شريط الأخبار
تسليم قلادة "فارس القدس" لنقيب المهندسين السابق أحمد سمارة الزعبي الخيرية الهاشمية و"الحملة الاردنية": تشغيل مخبز يومي جنوب غزة فيديو "عمومية أطباء الأسنان" تقترح زيادة الحد الأدنى لرواتب منتسبيها الجدد من 350 إلى 450 دينارا "النقابية الموحدة" تحصد مقاعد مجلس المهندسين.. وغوشة نقيبا برقم قياسي فريدمان لترامب: نتنياهو ليس صديقا لأمريكا ويريد تحويل غزة إلى فيتنام على البحر المتوسط غوشة نقيباً للمهندسين والفلاحات نائباً له تنظيم الاتصالات للأردنيين: لا تردوا على المكالمات والرسائل المجهولة حسان يرعى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية ارتفاع أسعار الذهب محليا 70 قرشًا وفيات السبت 10-5-2025 صاروخ فرط صوتي يمني يقصف مطار بن غوريون والاسرائيليون يعودون للملاجيء موحدة "نمو والبيضاء" تكتسح: غوشة نقيبا للمهندسين والفلاحات نائبا غزيون يُقدّرون جهود الأردن بتخفيف معاناتهم ويؤكدون: نرفض التشكيك سمارة: الهيئة الخيرية الهاشمية نموذج وطني وإنساني مشرف ومحاولات التشويش على دورها مرفوضة القطاع التجاري يرفض التعرض للاردن بالافتراءات والتشكيك بدعمنا غزة الملك يهنيء البابا لاون الرابع عشر بمناسبة انتخابه "الخيرية الهاشمية": مواد مضللة وافتراءات على الجهد الإغاثي .. ونية مبيتة لتشويه صورة الاردن شخص يقتل امه طعنا بالبادية الشمالية نفاع : هجوم خسيس على الأردن.. والرد بالأرقام والكرامة امريكا: قريبا نبدأ توزيع المساعدات بغزة دون تدخل تل أبيب

الروح وصداها.. نظرة جديدة في النفس البشرية!

الروح وصداها.. نظرة جديدة في النفس البشرية!

 

جلال ابو صالح ما هي الحدود الفاصلة بين العقل والجنون في واقعنا؟ وما هي مسؤولية الواقع فيما نصل إليه من جنون؟ ستصل إلى هذين السؤالين بعد اثنتان وثلاثون حلقة اجتمعت مع بعضها البعض لتكون دراما نادرة من حيث الفكرة، وازدحام النجوم فيها، وحواراتها التي تبدو كلوحات فنية متكاملة، لا ترى بالعين، بل تسمع بالآذان.

إنه المسلسل السوري "صدى الروح"؛ الذي أنتج عام 2006, من تأليف حافظ قرقوط، وإخراج الراحل محمد شيخ نجيب، ولعل أهميته تكمن في تنوع الحالات التي تعاني اختلالات نفسية وعقلية، جراء الضغوطات التي تعيشها، أو الظروف التي مرت بها.

تقوم فكرة المسلسل على طبيب سوري ثري درس الطّب النفسي في نيويورك، فتكلفه الجامعة بإجراء بحث خاص به، ويقرر إجراؤه في بلده الأم سوريا. يتوجه الدكتور (سامح) الذي لعب دوره الممثّل والمخرج، رامي حنا، إلى أحد مستشفيات الأمراض العقلية، وينتقي مجموعة من الأشخاص لإجراء بحثه عليهم بمساعدة الباحثة في السلوك البشري "نسرين" التي لعبت دورها النجمة، نادين تحسين بك، لتكون داعما أساسيا لسامح ومرجعا مهما له لتبادل وجهات النظر.

