شريط الأخبار
"العليا للإعمار" تنفذ مشروع ازالة النفايات الصلبة من شوارع وطرقات غزة "ستريت جورنال": جيش الإحتلال يبدأ في حشد قواته تمهيدا لغزو رفح ارقام مرعبة من العدوان الصهيوني: 79 طفلا و50 امراة معدل الشهداء يوميا في غزة حشد امني كبير لازالة وضبط سرقة كميات كبيرة من المياه والتجارة بها الجمارك تحبط تهريب 74 الف حبة كبتاجون بمركز حدود جابر أول أيام "الفصح اليهودي".. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحمون الأقصى دراسة مرعبة: %16 من أطفال و%23 من مراهقي الأردن يعانون الاكتئاب الحاد اتخفاض اسعار بيع الذهب نصف دينار بالسوق المحلي الاحتلال يحضر منطقة لمليون نازح تمهيداً لتوسيع الحرب على رفح حرارة الصيف تطرق الابواب: اجواء حارة وجافة حتى الجمعة امريكا تدوس على الحريات: قمع واسع واعتقالات للمتضامنين مع غزة بالجامعات الامريكية الافراج عن مجموعة جديدة من موقوفي اعتصامات السفارة العليا للإعمار في فلسطين تباشر بتزويد شمال قطاع غزة بالطاقة الشمسية كيف انهارت إستراتيجية إسرائيل للحروب.. وصحف عالمية:القادم اخطر ماذا فعل حزب الله بشمال اسرائيل.. الاسرائيليون: حوّله بقواعده العسكريّة ومُستوطناته لحقل تجارب ودمار جثامين بلا رؤوس وأجساد دون جلود: انتشال المزيد من المقابر الجماعية بغزة الملك: التصعيد بالمنطقة قد يوسع دائرة الصراع ويهدد امنها واستقرارها الصفدي يحذر: استمرار اسرائيل بعدوانها ينذر بتوسع الحرب إقليمياً "مركزية المهندسين" تنفذ وقفة تضامنية مع غزة ومع موقوفي مسيرات التضامن راصد: 32 حزباً تنوي المشاركة بالانتخابات و91% ستترشح بـ "المحلية"

د. محمد علي النجار يكتب:

النشاط الثقافي على الساحة الأردنية بين الواقع ... والمأمول!!

النشاط الثقافي على الساحة الأردنية بين الواقع ... والمأمول!!
 
لستُ معنيًا في هذا المقال بمفهوم الثقافة ، ولا بألوان الأدب ، ولكنني من خلال متابعتي للنشاط الثقافي وفعالياته على الساحة الأردنية ، وجدتُ أنه بالإمكان تقديم أفضل مما كان!!. وأنَّ الطاقاتِ الكامنةَ في الأردن ، تستطيع أن تخلق واقعًا ثقافيًا مغايرًا ، لما نراه من صورةٍ باهتةٍ مشوهةٍ للصورة الثقافية المشرقة ، التي يجب أن يكون عليها الأردن بأدبائه ، وكُتّابه ، ومثقفيه.
 
 
ولمّا كان للنشاط الأدبي ، والحراك الثقافي ، دلالاتٌ ومؤشراتٌ على صورة المجتمع ، فقد جاء هذا المقال الذي ترددتُ كثيرًا في كتابته ، خشيةَ أن يجرحَ شعورَ أحد ، أو يُفسَّرَّ فيُساء تفسيره ، أو تُحاط به الظنون وهو منها براء ، لأن كاتبه لا علاقة له بكُتَلٍ ، ولا بتيارات ، ولا ينتمي إلا للوطن.
 
 
إن المتتبع للنشاط الثقافي ، يجدُ عددًا لا بأس به من الجهات التي تقوم بشكل فردي بتنظيم الأنشطة الأدبية ، أو إقامة الفعاليات الثقافية على الساحة الأردنية ، وبشكلٍ ملفتٍ للنظر ، وهذه المنتديات ، أو المؤسسات ، أو الهيئات ، تستحق الشكرَ والتقديرَ لنشاطاتها ، دون أن نعرضَ أو نقفَ أمام مضمونها ، وأخصُّ بالشكر بيتَ الشّعر بالمفرق ؛ لتميز نشاطه - في الغالب - بالاتزان والثبات ، وحسن التنظيم ، وسلامة الاختيار. وهذا النشاطُ الفرديُّ المتفرقُ هنا وهناك ، يدفعنا لطرح سؤالٍ كبيرٍ ربما يُلح على أذهان الآخرين:
 
أين رابطةُ الكتاب الأردنيين؟ وأين اتحادُ الكتاب والأدباء الأردنيين؟ ولماذا تُرِكَت الساحةُ الأدبيةُ والثقافيةُ لغيرهما ، وهما أحق بها؟!.
 
