شريط الأخبار
الاردن يرحب بالقرار الجديد لمحكمة العدل الدولية "العدل الدولية" اامر اسرائيل باجراءات لادخال المساعدات لغزة مندوب الملك وولي العهد يشارك بتشييع الفريق طارق علاء الدين المحكمة تقرر تعويض مستثمر بـ 15.5 مليون دينار من بلدة الرصيفة سلب سريلانكية بالتهديد باداة حادة غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات قراءة استراتيجية: مخطط إسرائيل بتدمير حماس يقترب من الفشل "الاعيان" يقر قانون العفو العام اصابة 3 مستوطنين بجروح باطلاق نار في الاغوار "ذا إيكونوميست”: في لحظة قَوتها العسكرية.. إسرائيل ضعيفة للغاية صورتاه وهو ينتحر.. تبرئة شقيقتين من قتل والدهما في عمان ارتفاع الحرارة اليوم .. وعدم استقرار جوي ضعيف الجمعة والسبت تصعيد كبير على حدود لبنان وشهداء.. وصواريخ حزب الله تنهمر "الكهرباء الاردنية" تؤسس شركة لشحن المركبات الكهربائية غرف الصناعة تبحث أثر شمول جرائم الشيكات بالعفو العام محافظة يرجح صدور نتائج المنح والقروض الجامعية قبل العيد حماس تنشر رسالة مسجلة لقائد "كتائب القسام" محمد ضيف 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى حزب المثاق يعلن مشاركته بالانتخابات النيابية القادمة الملك والملكة وولي العهد يلتقون وجهاء وممثلين عن البادية الوسطى

د. محمد علي النجار يكتب:

المزيد من التسويق والإعلان للندوات والمحاضرات والأنشطة الثقافية!!

المزيد من التسويق والإعلان للندوات والمحاضرات والأنشطة الثقافية!!

د. محمد علي النجار

ليس سرًا أنَّ الندواتِ الثقافيةَ ، أو الأمسياتِ الشعريةَ ، تُعدُّ من أفقر الأنشطةِ حضورًا وجمهورًا ، ليس في منتدياتنا أو جمعياتنا ، أو هيئاتنا الثقافية الأردنية ، بل على امتداد الساحات الثقافية العربية ، وهي ظاهرةٌ عامة ، تحتاج إلى الوقوف أمامها ... وليس صعبًا إيجادُ الحلول المناسبة لها ، فكثيرًا ما تُقام مثل هذه الأنشطةُ دون الترويج لها ، أو الإعلان عنها قبل تنظيمها ، ولهذا غالبًا ما تصافحُ أعينَنا العبارةُ الكلاسيكية: "وحضرَ الأمسيةَ نخبةٌ من الشعراء ، والأدباء ، والمثقفين" ، فإذا تَمعنّا في الصور المصاحبة للنشاط الثقافي ، وجدنا هذه النخبةَ تتجاوز – غالبًا – عدد أصابع اليدين بقليل ، بمن فيهم المشاركون ، وأهل الدار ، والمنظمون لهذه الأمسية!!.

وكثيرًا ما كنت أذهب لحضور أمسية شعرية ، أو محاضرة ثقافية ، رغم انشغالي وضيق وقتي ، ليس بحثًا عن فائدة من محاضرة ، أو متعة في قصيدة شعرية ، فهما تحصيل حاصل ، وإنما كانت مشاركتي بالحضور ؛ رأفة بالشاعر ، أو المحاضر ، أو الأديب ؛ لأكون رقمًا يضاف إلى عدد الحضور .. وكثيرًا ما كنت أشعر بالإحراج ، لتواضع هذا العدد أمام شاعر مبدع ، أو أديب مشهور ، يستحق أن تمتلئ القاعة من أجله بالحضور.

ولهذا السبب كنت أتردد كثيرًا ، في قبول أي دعوة للمشاركة في أنشطة ثقافية ، أعرف مسبقًا عزوف الجمهور بكل أسف عنها ، إذ ليس من السهل أن ينفق المرء ساعات في الإعداد لمحاضرة ، أو الاستعداد لأمسية أدبية ، ويفاجأ - لا أقول بجمهور بل - بأفراد قليلين ، نصفهم من المنظمين ، والمقدمين ، والإداريين ، والبقية من الأهل أو الأصدقاء المقربين ..