وهكذا يختار من إحدى مشافي الأمراض العقلية عدداً من المرضى النفسيين وينقلهم إلى (فيلا) يملكها بشكل شخصي، ويسعى إلى تأمين كل احتياجاتهم المادية والنفسية. وأهمها الإحساس بالأمان، ليقينه بأن هؤلاء المرضى يحتاجون لمن يحبهم ويحترمهم ويخاطب إنسانيتهم.

وابتداءً من (فؤاد) الفنان إياد أبو الشامات الذي ما يزال في مرحلة الطفولة، بتأثير سلطة والدته وحبها لابنها الوحيد، إلى مروان عابد فهد الذي افتقد في طفولته للرعاية الأبوية مما دفع به إلى حالة من التمرد على الواقع، وصولاً إلي منير بسام كوسا المثقف والموظف النظيف الذي يحال على التقاعد، فيما يُرقي من هم دونه أهلية إلى مراكز هامة في الهرم السلطوي، فيعيش حالة من الاكتئاب والفصام تضعه في التعارض مع زوجته وابنته الكبرى حتى يدخل في وهم شخصية قائد عسكري يحمل استراتيجية لإصلاح المجتمع والخلاص من الفوضى.

 ولا يقل عنه في هذا الدور أداءً، الفنان، فايز قزق، بشخصية (حسام) الذي درس الفيزياء في أميركا، وتزوج من كاترين وأنجب منها ابنته الوحيدة. لكنه يفقد كل شيء مع أحداث 11 أيلول/ سبتمبر إذ يعتقل ويحقق معه، حتى أصبح يعاني من الشيزوفرينيا  (انفصام الشخصية، وتشمل أعراضه الشائعة؛ الوهم واضطراب الفكر والهلوسة السمعية).

كذلك تعرفنا على (صباح )، سمر سامي، التي حرمت الإنجاب فتخلي زوجها عنها، مما أدى إلي فقدانها للتوازن العقلي، وأصبحت تتوهم أنها أنجبت طفلاً جميلاً، خطفه زوجها. وكذلك حياة نادين سلامة التي أصر والدها على تزويجها ممن لا تريد، فهربت من الأسرة ومن الواقع إلى عالمها الوهمي.

مع هذه الشخصيات وإشكالاتها في الواقع والمجتمع، رسم المخرج ثيمات متميزة وصعبة، اشتغل عليها الممثلون بحب قل أن نشاهده في عمل آخر، كما لجأ المخرج إلى لقطات الفلاش باك السريعة والتي منحت العمل حيوية، استطاعت أن تعيد التوازن إليه مقابل كثافة الشخصيات، وتعدد القصص.

حتى أنه أخذنا كمشاهدين ضمن دراما اجتماعية تتكئ على الكوميديا والفانتازيا إلى قراءة الواقع وفضحه، بل تعريته، خاصة ونحن نقارن بين الدكتور سامح ورؤيته الإنسانية للمريض، وبين مدير المشفى وإدارته اللاإنسانية.

بنظري؛ هذا المسلسل حبكته مترابطة، ومشاهده موظفة بشكل منظم وهادف، فما من مشاهد فيها حشو، أو لقطات لا معنى لها، أو شخصية عبثية لتمضية الوقت، فكل صورة ترمز إلى شيء، وكل كلمة تدل على شيء آخر. وكذلك حواراته المغرية لدرجة تجعلك تقوم بإعادتها مرة بعد أخرى، فكل حوار بين الشخصيات محدد ومدروس، وكأن الكاتب والمخرج والأبطال اجتمعوا لسنوات قبل أخذ القرار في بدء التصوير.

دون أدنى شك، أن الأسماء المهمة والمقدرات العالية التي شاركت في المسلسل لها أثر كبير في نجاحه، وتجعله كمباراة شيقة في ملعب النجومية.. وهو عمل يمكن اعتباره محاولة جديدة لسبر أغوار النفس البشرية بأزماتها وماضيها وطموحاتها التي لم يتحقق!

نقلا عن  "هنا صوتك"