هذه حقيقة مؤسسة "المجد اوروبا" العميلة؟
التهجير بالقطعة.. والموساد متورط: رحلة "غامضة" لفلسطينيين من غزة إلى جنوب إفريقيا
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"
بالتعاون مع وكالة "أسوشييتد برس" عن حادثة مثيرة للجدل بعد هبوط طائرة مستأجرة في جوهانسبرغ تقل
أكثر من 150 فلسطينيًا من غزة دون وثائق سفر، وسط ظروف احتجاز صعبة وغموض حول
الجهة التي رتبت الرحلة وهدفها الفعلي.
وتحقق أجهزة الاستخبارات في جنوب
أفريقيا في كيفية وصول الطائرة إلى البلاد، ومسار نقل الفلسطينيين من غزة إلى مطار
رمون ثم إلى نيروبي قبل وصولهم إلى جوهانسبرغ.
وأكد التقرير أن السلطات الجنوب أفريقية
رفضت في البداية السماح للركاب بالنزول، ما أدى إلى بقائهم نحو 12 ساعة داخل طائرة
"شديدة الحرارة" من دون طعام أو ماء، وفق منظمات محلية انتقدت طريقة
التعامل مع الحادثة، خاصة لوجود عائلات وأطفال وامرأة في شهرها التاسع بين الركاب.
الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا
أعلن فتح تحقيق رسمي لكشف تفاصيل الرحلة، مؤكدًا أن الفلسطينيين "نُقلوا سرًا" عبر كينيا. من جهتها، أوضحت السفارة الفلسطينية أن الرحلة نُظمت من قبل "جهة غير رسمية ومضللة" استغلت ظروف الحرب وجمعت أموالًا من العائلات قبل أن تتنصل من مسؤولياتها.
كيف وصل المسافرون من غزة إلى جنوب أفريقيا؟
سجل المسافرون الفلسطينيون من قطاع غزة
للسفر عبر منصة إلكترونية لمؤسسة تُدعى "المجد أوروبا"، وهي جهة غير مسجلة، قامت بجمع
مبالغ مالية تراوحت بين 1500 و5000 دولار من كل شخص.
أُبلغ المسافرون بموعد المغادرة من غزة
قبل ساعات قليلة، وطُلب منهم حمل حقائب ظهر صغيرة، لكن عند عبورهم معبر كرم أبو
سالم، مُنعوا حتى من هذه الحقائب، وأُتيح لهم فقط حمل الهواتف وجوازات السفر وبعض
المال.
ونُقل المسافرون من معبر كرم أبو
سالم بحافلات إسرائيلية إلى مطار رامون، ثم وضعوا على طائرة غير معلمة دون
معرفة وجهتها، ودون أن تختم لهم السلطات الإسرائيلية ختم خروج.
وأوضحت السلطات الجنوب أفريقية أن 23
راكبًا غادروا إلى دول أخرى، فيما سُمح لـ130 بالدخول بعد تدخل وزارة الداخلية
ومنظمة Gift of the Givers. وقال رامافوزا: "هؤلاء قادمون من
بلد محطم، ومن واجبنا استقبالهم بإنسانية وتعاطف، حتى وإن لم يحملوا وثائق".
وزارة الخارجية الفلسطينية شكرت جنوب
أفريقيا على موقفها، محذرة الفلسطينيين، خصوصًا في غزة، من التعامل مع جهات "غير رسمية" قد تكون مرتبطة بالتهريب أو الاتجار بالبشر، مؤكدة ملاحقة أي جهة متورطة.
وعبّرت منظمات حقوقية جنوب أفريقية عن
خشيتها من أن تكون الرحلة جزءًا من محاولة منظمة لإخراج الفلسطينيين من غزة ضمن "هجرة مُدارة"، في ظل تقارير عن سياسات
إسرائيلية لتسهيل خروج السكان. ونقلتAP عن متحدث باسم منسق أعمال الحكومة
الإسرائيلية قوله إن الفلسطينيين غادروا بعد موافقة دولة ثالثة، مشيرًا إلى مغادرة
نحو 40 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل دعمت
سابقًا مبادرة قدمها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لـ"تفريغ غزة من سكانها" قبل أن يتراجع عنها ويوقع اتفاقًا لوقف
إطلاق النار يضمن بقاء السكان.
وقال امتياز سليمان، مؤسس Gift of the Givers، إن هذه ليست الرحلة الأولى، إذ
وصلت طائرة مشابهة في أواخر تشرين الأول تحمل أكثر من 170 فلسطينيًا في ظروف
غامضة. وأضاف: "الركاب كانوا خائفين ومربكين ولا يعرفون وجهتهم، ولم يحصلوا
على الطعام أو الماء لمدة يومين، وهذا أمر يستوجب التحقيق".
وتأتي الحادثة في ظل دعوى جنوب أفريقيا
أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، وهي اتهامات ترفضها إسرائيل وتصف بريتوريا بأنها "الذراع
القانونية لحماس"، ما يزيد من حساسية التطورات سياسيًا ودبلوماسيًا.
من هي مؤسسة "المجد أوروبا"
المشبوهة والمشاركة في مخطط التهجير؟!*
- لطالما حذرت أوساط حقوقية وإعلامية فلسطينية من مخاطر التعامل مع مؤسسة
تُدعى "المجد أوروبا”، والتي تنشط تحت غطاء العمل الإنساني في قطاع غزة.
- جميع الأدلة تؤكد أن المؤسسة ذراع استخباري "إسرائيلي" يسعى إلى
جمع معلومات حساسة عن الفلسطينيين وتسهيل مخطط تهجيرهم القسري من القطاع.
- بينما تروّج المؤسسة عبر موقعها الإلكتروني لخدمات تبدو إنسانية في ظاهرها،
إلا أن مضمونها المريب، وأخطاءها اللغوية الفادحة، وغياب أي روابط حقيقية مع
منظمات أوروبية أو دولية، يثير كثيرًا من الشكوك حول حقيقتها وأهدافها.
- المؤسسة تعتمد خطابًا مصممًا بعناية لاستهداف الفئات الأكثر ضعفًا من سكان
قطاع غزة، مثل المرضى والجرحى والأطفال.
- تنشط المؤسسة بشكل حثيث في جمع التبرعات المالية من دون حسيب أو رقيب، وذلك
على حساب دماء الفلسطينيين ومأساتهم الإنسانية



















