شريط الأخبار
تسليم قلادة "فارس القدس" لنقيب المهندسين السابق أحمد سمارة الزعبي الخيرية الهاشمية و"الحملة الاردنية": تشغيل مخبز يومي جنوب غزة فيديو "عمومية أطباء الأسنان" تقترح زيادة الحد الأدنى لرواتب منتسبيها الجدد من 350 إلى 450 دينارا "النقابية الموحدة" تحصد مقاعد مجلس المهندسين.. وغوشة نقيبا برقم قياسي فريدمان لترامب: نتنياهو ليس صديقا لأمريكا ويريد تحويل غزة إلى فيتنام على البحر المتوسط غوشة نقيباً للمهندسين والفلاحات نائباً له تنظيم الاتصالات للأردنيين: لا تردوا على المكالمات والرسائل المجهولة حسان يرعى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية ارتفاع أسعار الذهب محليا 70 قرشًا وفيات السبت 10-5-2025 صاروخ فرط صوتي يمني يقصف مطار بن غوريون والاسرائيليون يعودون للملاجيء موحدة "نمو والبيضاء" تكتسح: غوشة نقيبا للمهندسين والفلاحات نائبا غزيون يُقدّرون جهود الأردن بتخفيف معاناتهم ويؤكدون: نرفض التشكيك سمارة: الهيئة الخيرية الهاشمية نموذج وطني وإنساني مشرف ومحاولات التشويش على دورها مرفوضة القطاع التجاري يرفض التعرض للاردن بالافتراءات والتشكيك بدعمنا غزة الملك يهنيء البابا لاون الرابع عشر بمناسبة انتخابه "الخيرية الهاشمية": مواد مضللة وافتراءات على الجهد الإغاثي .. ونية مبيتة لتشويه صورة الاردن شخص يقتل امه طعنا بالبادية الشمالية نفاع : هجوم خسيس على الأردن.. والرد بالأرقام والكرامة امريكا: قريبا نبدأ توزيع المساعدات بغزة دون تدخل تل أبيب

زلزال سياسي يعيد ترتيب أوراق المنطقة

زلزال سياسي يعيد ترتيب أوراق المنطقة

ماجد توبه

صدق من وصف الاتفاق التاريخي الجديد بين المملكة العربية السعودية وايران بالزلزال القوي، الذي حرك المياه الراكدة في الاقليم والعالم، فكل من هو حريص على المصالح العربية والخروج من دوامة الانهيار العربي كان ينتظر وضع حد للصراع الايراني السعودي الخليجي، الذي لم ينعكس الا تفتيتا ودمارا في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان، ناهيك عن انه كان يصب في صالح العدو الأول لنا جميعا وهو اسرائيل.

لم نكل ولم نمل في الدعوة الى حوار استراتيجي بين العرب، وعلى راسهم السعودية باعتبارها الدولة المحورية الرئيسية اليوم في الخارطة العربية، وبين ايران، تعيد ترسيم مصالح الطرفين وتبحث عن نقاط الالتقاء والسعي لتهميش نقاط الخلاف وبما يصب في مصلحة الطرفين والوطن العربي والمنطقة كلها.

اذا كانت ايران قد تمكنت من الوصول الى اتفاق استراتيجي مع الولايات المتحدة والدول الكبرى عام 2016 قبل ان يلغيه الرئيس المأفون دونالد ترامب، فقد كان أولى بنا نحن كعرب ان نصل لمثل هذا الاتفاق مع دولة جارة نرتبط معها بالدين والتاريخ ومصالح مشتركة عديدة، بل وقد وصل الوهم والتخريف بالبعض لدى الطرفين ان بقدرة احد الجهتين الغاء الاخر واخراجه من التاريخ ومسح ايران او السعودية والدول العربية من الخارطة، وهو أمر ليس مستحيلا فقط بل جنونيا.

مواضيع الخلاف والتنافس ومناطقها معروفة ومحددة اليوم بين السعودية والخليج وحلفائهما وبين ايران وحلفائها، ولا نحتاج لاعادة اختراع العجلة للاشتباك الايجابي معها للوصول الى توافقات وترسيم للمصالح المشتركة حولها، خاصة بعد ان جرب الطرفان الصراع الصفري والذهاب الى اخر الشوط في التجييش والاشتباك السلبي لحسم الصراع في هذه المواضيع والمناطق، فلم يحصدا الا الفشل والاستنزاف وتعمق أزمات الأقليم والدولتين نفسيهما.

الأخطر في كل هذا الصراع الذي بقي محتدما بين الطرفين من تحوله من سياسي ومصالحي الى صراع طائفي ديني عميق بين السنة والشيعة، وهذا برأينا هو أخطر أنواع الصراعات عندما يوظف البعد الطائفي والديني وقودا للسياسي رأينا آثاره المدمرة والكارثية في العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها، إلى الدرجة التي لم يعد يتردد فيها كثير من المأفونين ومنهم قادة و"مفكرين" سياسيين وحتى "اشباه" رجال دين إلى اعتبار الخطر الايراني اكبر من الخطر الصهيوني على الامة العربية، وهذا انحراف خطير قاد مجاميع واسعة من البشر إلى مثل هذا المستنقع الخطير على الامة ومصالحها.

ثمة تغير استراتيجي في السياسة السعودية، نعتبره ايجابيا ومثمرا اليوم، يسعى لتصفير الصراعات مع دول محورية في الإقليم كايران وتركيا، بعد أن جرب السعوديون الخيار الاميركي بل ودفع البعض الى الذهاب إلى خيار التحالف والتطبيع مع اسرائيل بمواجهة ايران. والحمد لله ان هذا الخيار يكون اليوم قد دفن نهائيا بالتقارب مع ايران والاتفاق معها.

لن تخلو الطريق بين ايران والسعودية من الالغام رغم توقيع الاتفاق التاريخي، لكن الواضح ان الارادة السياسية والمصالح لدى الطرفين قادرة على تجاوز هذه الالغام وتفكيكها بما يخدمهما ومصالحهما.

احتواء الأزمة المدمرة في اليمن وانهائها يتوقع ان يكون اولى ثمار هذا الاتفاق التاريخي، كذلك الامر مع الأزمة السورية التي استنفذت سوريا والامة كلها، وأيضا العراق، ونرجو أن يكون من ثمارها السريعة ايضا التوافق على ازمة لبنان المستعصية والمساهمة بالخروج منها بعد ان دخل لبنان في مرحلة الافلاس ودائرة الدولة الفاشلة، ولايران والسعودية تاثير كبير على الافرقاء في لبنان والدولتان قادرتان على تعبيد الطريق لانهاء الازمة الدستورية المستعصية  لبنان وانتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة تستطيعان الاشتباك الايجابي مع الازمة السياسية والمالية المتدحرجة في بلاد الارز.

يحق لنا ان نتفاءل بهذا الاتفاق وبالارادة السياسية التي أوصلت اليه، فالصدام وحرب الاستنزاف والنفوذ الذي جرب كخيار بين الطرفين لم يجر الا الدمار والانهيار لكليهما ولكل المنطقة.. وقد بات الواقع يفرض تغيير البوصلة واللقاء للخروج من تلك الدوامة والدائرة الجهنمية.