شريط الأخبار
وفاة أب وابنه الطفل بحريق منزلهما بالرمثا الإعدام لقاتل والدته طعنا الحكم بالاعدام على مجرمين قتلا الشاب الزعبي اعلام عبري: رسالة إسرائيلية لحماس عبر الوسطاء بشأن مقاتليها في أنفاق رفح بالوثائق.. النائب أبو رمان يطالب بالإمتثال لقرار لجنة تحقيق "مكافحة الفساد" بخصوص عطاء لهيئة النقل الحملة الأردنية توزّع 1600 طرد كسوة شتوية للأطفال ضمن حملة الشتاء في غزة مشاجرة طلابية بجامعة الطفيلة التقنية.. وادارتها تقلل من اهميتها جيش الاحتلال يعتقل ويصيب 70 فلسطينيا ويُخلي عشرات منازل ويدمر شوارع وبنى تحتية شمال الضفة تعثر تشكيل القوة الدولية يفاقم التوتر ويعزز الدور التركي-القطري بتوجيهات ملكية.. العيسوي يعود مصابي "مداهمة الرمثا" وينقل اعتزاز الملك وولي العهد بهم الجيش يحبط محاولة تسلل 5 اشخاص عبر الحدود خلال عمل الشركة بالاردن.. ليبيا تحبس مديرا لشركة رسمية يهدر 15 مليون دولار العيسوي: التحديث السياسي والاقتصادي مشروع وطني متكامل بقيادة الملك الاحتلال يغرق غزة بمواد ترفيهية والخلويات ويحظر الادوية والاساسيات مسؤول أمريكي: أوكرانيا توافق على خطة ترامب لإنهاء الحرب منظمات حقوقية إسرائيلية:تصاعد تعذيب الأسرى خلال الحرب.. سكب ماء مغلي وهجمات الكلاب واغتصاب نائب الملك يفتتح غرفة القيادة والسيطرة في مركز تدريب العمليات الخاصة دراسة لـ"ذبحتونا": الجامعات الحومية باتت خاصة ومسلسل رفع الرسوم متواصل "الدستور" تحصد جائزة التميز الإعلامي العربي من جامعة الدول العربية نقابة المهندسين الأردنيين تُبرم اتفاقية مع الضمان الاجتماعي لإعداد دراسة اكتوارية لصندوقي التقاعد والتأمين الاجتماعي

اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين يعقد ندوة “دور رعاية المسنّين”

اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين يعقد ندوة “دور رعاية المسنّين”


 

عمّان

برعاية اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، ورئيسه الشاعر عليان العدوان وبحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الاجتماعي والإنساني، عُقدت مساء الأربعاء 26/11/2025 ندوة اجتماعية بعنوان "دور رعاية المسنّين”، شاركت فيها كل من الأديبة الدكتورة سارة طالب السهيل، و الأستاذة زحل المفتي، وأدارتها الدكتورة أحلام الرشايدة.

 

سارة طالب السهيل: قراءة نقدية عميقة في "أبيض وأسود” وتأكيد على البعد الإنساني للمسنّين

 

استهلّت الندوة بمداخلة الأديبة الدكتورة سارة طالب السهيل التي قدّمت قراءة نقدية موسّعة لكتاب «أبيض وأسود» للكاتبة والأديبة زحل المفتي، معتبرةً أنه عمل إنساني وأدبي ناضج، يجمع بين التوثيق الاجتماعي والبعد الإبداعي، ويحوّل قصص المسنّين من الهامش إلى مركز الضوء.

 

وأكدت السهيل أنّ الكتاب يقدّم تجربة حقيقية، تستند إلى مقابلات وزيارات أجرتها الكاتبة لعدد من دور المسنين في الأردن وسوريا والعراق، وأنه يفتح نافذة واسعة على ما يجري خلف جدران هذه الدور من قصص مؤثرة، وذكريات، وإهمال أحيانًا، وعزلة موجعة في أحيان أخرى.

 

ونوّهت إلى أن الكتاب ليس مجرد سرد أدبي، بل مشروع توثيقي إنساني يفضح ما يتعرض له كبار السن من فقدان سند، وهشاشة عاطفية، وانقطاع عن أسرهم، إضافة إلى أن العنوان «أبيض وأسود» يعكس الثنائية التي يعيشها كبار السن بين الأمل والانطفاء، وبين الذاكرة والغياب.

