شريط الأخبار
الملك وامير الكويت يؤكدان الاعتزاز بالعلاقات الاخوية التاريخية بين البلدين قراءات إسرائيلية: هذه الأخطاء قلصت من قدرة الاحتلال على حسم الحرب في غزّة توسيع "حزب الله" هجماته على الكيان.. المغزى والدلالات؟ "العليا للإعمار" تنفذ مشروع ازالة النفايات الصلبة من شوارع وطرقات غزة "ستريت جورنال": جيش الإحتلال يبدأ في حشد قواته تمهيدا لغزو رفح ارقام مرعبة من العدوان الصهيوني: 79 طفلا و50 امراة معدل الشهداء يوميا في غزة حشد امني كبير لازالة وضبط سرقة كميات كبيرة من المياه والتجارة بها الجمارك تحبط تهريب 74 الف حبة كبتاجون بمركز حدود جابر أول أيام "الفصح اليهودي".. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحمون الأقصى دراسة مرعبة: %16 من أطفال و%23 من مراهقي الأردن يعانون الاكتئاب الحاد اتخفاض اسعار بيع الذهب نصف دينار بالسوق المحلي الاحتلال يحضر منطقة لمليون نازح تمهيداً لتوسيع الحرب على رفح حرارة الصيف تطرق الابواب: اجواء حارة وجافة حتى الجمعة امريكا تدوس على الحريات: قمع واسع واعتقالات للمتضامنين مع غزة بالجامعات الامريكية الافراج عن مجموعة جديدة من موقوفي اعتصامات السفارة العليا للإعمار في فلسطين تباشر بتزويد شمال قطاع غزة بالطاقة الشمسية كيف انهارت إستراتيجية إسرائيل للحروب.. وصحف عالمية:القادم اخطر ماذا فعل حزب الله بشمال اسرائيل.. الاسرائيليون: حوّله بقواعده العسكريّة ومُستوطناته لحقل تجارب ودمار جثامين بلا رؤوس وأجساد دون جلود: انتشال المزيد من المقابر الجماعية بغزة الملك: التصعيد بالمنطقة قد يوسع دائرة الصراع ويهدد امنها واستقرارها

التكنولوجيا في خدمة المجتمع

التكنولوجيا في خدمة المجتمع
 
 
د. محمد علي النجار
      لم يكن بمقدور أحد قبل عدة عقود أن يتخيل ما سيكون عليه عالم اليوم ، فالشخص الذي كان يضع أصبعه في قرص الهاتف ، ليطلب رقمًا فيفشل أكثر من مرة في الوصول إلى مطلبه ، لم يكن يتصور وقتها أنه سيأتي اليوم الذي يحمل فيه هاتفًا صغيرًا في جيبه دون أسلاك متصلة بالحائط ، يمكنه من خلاله التواصل مع من أراد في أنحاء العالم المترامي الأطراف!!. بل لو أخبرته بذلك وقلت له إن هاتف المستقبل سيكون بداخله ساعة ، ومنبه ، وآلة تصوير ، وآلة تسجيل ، ومذياع ، وتلفاز .. و.. و.. لاتهمك وقتها بالجنون.
 
     أما التجارة الإلكترونية في أيامنا فأمرها عجيب ، فبالرغم من أن بدايات التجارة الإلكترونية كانت مع نهايات القرن الماضي ، إلا أنني أتصور أن معظم خريجي كليات التجارة مع بداية هذا القرن ، لم يتوقعوا وقتها أن يكون بإمكانهم أن يجلسوا في بيوتهم ، للتداول والتجارة من وراء شاشات الحاسوب التي تلعب دورًا كبيرًا وواسعًا في عالم التجارة اليوم.
 
     وفي الحقيقة ما كان هذا وذاك ليحدث لولا هذه الطفرة في عالم التكنولوجيا ، وهذا الفضاء الإلكتروني الواسع ، الذي جاء مع شبكة الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية ، التي قلبت الأمور رأسًا على عقب ، وغيرت بصورة أكبر معالم حياتنا ، والكثير من المفاهيم في بدايات القرن الحادي والعشرين.
 
    فمن منا كان يصدق أن العالم سيصبح فعلاً قرية واحدة .. لا بل بيتًا واحدًا .. أو غرفة واحدة ؛ لأن من يجلس معك أمام شاشته من طوكيو ، ربما كان أقرب من جارك في منزله المجاور أو شقته المقابلة!.
     وبالرغم من هذا التطور الهائل في جميع المجالات ، فإننا لن نكون كمن سبقونا في تفكيرهم ، بل سنترك لخيالنا العنان ونتصور المزيد من المخترعات والابتكارات ، التي يمكن أن تصنف في عالم اللامعقول ، فإذا هي بعد سنوات ماثلة أمامنا ، إذ لا مكان للمستحيل في عالم اليوم أو عالم الغد.
 
    ولا شك في أن لهذا التطور الهائل في عالم التكنولوجيا الكثير من الإيجابيات التي نلمسها في حياتنا اليومية ، ولكن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن كثير من السلبيات التي أفرزها هذا التقدم ، وفي الحقيقة فإن المرء يستطيع أن يستثمر الإيجابيات للاستفادة القصوى من هذه التقنيات الرائعة ، وأن يتجنب سلبياتها وهي غالبًا ليست أمرًا واقعًا مفروضًا علينا ، بل الإنسان مخير غير ملزم بجلب الضرر إلى نفسه ومجتمعه.
 
    لقد تضاعفت الخدمات الالكترونية ، وما تزال هي في ازدياد ، ونسبة غير قليلة من الجمهور العربي في البوادي والقرى والأرياف ، وحتى في بعض المدن ما تزال تعيش في معطيات القرن الماضي ، فعلى الجهات المعنية في عالمنا العربي استخدام التكنولوجيا بالقدر المناسب لمجتمعاتنا ، وتطويعها عمليًا لا شكليًا لخدمة الوطن ، وتحقيق مصالح المواطن ، بعيدًا عن تعقيد أموره ، وتغيير مسار حياته.
    ولا يُفهم من ذلك أن نصرف النظر عن الانغماس في هذه الاختراعات ، وهذه التطورات في كل مجالات الحياة ، فاستخدام التكنولوجيا مطلوب بإلحاح في كثير من المواقع ، وفي مقدمتها مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وطلابنا الذين هم رجال الغد وبناة المستقبل .. وإنما هي دعوة للتعامل مع هذه التكنولوجيا عمليًا بوعي واتزان ، واسثمار ما يعود منها بالفائدة الحقيقية على المجتمع ، وتحييد بعض برامجها وإفرازاتها السلبية التي قد لا تصلح لنا ، ولا تساهم في بناء أجيالنا.