لا بواكي للسوريين لدى المجرم الأميركي


ماجد توبه
أكثر من 20 الف قتيل حتى الان سجلتها فرق الانقاذ في تركيا وسوريا جراء الزلزال الضخم الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا الاثنين الماضي، ولحقته مئات الهزات الارتدادية في أكبر كارثة طبيعية تشهدها المنطقة منذ اكثر من قرن. دع عنك عشرات الالاف من الجرحى والمصابين وحجم الخراب والدمار الذي خلفته الكارثة الطبيعية.
اليوم الجمعة يكون قد مر على وقوع الزلزال الكارثة خمسة أيام بكل قساوتها على من بقوا تحت أنقاض الاف البيوت والعمارات والمدمرة، ويرى الخبراء انه بمرور كل يوم تتضاءل فرص العثور على ناجين تحت الركام، خاصة في ظل الأجواء قارسة البرودة في المنطقة بهذا الوقت، ما يتوقع معه ارتفاعا كبيرا في الاعداد النهائية للضحايا على الجانبين التركي والسوري.
لقد كان المتضررون من الزلزال في تركيا "أكثر" حظا من اقرانهم في شمال سورية، هذه البلد التي عانت وتعاني من حرب مستمرة منذ 11 عاما ويلفها الدمار والجوع والحصار أصلا، فتركيا بلد كبير وغني وذو امكانيات ضخمة تساعده على التصدي لمثل هذه الكارثة بصورة افضل نسبيا من سوريا، المستنزفة والغارقة في اثار الحرب وانقطاع الاغذية والمحروقات وانقسام مناطق الزلزال بين مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية وأخرى تسيطر عليها المعارضة المسلحة ومن يدعمها خارجيا.
الأقسى في المشهد هو حجم النفاق الدولي، والغربي تحديدا بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، والانتقائية في الاكتراث بارواح البشر، ففي حين انهالت المساعدات والفرق الاغاثية حتى من الغرب على تركيا لمساعدتها لتجاوز الكارثة تركت سوريا وشمالها نهبا للكارثة شبه وحيدة، حيث امتنع دول كثيرة عن ارسال المساعدات الى سوريا، حتى للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة التي صنعوها ودعموها بالسلاح وادوات القتل، كل ذلك تحت حجج واهية كصعوبة الطرق من تركيا لسوريا، فيما اشهر سيف المقاطعة وقانون قيصر الاجرامي بوجه من رغب بتقديم المساعدات للحكومة السورية.
الحمد لله ان عددا كبيرا من الدول العربية، ومن بينها الاردن، لم يلتفتوا لحجج قانون قيصر والحصار الاميركي لسوريا، وبادروا فورا لمد يد العون والمساعدة للدولة الشقيقة، عبر ارسال فرق انقاذ بشرية وايضا مساعدات من اغذية وادوية ومستلزمات طبية وغيرها.
ورغم كل المناشدات الانسانية الدولية لمجلس الامن الدولي للاسراع في الاجتماع واتخاذ قرار بفتح باب المساعدات والاغاثة لسورية بعيدا عن سيف قانون قيصر الاميركي الا ان هذا الاجتماع لم يحصل حتى اليوم! وكان من يموتون تحت الركام في سورية ليسوا بشرا بل مجرد ارقام يمكن الاستغناء عنها.
كذلك، اصرت الولايات المتحدة الاميركية، المجرمة والمسؤولة بصورة اساسية عن نكبة الشعب السوري خاصة مع اقرارها قانون قيصر والحصار الخانق على سوريا، على عدم السماح بفتح باب التبرعات والاغاثة لسوريا حتى اليوم الجمعة، عندما اصدرت وزارة الخارجية الاميركية قرارا باستثناء المساعدات الاغاثية من أحكام قانون قيصر.. لكن بعد ان وقع الفأس بالراس، حيث مرت خمسة أيام على كارثة الزلزال وانقطاع الضحايا تحت الركام وتشرد عشرات الآلاف في البرد والثلج والصقيع دون مأوى ولا دواء او غذاء.
هذا عالم فاجر أقوياءه.. لا يلتفتون لمعاناة البشر خاصة ان كانوا فقراء ومن دول العالم الثالث. هم قتلة ومجرمو حرب بربطات عنق خلف مكاتبهم الوثيرة عندما يتعلق الأمر بالعرب وفقراء العالم الثالث، فسحقا لهم.