شريط الأخبار
الملك يحذر من خطورة دخول الإقليم بدوامات عنف جديدة تهدد الأمن والسلم الدوليين عودة الاجواء للتلبد بغيوم التصعيد بين اسرائيل وايران.. فهل يحصل الرد الاسرائيلي؟! توقيف احد مديري بلدية الزرقاءبتهمة "استثمار الوظيفة" استشهاد الطفلة ملاك حفيدة اسماعيل هنية قتل شاب طعنا باداة حادة بعمان الجغبير: ضباط ارتباط لحل قضايا الصناعيين العالقة مع الدفاع المدني الملك والرئيس العراقي يدعوان لوقف العدوان على غزة نقيب المهندسين: التصعيد الإقليمي يجب أن لا يطغى على جرائم العدو في قطاع غزة شمول قضايا الهعبث الكهربائي والاستجرار غير المشروع بالعفو العام صحيفة اسرائيلية ترجح تمديد اتفاقية المياه مع الاردن لسنة اعتداء على رجلين وامرأة في الأشرفية عدم استقرار جوي واحتمال زخات مطرية الملك مع بايدن: الأردن لن يكون ساحة لحرب إقليمية الصفدي: ما حدث من تصعيد ايراني اسرائيلي حذرنا منه منذ الحرب على غزة اصرار حكومي على التشغيل التجريبي للباص السريع بين عمان والزرقاء نهاية الشهر الملك وابن زايد يبحثان وقف اطلاق النار بغزة الاردن يحث اسرائيل وايران على ضبط النفسوتجنب التصعيد ذبح 8 الاف راس غنم و159 الف دجاجة بمسلخ عمان بالعيد تقرير: طلبة الاردن في ذيل القائمة العالمية بالقراءة والرياضيات والعلوم والانجليزي الملك يتسلم دعوة رسالة أذربيجانية للمشاركة بمؤتمر المناخ

د. محمد علي النجار يكتب:

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج (3/3)

