أظلَمتْ عينايّ...
بقلم / سوسن الحلبي
تعبت كثيرًا، ولم يعد بمقدوري الذهاب إلى أي مكان...
ضللتُ كلّ السُّبل ولم أعُد أُدرِك الحياة بناظريّ... ولم يعد يعنيني أيّان
المصير، بعدما أظّلمتْ عن الكون عيناي...
ضاعت الأحلام والأيام
وكلّ رفيقٍ... وخيّم اليأس على صدري واستراح... فلم يعُد للأمس عندي غير صورٍ
طُبعت في قلبي مع الآلام...
واستوقفتني قدماي حيث أنا... وألقيت جسدي المتعب حيث
استطعت... بعد أن أرهقتني الحرب، وأثقلتني بالألم والأحزان...
أردتُ أن أُهدئ أوجاعي
التي لم أستطع عدَّها... وأن أشعر بحضنٍ يُلِمّلم الجراح...
لا يهمّ إن كانت يداي هما
من تحتضنان جراحهما؛ فلم يعد لي في الكون أيُّ ونيسٍ، ولن أقوى بكلّ مصابي
على النسيان...
وأغمضتُ عينايّ بكلّ آلامهما... موقنًا بأن ليلهما لن يكون له
نهار... فقد غابت الدنيا عنهما إلى الأبد... ولن تشرق بعد اليوم شمس ولا حياة...

