لقد كانت رابطة الكتاب نتاج جهود كبيرة بدأها أساتذتنا في الجامعة الأردنية ، وفي مقدمتهم د. محمود السمرة ، و د. فواز طوقان ، و د. هاني العمد ، ود. الياغيان ... وغيرهم ، وكان أول رئيس للرابطة الشاعر عبد الرحيم عمر ، الذي كثيرًا ما كنت أراه بصحبة الدكتور السمرة - رحمه الله - في مكتبه بالجامعة.
 
 
أعود فأقول: بعد تلك الجهود الكبيرة .. وبعد قرابة نصف قرن على إنشائها ، لا نجد الرابطةَ تحتل مكانتها التي تليق بها ، ولا تقوم بدورها ، وهي أهل للابتكار والإبداع ، فما دامت الرابطة قد وضعت لنفسها معايير خاصة بقبول الأعضاء ، ضمن مواصفات دقيقة ، بحيث يرتبط قبول العضو باكتمال الشروط الموضوعية للإبداع الحقيقي ، فإن الكثيرين يتوقعون أن يكون للرابطة بصمتها الواضحة في الحياة الأدبية والثقافية على الساحة الأردنية ، إلا أننا في حقيقة الأمر لا نجد هذا الزخم من العطاء ، الذي يتناسب مع عدد الأعضاء وتميزهم ، وتنوع أفكارهم وتوجهاتهم ، فلو وضعت الرابطةُ خُطَّةً لنشاط أعضائها الألف ، بحيث تنظّم أسبوعيًا أمسيةً أو تقيمُ ندوةً ، لاستمر نشاطها على مدار ثلاث سنوات دون انقطاع ، ولكن بكل أسف فباستثناء أمسية نظمها فرع الرابطة في إربد ، وندوة أقامتها لجنةُ النقد بالرابطة ، لا نجد هذا النشاط المتوقع من مؤسسة ، كان يجب أن تكون رافعةً للأدب والثقافة في الوطن.
 
 
فما السبب في قعود الرابطة عن دورها ، وهي تمتلك مقومات النجاح ، وقيادة المشهد الثقافي على امتداد الساحة الأردنية؟!.
 
 
في نظرةٍ محايدة ، يستطيع الإنسانُ العادي أن يلتقطَ بعضَ الملحوظات الملقاة هنا وهناك ؛ فمشاركة 516 عضوًا من أصل 1000 عضو في الانتخابات الأخيرة ، ربما تدل على عدم قناعة كثيرين منهم بأداء الرابطة ، واكتفائهم ببطاقة العضوية ، وحرصهم على النأي بأنفسهم ، عن الصراع الدائر بين أعضاء القوائم المتنافسة في الانتخابات على الرئاسة ، أكثر من تنافسهم على الإنجاز ، وإعلاء راية الثقافة والأدب ، وهذا سيُفضي بلا شك إلى قصورٍ في الواجبات ، وضياع (الطاسة) بين تيارٍ قومي ، وتيارٍ ثقافيٍّ ديمقراطي ، وتيارٍ ثالثٍ هو تيار القدس !!.
 
 
وفي الحقيقة هو صراع على المقاعد ، أكثر من كونه تنافسًا ، فما أن ينفضَ موسمُ الانتخابات ، وتنكشف الغبارُ عن الفائزين حتى تهدأ الأمور .. بانتظار الانتخابات المقبلة .. إنَّه لأمرٌ محزن ومؤلم أن نَجري وراء مثل هكذا مناصب ، وتصدنا عن الإبداع المكاتبُ والمكاسب!!.
 
نعم ، هو كما قلتُ قبل قليل صراع ، ولعل في تعليل أمين لجنة العضوية في الرابطة لرفض أحد عشر طلبًا للعضوية ، ما يشي بأن الأمورَ داخل الرابطة ليست على ما يرام ، عندما قال: إنَّ الهيئة الإدارية الحالية للرابطة "لن تسمحَ لأية محسوبية ، أو شللية ، أو مجاملات ، أو قبول أية حمولة زائدة!!". 
 
والعبارة هنا لا تحتاج إلى مزيدِ توضيح أو تفسير ، ولكني سأعود لأستاذي الدكتور أحمد ماضي في تعليق له على ما يجري في الرابطة ، كتبه في شهر أغسطس عام 2020م ، حيث نلحظ أن الصراعَ قديمٌ ، وأن هناك تنافسًا بين التيارات على الرئاسة!! ، وأن هناك نقدًا للآخرين ، وتشهيرًا بهم مخططًا له من هذا الطرف أو ذاك ، بهدف الوصول إلى سدة الرئاسة!!.
 