 

كما تحدثت الدكتورة السهيل عن زياراتها الشخصية لدور رعاية المسنين، ووصفتها بأنها تجارب "بائسة وحزينة”، تركت أثرًا عميقًا في نفسها، مؤكدة أن هذا الواقع يفرض على المجتمع مسؤولية أكبر في رعاية كبار السن داخل الأسرة قبل الدور. وقالت السهيل إن كتاب «أبيض وأسود» أعاد تقييم النظرة إلى دور المسنين، مشيرةً إلى أن دور الرعاية قد تؤدي أحيانًا دورًا ضروريًا لكبير السن، خاصة في الظروف التي تخرج عن إرادة الجميع.

 

وأشادت الدكتورة سارة طالب السهيل خلال حديثها بجهد الكاتبة زحل المفتي، مؤكدة أن «كتاب أبيض وأسود ليس مجرد عمل أدبي، بل هو بصمة إنسانية مضيئة». وأضافت أن المفتي استطاعت أن تكتب بصدق القلب قبل مهارة اليد، وأن تجمع بين التوثيق الدقيق واللغة الشاعرية، لتقدّم عملاً "يُشبه اليد التي تربّت على كتفٍ متعب، والكلمة التي تعيد للإنسان شيئًا من كرامته”.

وأكدت السهيل أن الكتاب يتميّز بقدرته على نقل القارئ إلى عمق التجربة الإنسانية للمسنّين، وأنه "عمل يفتح باب التأمل حول معنى الشيخوخة ومعنى أن يكون الإنسان وحيدًا، لكنه لا يفقد حقه في الحب والرعاية”. كما اعتبرت أن هذا الجهد الأدبي "يمثل إضافة نادرة في الأدب الاجتماعي الأردني والعربي، لأنه يسلّط الضوء على فئة غالبًا ما تُترك في الظل”.

 

بعد ذلك تحدّثت الكاتبة زحل المفتي عن تجربتها في كتابة الكتاب، وعن الزيارات الميدانية التي قامت بها، والحوارات التي أجرتها مع المسنّين داخل الدور. وقرأت للحضور نماذج من قصص الكتاب، التي عكست معاناة كبار السن، وحاجتهم للطمأنينة والاهتمام والاحتواء. وأكدت المفتي أن الهدف من العمل هو إعطاء صوت لمن لا صوت لهم، وتوثيق الواقع كما هو، بعيدًا عن أي تجميل أو مبالغة.

 

وشهدت الندوة نقاشات واسعة حول معاملة المسنّين، والدور المطلوب منهم في مراحل العمر المتقدمة، وحقيقة ما يعيشه البعض داخل الدور، وما إذا كانوا انتقلوا إليها برضاهم أم اضطرارًا. كما طُرح موضوع عقوق الأبناء للوالدين، والأسباب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي تدفع البعض لإيداع آبائهم في دور المسنين بدل رعايتهم في منازلهم.

 

قدّم مجموعة من المثقفين وأعضاء الاتحاد مداخلات مهمة، من بينهم: رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين الشيخ الشاعر عليان العدوان، الدكتور محمد أبو هزيم، الأستاذ علي القيسي، الطيار وائل العبدالات، الدكتور محمد الدباس، الدكتور زياد شدفان، إضافة إلى مدير إحدى أهم دور الرعاية في الأردن، الذي قدّم معلومات دقيقة حول واقع هذه الدور، والتكاليف الشهرية لرعاية المسنّين، ومصادر الدخل، وآليات التعامل مع الحالات المختلفة. وقد اعتُبرت مداخلته من الأكثر فائدة لارتباطها بتفاصيل الواقع العملي.

 

اختُتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة تعزيز ثقافة احترام كبار السن داخل الأسرة العربية، وتطوير سياسات حكومية أكثر رحمة وتنظيمًا لدور الرعاية، وتكريس قيم البر والمسؤولية الإنسانية. كما أجمع الحضور على أن الأدب كما في كتاب «أبيض وأسود» قادر على كشف المسكوت عنه وإعادة الاعتبار للفئات التي تُهمَّش غالبًا في المجتمع.