لا أدري إن كانت الموازين قد انقلبت ، أو هي من أصلها مقلوبة .. أتذكر أستاذي المحبب إلي الدكتور نصرت عبد الرحمن - رحمه الله - صاحب الرأس المكتنز بالمعرفة ، الذي كان يمتلك عقلية فذة ، كنت - وأنا طالب - أشفق عليه حين أراه ينزل من سيارة الأجرة ، وهو يحمل حقيبته المملوءة علمًا ، تتأرجح في يده إلى أن يصل مكتبه ، فتمر أمام مخيلتي صور لأناس يفتقرون للعلم والمعرفة ، عندما تراهم تقول: أين الثرى من الثريا؟ الواحد منهم لا أقول يشتري سيارة ، بل ربما يشتري رقم سيارة بمبلغ يعادل أضعاف رواتبه التي تقاضاها - رحمه الله - طوال خدمته للعلم في الجامعة.

وعندما ترى مجموع الأشخاص في محاضرة علمية أو ثقافية ، لا يتجاوز عشرين (فردًا) تعجب من أعداد الجماهير التي تعد بالآلاف ، وقد تصل في حالات إلى عشرين ألفًا ، وستين ألفًا يهتفون ويصفقون .. ليس في المسجد الأقصى .. بل لمطربهم المحبوب ، الذي يمتلك البضاعة الدارجة في هذا الزمان .. ولكم الله يا أصحاب العقول: أيها العلماء ، والمثقفون ، والأدباء ، والشعراء والمبدعون.

ما دعاني لكتابة هذه السطور خبران ثقافيان ، قرأتهما في الزميلة عمون خلال هذا الأسبوع.

الأول: أمسية شعرية ستقام في منتدى السلط الثقافي ، بالتعاون مع مديرية ثقافة البلقاء ، والشاهد في الخبر ، أن الإعلان عن الأمسية جاء قبل إقامتها بخمسة أيام ، وهو فعل إيجابي مطلوب ، في وقت ندر أن أعلنت جهة ما ، عن إقامة أي نشاط ثقافي قبل تنظيمه ، إذ طالما أعلن عن مثل هذه الأنشطة - الأدبية والثقافية - بعد انتهائها ، من خلال خبر بصيغة الماضي .. مما يحرم هذه الفعاليات المزيد من الحضور ، سواء من الأصدقاء ، أو المقربين ، أو من المهتمين ، ومحبي الثقافة والمعرفة ، ومتذوقي الأدب.

الثاني: خبر بصيغة الماضي عن إقامة اتحاد المؤرخين ... وبالتعاون مع منتدى ياجوز الثقافي ، ومع وزارة الثقافة ، ومع الجامعة الهاشمية ، وبمشاركة مؤسسات ، وجمعيات ، ومنتديات ثقافية!! .. وفي مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في محافظة الزرقاء ، إقامة ما وصف بندوة عمل ثقافية ، والحقيقة أن ما عرضه الخبر من فعاليات ، وكلمات ، واقتراحات ، وأمنيات ، ومناقشات ، وتنوع خبرات المتحدثين ومكانتهم ، يستحق أن يعلن عن الندوة قبل إقامتها ؛ ليتسنى للمهتمين ، وذوي العلاقة حضورها ، مما يؤدي إلى إثراء الموضوعات المطروحة خلالها .. لكن بكل أسف ، كم من ندوة ، أو محاضرة ، أو أمسية أقيمت لخاصة الخاصة ، دون إعلام العامة أو الجمهور بها!!.

كل الجهود على الساحة الثقافية مقدرة ومشكورة ، وللحريصين على النهوض بالمشهد الثقافي الأردني ألف تحية ، وإن كان هذا النشاط بحاجة لمزيد من التخطيط ، وبعض التنظيم ، لإعطاء الأدب والأديب ما يستحقانه من الاحترام والتقدير ، وحبذا لو تطوع فرد في هذه المؤسسة الثقافية أو تلك ، تحت مسمى العلاقات العامة ، أو المندوب الإعلامي ، بالتواصل مع وسائل الإعلام بأنواعها ، للإعلان مسبقًا عن الأنشطة الثقافية ، والترويج لها ، والتواصل مع النوادي ، والجمعيات الثقافية الأخري ، ودعوتها لحضور أنشطتها ، والتنسيق والتعاون فيما بينها ، لخدمة الأدب والأدباء والثقافة والمثقفين .... وإلى لقاء.