 
وهذا التنافس ، وعدم الانسجام ، لا بد أن يكون له الأثر السلبي على نشاط الرابطة ، ومبادرات الأعضاء ، بل وعلى لون النشاط وتوجهاته ، والاختلاف على موضوعاته ، في وقت يتطلب الأمرُ من الرابطة أن تكون صدى لبيئتها ، وصوتًا معبرًا لجميع أعضائها ، وحارسًا أمينًا للثقافة وإثرائها ، تتغنى بالأردن ، وتغرس الانتماءَ للوطن في أبنائها.
 
 
وما تَقَدَّمَ من قولٍ في الرابطة ، لا يختلفُ كثيرًا عمّا سيُقال في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ، فهو الرافعة الثانية للأدب والثقافة في الأردن ، بأعضائه الذين يبلغون ألفين من الكتاب والأدباء ، فأين هذا العدد عن المشاركة الفاعلة في الحياة الأدبية والفكرية والثقافية؟!!، فهذا العدد من الأعضاء ، يُمكِّنُ الاتحادَ من تنظيم ندواتٍ ، وأمسياتٍ أسبوعية على مدار ستة أعوام متواصلة دون انقطاع ... ولكن!!.
 
 
ولكن يبدو أن الحالَ (من بعضه) فالتنافسُ والصراعُ على السلطة في الرابطة ، يقابله تنافسٌ وصراعٌ بين كتلة الاتحاد ، وكتلة التجديد على الرئاسة في اتحاد الكتاب ، ولم تأتِ استقالةُ خمسة من أعضاء الهيئة الإدارية دفعةً واحدةً - في اعتقادي - بصورة عفوية ، بل لعلها تندرجُ تحت عنوان الصراع على المناصب ، خاصة وأن الانتخاباتِ الأخيرةَ ، لم يمر عليها غير ثمانية أشهر ، وكان سبب الاستقالة - كما ذكر - عدم التوافق والانسجام مع رئيس الاتحاد!! ، الذي وصف بدوره الاستقالةَ بأنها جاءت رغبةً من المستقيلين في مكاسبَ شخصية ، وتخريبًا متعمدًا ، ورفضًا للإصلاح !! لإجراء انتخابات جديدة ..
 
 
فهل يجوز ، وهل يُعقل ، وهل يُقبل أن يكون التنافسُ على المناصب ، والصراع على المكاسب ، سببًا في تجميد نشاط رابطة الكتاب ، واتحاد الكتاب في الأردن؟ وهل ستتكرر في انتخابات الاتحاد اليوم .. هل ستتكرر لعبة الأمس؟!!.
 
 
أعتقد أن مؤسسة ثقافية بوزن الرابطة ، أو الاتحاد ، لا يجوز أن يختطفها أحد ، أو تكون حديقة خلفية لأفراد أو جماعات ، ولا ينبغي لها أن تقنن نشاطها ، أو تجمده وتتخلى عن دورها ، وتترك الساحة لجمعيات ، ومنتديات تملأ الفراغ في الساحة ، وتقود المشهد الأدبي والثقافي على امتداد الوطن.
 
وأعتقد جازمًا أنه يتوجب علينا ألا نتصارع ، بل نتنافس فيما بيننا لتقديم الأفضل ، وأن يسهم الجميع في بعث حركة ثقافية أدبية تليق بالمثقف الأردني ، وتُعلي مكانة الأردن ، وأن ننتمي جميعًا ؛ أدباء وشعراء ومثقفين لهذه الأرض ، ونحمل هموم هذا الوطن ...
 
 
آمل ألا يُغضِبَ هذا المقالُ أحدًا ، أو يُثير حفيظته ، فالمقالُ ليس موجهًا لأحد ، إنما هو توصيفٌ لواقع ، والمطلوب أن يعمل الجميعُ على الخروج منه .. فلست مع أحد ضد أحد ، ولست أنتمي لطرف دون آخر ، إنما أنحاز دائمًا لهذا الوطن ، وأنتمي لهذه الأرض.
 
 
آمل أن يكون هذا المقال سببًا في تصويب أوضاعنا الثقافية ، ورؤية مؤسساتنا وهي تعج بالشعراء والأدباء والمثقفين .. تختلف آراؤهم .. تتنوع معارفهم .. تتعدد أفكارهم .. ولكن تجمعهم راية الوطن وتوحدهم.
 
 
حفظ الله الأردن أرضًا مباركة طيبة ... وشعبًا معطاءً مخلصًا ... وقيادة هاشمية رشيدة ...