أبناؤنا والضعف في النحو العربي ... العلاج  (33)
د. محمد علي النجار   
         
تناولنا في المقال السابق علاج الضعف في النحو عند أبنائنا الطلاب ، من خلال المنهج والكتاب ، إلا أن ذلك لا يعني أننا أحطنا بكل ما كان يجب أن يدور في هذا الإطار ، فالحديث في مثل هذا الأمر ، يأخذ الكثير من الـشرح والتحليل والتعليل ، لما للمنهج من أهمية ، وكذلك الموضوعات المقررة ، إن كانت وظيفية مقنعة ومحببة للطلاب ، أو تعقيدية منفرة لهم ... والنصوص النحوية المختارة إن كانت سهلة الفهم والتناول ، أو مبهمة تحتاج إلى تدخل المعلم ، لتبسيطها على حساب المادة النحوية ذاتها ، وهو أمر يطول شرحه.  
وفي الحقيقة فإنني أكاد أجزم بأن المعلم هو الرقم واحد ، الذي يخلق مشكلة صعوبة النحو عند طلابه ، وهو نفسه الذي يمكنه أن يخفف كثيرًا من حدتها ، والفيصل في هذا الأمر هو قدرات معلم اللغة العربية ، قوة وضعفًا في مادته ، وغنى وفقرًا في مهاراته ، وإقباله وإدباره لتطوير نفسه ، ومبادراته أو جموده ، ونكوصه عن مجاراة عصره.  
ولما كان للمعلم هذه الأهمية ، وهذا الدور في تحديد مستوى الطلبة سلبًا أو إيجابًا ، فمن الواجب على كل من يهمهم الأمر ، الاهتمام بالمعلم منذ اللحظة الأولى ، وقبل أن يكون معلمًا ، ونجمل ذلك فيما يأتي :
❖ إعداد المدرس الجيد منذ التحاقه بأقسام اللغة العربية في الجامعات ، ومعاهد المعلمين ، بحيث يتم التركيز على المادة اللغوية والنحوية ، إضافة إلى أساليب وطرق التدريس ، واستخدام الوسائل التعليمية وابتكارها ، وتزويده بكل ما يأخذ بيده ليكون معلمًا ومربيًا ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، فكم من معلم رأينا في الميدان يعجز عن توصيل المادة النحوية لطلابه ، بسبب ضعفه في مادته!!، وكم معلم نقل لطلابه معلومات مغلوطة ، بسبب جموده وإحجامه عن تثقيف نفسه وتطويرها ، وعدم إحساسه بالمسؤولية ، بالرغم من وجود زملاء حوله متميزين في أدائهم.  
❖ إقامة الدورات التدريبية في فترات زمنية مناسبة ، للارتقاء بمستوى المعلم علميًا وثقافيًا ، وصقل خبراته  ، وتهيئة الفرص لتبادل الخبرات بين المعلمين في المنطقة الواحدة ، من خلال ورش العمل التي ينظمها ويشرف عليها التوجيه الفني ، إضافة إلى تكليف المعلم بكتابة أبحاث حول الموضوعات ذات العلاقة بالمشكلات المطروحة للبحث .
❖ التركيز على المعلمين الأقل كفاءة - دون إحراجهم - بدلاً من إهمالهم ، وغض الطرف عن تقصيرهم ، واليأس من تحسنهم ، مما يزيد الأمر تعقيدا ؛ لأن المتابعة ستؤدي بلا أدنى شك إلى إحساس المعلم بإهماله وتقصيره ، وستدفعه إلى تحسين مستواه ، بالتعاون مع التوجيه الفني ، وبتشجيع من الإدارة المدرسية ، التي يسعدها هذا التوجه نحو الأفضل .
❖ الاهتمام بمدرسي المرحلتين الابتدائية والإعدادية ، ففي هاتين المرحلتين يتم وضع الحجر الأساس في بناء قدرات الطالب ، وبخاصة في المرحلة الابتدائية ، التي تعد المؤشر على مستوى الطالب في المراحل التعليمية المقبلة ؛ لأن الطفل – كما يقول الدكتور علي عبد الواحد وافي – يكون "في مرحلة الاستقرار اللغوي التي تبدأ من السادسة ، أو السابعة ، أو الثامنة ــ تبعا لاختلاف الأفراد ــ ترسخ لديه العادات اللغوية ، ويستقر نطقه ، وشكل حديثه ، وصفات تراكيبه وأساليبه" ، ومن هنا نرى أنه من الخطأ حشد المعلمين المتميزين في المرحلة الثانوية ، وإهمال المرحلتين الابتدائية والإعدادية ، اللتين يمكن للمعلم فيهما أن يبني ، ويشكل في عقولٍ لينة ،  تكون بعد سنوات خامات جيدة في المرحلة الثانوية ، على عكس ما هو حاصل الآن حيث يتم في المرحلة الثانوية ، إصلاح ما يصعب إصلاحه في هذه السن المتقدمة ، إذ "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
❖ إلزام جميع المعلمين ــ وفي مقدمتهم مدرس اللغة العربية ــ باستخدام العربية الفصيحة المناسبة ، داخل قاعات الدرس ، وفي غرف المعلمين ، وفي مرافق وساحات المدرسة ؛ ليكون المعلم قدوة صالحة لأبنـــائه الطلبة ، ولا بأس من إقامة دورات خاصة لمعلمي المواد ، تهدف إلى مساعدتهم في إصلاح لغتهم.
❖ تشجيع المعلمين المتميزين بأدائهم وإخلاصهم ، وكذلك الطلاب المبدعين أدبيًا وماديًا ، حتى يشعر التلاميذ ما للغة العربية من منزلة ومكانة ، فيحب الطلبة لغتهم ، ويحرص المعلمون على تطوير أنفسهم ، والارتقاء بمستوياتهم ، ونرى التنافس الشريف قد بدأ يؤتي ثماره بين المعلمين.
❖ وإذا كنت قد اقترحت اقتراحًا مشروطًا في ما سبق ، بوجود مادة النحو المستقلة بدرجاتها عن بقية فروع اللغة العربية ، فإني هنا أقترح أن يتم توزيع عدد من المدرسين والمدرسات ، ممن يتمتعون بالمقدرة العلمية والفنية والشخصية الجاذبة ، وتخصيصهم لتدريس المادة النحوية للطلبة ، لتحقيق الأهداف المرجوة ، وأن يسبق التطبيق تجربة لمدة عام دراسي ، في أكثر في مدرستين إعداديتين ، ثم دراسة النتائج التي في ضوئها يمكن تطوير التجربة.      
هذه بعض الاقتراحات - وليس جميعها - لعلاج الضعف في النحو عند أبنائنا الطلبة ، لعلنا نفيد من بعضها إن تهيأت الظروف لذلك…
 
وبعد .. فقد قسم أبو القاسم الزجاجي العلل النحوية إلى ثلاثة أقسام :
علل تعليمية ، وعلل قياسية ، وعلل جدلية نظرية : أما التعليمية فهي التي يتوصل بها إلى تعلم علم العرب ، وهذه العلل هي التي يحتاجها الناشئة في تعلم النحو ، وأما العلل القياسية ، فتصلح للدارسين والمحققين ، وأما العلل الجدلية النظرية ، فهي مضيعة للوقت ولا طائل من ورائها .
فليتنا نكتفي باختيار العلل التعليمية الوظيفية السهلة لطلابنا ، ونجنبهم ما دونها من علل قياسية أو جدلية ، موظفين الوسائل والتقنيات الحديثة التي يتقنها طلابنا ، ويحبونها ويقبلون عليها ، في توصيل المادة إليهم ، في ثوب عصري تتقبله عقولهم ، بعيدًا عن القوالب الجامدة ، التي لم تعد تلائم أبناءنا في هذه الأيام.