شريط الأخبار
تسليم قلادة "فارس القدس" لنقيب المهندسين السابق أحمد سمارة الزعبي الخيرية الهاشمية و"الحملة الاردنية": تشغيل مخبز يومي جنوب غزة فيديو "عمومية أطباء الأسنان" تقترح زيادة الحد الأدنى لرواتب منتسبيها الجدد من 350 إلى 450 دينارا "النقابية الموحدة" تحصد مقاعد مجلس المهندسين.. وغوشة نقيبا برقم قياسي فريدمان لترامب: نتنياهو ليس صديقا لأمريكا ويريد تحويل غزة إلى فيتنام على البحر المتوسط غوشة نقيباً للمهندسين والفلاحات نائباً له تنظيم الاتصالات للأردنيين: لا تردوا على المكالمات والرسائل المجهولة حسان يرعى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية ارتفاع أسعار الذهب محليا 70 قرشًا وفيات السبت 10-5-2025 صاروخ فرط صوتي يمني يقصف مطار بن غوريون والاسرائيليون يعودون للملاجيء موحدة "نمو والبيضاء" تكتسح: غوشة نقيبا للمهندسين والفلاحات نائبا غزيون يُقدّرون جهود الأردن بتخفيف معاناتهم ويؤكدون: نرفض التشكيك سمارة: الهيئة الخيرية الهاشمية نموذج وطني وإنساني مشرف ومحاولات التشويش على دورها مرفوضة القطاع التجاري يرفض التعرض للاردن بالافتراءات والتشكيك بدعمنا غزة الملك يهنيء البابا لاون الرابع عشر بمناسبة انتخابه "الخيرية الهاشمية": مواد مضللة وافتراءات على الجهد الإغاثي .. ونية مبيتة لتشويه صورة الاردن شخص يقتل امه طعنا بالبادية الشمالية نفاع : هجوم خسيس على الأردن.. والرد بالأرقام والكرامة امريكا: قريبا نبدأ توزيع المساعدات بغزة دون تدخل تل أبيب

التكنولوجيا في خدمة المجتمع

التكنولوجيا في خدمة المجتمع
 
 
د. محمد علي النجار
      لم يكن بمقدور أحد قبل عدة عقود أن يتخيل ما سيكون عليه عالم اليوم ، فالشخص الذي كان يضع أصبعه في قرص الهاتف ، ليطلب رقمًا فيفشل أكثر من مرة في الوصول إلى مطلبه ، لم يكن يتصور وقتها أنه سيأتي اليوم الذي يحمل فيه هاتفًا صغيرًا في جيبه دون أسلاك متصلة بالحائط ، يمكنه من خلاله التواصل مع من أراد في أنحاء العالم المترامي الأطراف!!. بل لو أخبرته بذلك وقلت له إن هاتف المستقبل سيكون بداخله ساعة ، ومنبه ، وآلة تصوير ، وآلة تسجيل ، ومذياع ، وتلفاز .. و.. و.. لاتهمك وقتها بالجنون.
 
     أما التجارة الإلكترونية في أيامنا فأمرها عجيب ، فبالرغم من أن بدايات التجارة الإلكترونية كانت مع نهايات القرن الماضي ، إلا أنني أتصور أن معظم خريجي كليات التجارة مع بداية هذا القرن ، لم يتوقعوا وقتها أن يكون بإمكانهم أن يجلسوا في بيوتهم ، للتداول والتجارة من وراء شاشات الحاسوب التي تلعب دورًا كبيرًا وواسعًا في عالم التجارة اليوم.
 
     وفي الحقيقة ما كان هذا وذاك ليحدث لولا هذه الطفرة في عالم التكنولوجيا ، وهذا الفضاء الإلكتروني الواسع ، الذي جاء مع شبكة الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية ، التي قلبت الأمور رأسًا على عقب ، وغيرت بصورة أكبر معالم حياتنا ، والكثير من المفاهيم في بدايات القرن الحادي والعشرين.
 
    فمن منا كان يصدق أن العالم سيصبح فعلاً قرية واحدة .. لا بل بيتًا واحدًا .. أو غرفة واحدة ؛ لأن من يجلس معك أمام شاشته من طوكيو ، ربما كان أقرب من جارك في منزله المجاور أو شقته المقابلة!.
     وبالرغم من هذا التطور الهائل في جميع المجالات ، فإننا لن نكون كمن سبقونا في تفكيرهم ، بل سنترك لخيالنا العنان ونتصور المزيد من المخترعات والابتكارات ، التي يمكن أن تصنف في عالم اللامعقول ، فإذا هي بعد سنوات ماثلة أمامنا ، إذ لا مكان للمستحيل في عالم اليوم أو عالم الغد.
 
    ولا شك في أن لهذا التطور الهائل في عالم التكنولوجيا الكثير من الإيجابيات التي نلمسها في حياتنا اليومية ، ولكن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن كثير من السلبيات التي أفرزها هذا التقدم ، وفي الحقيقة فإن المرء يستطيع أن يستثمر الإيجابيات للاستفادة القصوى من هذه التقنيات الرائعة ، وأن يتجنب سلبياتها وهي غالبًا ليست أمرًا واقعًا مفروضًا علينا ، بل الإنسان مخير غير ملزم بجلب الضرر إلى نفسه ومجتمعه.
 
    لقد تضاعفت الخدمات الالكترونية ، وما تزال هي في ازدياد ، ونسبة غير قليلة من الجمهور العربي في البوادي والقرى والأرياف ، وحتى في بعض المدن ما تزال تعيش في معطيات القرن الماضي ، فعلى الجهات المعنية في عالمنا العربي استخدام التكنولوجيا بالقدر المناسب لمجتمعاتنا ، وتطويعها عمليًا لا شكليًا لخدمة الوطن ، وتحقيق مصالح المواطن ، بعيدًا عن تعقيد أموره ، وتغيير مسار حياته.
    ولا يُفهم من ذلك أن نصرف النظر عن الانغماس في هذه الاختراعات ، وهذه التطورات في كل مجالات الحياة ، فاستخدام التكنولوجيا مطلوب بإلحاح في كثير من المواقع ، وفي مقدمتها مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وطلابنا الذين هم رجال الغد وبناة المستقبل .. وإنما هي دعوة للتعامل مع هذه التكنولوجيا عمليًا بوعي واتزان ، واسثمار ما يعود منها بالفائدة الحقيقية على المجتمع ، وتحييد بعض برامجها وإفرازاتها السلبية التي قد لا تصلح لنا ، ولا تساهم في بناء أجيالنا.