محلل روسي: فشل لقاء ترامب وشي جين بينغ كان متوقعا.. الحرب الكبرى باتت وشيكة
 
 
 
	
 
		
ألكسندر نازاروف
		
 
		
زعم ترامب أن اجتماعه
"الرائع” مع شي جين بينغ، صباح اليوم في كوريا الجنوبية، شمل اتخاذ "قرارات
استثنائية”.
		
أضاف ترامب كذلك أن واشنطن وافقت على
خفض رسوم الفنتانيل بنسبة 10%، بينما خففت بكين من موقفها تجاه الواردات الزراعية
الأمريكية ورفعت الحظر على تصدير المعادن النادرة. جوهر الاجتماع كما يقول
الديمقراطيون الأمريكيون هو "تاكو” TACO،
اختصارا لعبارة أن "ترامب دائما ما يتراجع” Trump
Always Chickens Out.
		
خفض ترامب الرسوم الجمركية بشكل طفيف،
ردا على تنازل طفيف بشأن مشتريات الصين من المواد الخام الأمريكية منخفضة القيمة
المضافة. هذه التنازلات رمزية من الجانبين، لكن صمود الصين يمثل هزيمة لترامب.
		
ad
		
كان من الواضع، حتى قبل
تولي ترامب منصبه، أن الولايات المتحدة سوف تخسر الحرب التجارية مع الصين إذا
بدأت، وهو بالضبط ما يحدث الآن.
		
وخلال الأشهر السبعة
الأولى من هذا العام، بلغ العجز التجاري الأمريكي نحو 834 مليار دولار، مقارنة بـ
674 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ما يمثل تدهورا متفاقما بنحو
الربع. ويأتي هذا على الرغم من فرض ترامب رسوما جمركية قاسية على العالم أجمع.
ويستمر تدمير الصين للصناعة الأمريكية. ويستمر كذلك تسونامي البضائع الصينية إلى
الولايات المتحدة عبر دول ثالثة، برغم الانخفاض الطفيف في العجز التجاري المباشر
للولايات المتحدة مع الصين (من 157 مليار دولار إلى 129 دولار خلال الأشهر السبعة
الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي).
		
الوضع أسوأ بكثير مما
تشير إليه الإحصاءات، فبينما من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي
بنسبة 1.8% هذا العام، فإن جزءا أكبر من هذا النمو يتمثل بالاستثمارات في فقاعة
الذكاء الاصطناعي، حيث تبيع شركات عملاقة في هذا المجال منتجاتها لنفسها من خلال
شركات تابعة وشراكات. ولا يوجد طلب حقيقي على منتجاتها، بل تحاكي الطلب بجمع
الأموال من المستثمرين الجشعين في هذه الفقاعة، وكذلك من خلال القروض. واقع الأمر
أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي يتراجع فعليا، بينما يتظاهر الاقتصاد بالنمو.
لذلك فلو، أو بالأحرى حينما، يقع انهيار سوق الأوراق المالية المقبل، وهو ما قد
يحدث في أي لحظة، فإن الاقتصاد الأمريكي قد ينهار بنسبة عشرات في المئة.
		
فإذا أبقى ترامب الرسوم الجمركية منخفضة
لأكثر من شهر، وهو أمر غير مرجح، فستتدهور أرقام التجارة الأمريكية أكثر. بطبيعة
الحال، أتوقع أن يطلق ترامب تهديدات جديدة ضد الصين خلال أسبوع، ومن المرجح أن
يزيد الرسوم الجمركية مجددا، لكن هذا لن يغير شيئا في الحرب التجارية التي تخسرها
الولايات المتحدة.
		
لدى الولايات المتحدة
ورقة رابحة واحدة فقط ضد الصين: القوة العسكرية. وهذه الورقة الرابحة تضعف يوما
بعد يوم، ويعود ذلك جزئيا إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث ازدادت مكاسب روسيا
بشكل حاد هذا الأسبوع. في غضون ذلك، أثبت ترامب بالفعل عجزه عن تطبيق التغييرات
الثورية اللازمة لتعبئة الولايات المتحدة. لقد فشل ترامب في تحرير نفسه من إهدار
الموارد على أوكرانيا، وهو يحافظ على خط المواجهة الذي انتهجه بايدن مع روسيا،
التي تحافظ بدورها على تحالفها مع الصين. كما أنه غير قادر على تحييد الديمقراطيين
(الخيار الوحيد هو القوة)، ما يهدده بالشلل السياسي بعد انتخابات التجديد النصفي
للكونغرس بعد عام، أو حتى قبل ذلك. وحتى في الحرب التجارية، فشل ترامب في تحقيق
النجاح.
		
على الجانب الآخر،
تتبنى الصين استراتيجية "الصخرة المغطاة بمطاط ناعم”، حيث تقدم تنازلات صغيرة
لتجنب التصعيد وتنتظر بهدوء سقوط ترامب في غضون عام، وبعدها سوف تتصاعد وتيرة
الهجوم الاقتصادي الصيني.
		
في أوكرانيا، يتفاقم
انهيار الجيش الأوكراني وتستنزف احتياطياته. فقد حاصرت روسيا القوات الأوكرانية في
كوبيانسك وكراسنوأرميسك، آخر المعاقل المحصنة في منطقة دونباس الحضرية ذات البنية
العمرانية المتقدمة للغاية. وما وراء ذلك، تمتد السهوب المليئة بالقرى الصغيرة
المتفرقة، وحتى نهر دنيبر. ومن المتوقع أن يتسارع الهجوم الروسي بشكل ملحوظ، مع ما
يصاحب ذلك من تزايد في الذعر والإحباط في كل أوكرانيا وفي الغرب.
		
ترامب يخسر حربه عالميا. وإن لم يكن
مستعدا للاعتراف بالهزيمة، فلن يكون أمامه سوى تصعيد الموقف على جميع الجبهات، مع
روسيا والديمقراطيين والصين.
		
في ظل هذه الظروف، أعلن
ترامب عن نيته إجراء تجارب نووية: "لدينا أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى. نحن
لا نجري تجارب، ولكن بما أن الآخرين يفعلون ذلك، أعتقد أنه من المناسب لنا أيضا أن
نفعل ذلك”. كما أتوقع كذلك محاولة أمريكية أوروبية مشتركة لتفجير الوضع في
بريدنيستروفيه أو منطقة بحر البلطيق.
		
أظن أن خطوة ترامب
التصعيدية القادمة ستكون محلية، كمحاولة إقالة حاكم أو عمدة ديمقراطي. لكن عموما،
ترتيب خطواته التصعيدية غير ذي صلة، فقد يضطر ترامب إلى تصعيد الحرب على جميع
الجبهات في آن واحد.
		
العام المقبل، وربما
حتى نهاية العام، قد يكون شديد السخونة، وقد نشهد تقدما سريعا على سلم التصعيد
النووي، مع استحالة التنبؤ بالنتيجة.
		
لكن، ونظرا لتردد
ترامب، هناك احتمال أيضا أن تظل جميع معاركه محصورة في منصات التواصل الاجتماعي،
وأن تستمر الولايات المتحدة في التدهور حتى الانهيار الاقتصادي الهائل الذي سيذهب
بها أدراج الرياح. سيكون هذا هو الخيار الأقل إيلاما للعالم أجمع، لكنه، ومع
الأسف، مفرط في التفاؤل، وفرص نجاحه ضئيلة.
		
محلل سياسي/ روسيا اليوم
		
























