ودعم الأونروا ولي العهد: ضرورة اتخاذ خطوات جادة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين

مصافحة باردة تشعل التحليل السياسي: كيف ردّ الملك عبد الله على حماس ترامب في قمة السلام؟

مصافحة باردة تشعل التحليل السياسي: كيف ردّ الملك عبد الله على حماس ترامب في قمة السلام؟


 

كتب النائب الدكتور أيمن البداودة

 

 

في عالم السياسة، هناك لحظات لا تُقاس بطولها، بل بعمقها. لحظات تختصر مواقف، وتُعيد رسم خطوط التأثير، وتُرسل رسائل تتجاوز حدود البروتوكول خلال قمة السلام 2025، كانت مصافحة جلالة الملك عبد الله الثاني للرئيس الأميركي دونالد ترامب واحدة من تلك اللحظات. قصيرة في الزمن، لكنها عميقة في المعنى، ومشحونة بالدلالات السياسية والدبلوماسية التي لا تخطئها عين المراقب

 

كممثل للشعب الأردني تحت قبة البرلمان، أجد في هذه المصافحة تعبيرًا صادقًا عن فلسفة الدولة الأردنية، التي تتعامل مع العالم بثقة، وكرامة، واتزان، دون انفعال أو انجرار وراء الاستعراضات السياسية

 

في تلك اللحظة، اندفع ترامب نحو الملك بحماسٍ واضح، ربما بدافع استعراض القوة أو محاولة فرض حضورٍ رمزي. لكن الملك، كعادته، قابل ذلك بهدوء مدروس، مصافحة مقتضبة، ونظرة ثابتة، وابتسامة هادئة

 لم تكن تلك المصافحة مجرد إجراء بروتوكولي، بل كانت موقفًا سياسيًا متكاملًا، يُجسّد استقلالية القرار الأردني، ورفضه لأي شكل من أشكال التبعية أو المجاملة الزائدة

 

لقد اعتدنا في الأردن على دبلوماسية التفاصيل فكل حركة، وكل إيماءة، وكل كلمة، تُحسب بدقة، وتُوظف لخدمة المصلحة الوطنية العليا. وهذا ما فعله الملك في تلك اللحظة: اختار أن يُعبّر عن موقف الأردن من خلال الثبات، لا الانفعال؛ ومن خلال الاتزان، لا الاستعراض

 

إن فلسفة القيادة الأردنية، التي يمثلها جلالة الملك، تقوم على ثلاث ركائز واضحة:

 

1. الاحترام المتبادل: لا نُبالغ في المجاملة، ولا نُفرّط في الكرامة

2. الاستقلالية السياسية: القرار الأردني لا يُملى عليه، بل يُصاغ في عمّان، وفقًا لمصلحة الشعب.

3. القدرة على بناء الجسور: حتى في أصعب اللحظات، يظل الأردن طرفًا قادرًا على الحوار، دون أن يتنازل عن ثوابته

 

هذه الركائز تجلّت بوضوح في تلك المصافحةاليد الثابتة كانت تعبيرا عن وضوح الرؤية السياسية، والابتسامة الهادئة كانت توازنا بين الحزم والود، والتواصل البصري المباشر كان تأكيدًا على الحضور الأردني الفاعل والمستقل في المحافل الدولية

 

في زمن تتسابق فيه بعض الدول نحو الاستعراضات السياسية، يختار الأردن أن يكون صوت الحكمة والاتزان. وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى: قيادة تعرف متى تتحدث، ومتى تصمت، ومتى تكتفي بإيماءة تختصر كل شيء

 

كممثل للشعب، أؤكد أن هذا المشهد لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان تعبيرا عن موقف دولة، ورسالة إلى الداخل والخارج، بأن الأردن سيبقى كما عهدناه: ثابتا في مواقفه، متزنا في سلوكه، وفاعلًا في محيطه الإقليمي والدولي

 

ونعلم بأن التغافل عن الإساءة المتكررة المباشرة او غير المباشرة من اجل إبقاء الود هو قمة الذل والاهانة وهذا ما لا يقبله القائد الفذ السياسي وسيبقى التجاهل هو العلاج الحقيقي الذي يعطي كل شخص حجمه الحقيقي بالدبلوماسية التي تعامل بها جلالته