شريط الأخبار
الشبلي: الموازنة تتضمن مخصصات لمشاريع كبرى كالناقل الوطني وسكة الحديد الحكومة: نركز باجراءاتنا على تحفيز النمو الاقتصادي ونسير بالاتجاه الصحيح مقتل شخص واصيب اخر بمشاجرة بمادبا صدمة باسرائيل وهذه الدول ملزمة بالتنفيذ.. مذكرتا الاعتقال تزيدان العزلة الدولية حزب إرادة يرحب بقرار "الجنائية الدولية" اصدار أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت العرموطي للحكومة: معاملات 400 تاجر سيارات كهربائية معلقة.. وضرر بالغ بالاقتصاد الملك يجدد وقوق الاردن مع لبنان واستقراره واخيرا.. نتنياهو وجالانت مطلوب القبض عليهما للجنائية الدولية كمجرمي حرب المرصد الطلابي يطالب بالغاء عقوبات الطلاب لمشاركنهم بمظاهرات الحكومة تقر مشروع الموازنة العامة بقيمة 12.5 مليار دينار وتوقع نمو 2.5% الفن السابع الصيني يبهر الجماهير الاردنية بمهرجان بكين السينمائي بعمان طلبة جامعات يعتصمون رفضاً للعقوبات بسبب التضامن مع غزة الأردن يسير سربًا من المروحيات المحملة بالمساعدات لغزة المستشفى التخصصي يستقبل مراسل الجزيرة واطفال غزيين مصابين للعلاج فيتو امريكي ضد وقف العدوان في غزة تركيا وإسرائيل و"حلف الأقليات" بينهما الملك وآل نهيان يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان الخارجية :تنفيذ إخلاء طبي لصحفي قناة الجزيرة من غزة مراقب الشركات : تحقيق التنمية المستدامة يتطلب استثمارا بالموارد البشرية مقتل جندي احتلال واصابة قائد كتيبة بعمليات المقاومة شمالي غزة

ماذا تعني عودة ترامب للأردن والشرق الأوسط؟ .. سياسيون يجيبون

ماذا تعني عودة ترامب للأردن والشرق الأوسط؟ .. سياسيون يجيبون

ما يتبناه الأردن من مبادئ ومواقف سياسية تصطدم مع أفكار ترامب

مع ظهور النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، وتقدم دونالد ترامب بالنتيجة وتجاوزه العتبة في حصده أكثر من 270 صوتا بالمجمع الانتخابي امام منافسته كامالا هاريس، باتت عودة ترامب إلى سدة الرئاسة تحمل الكثير من التحديات والفرص للشرق الأوسط، خاصة فيما يمس السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل وإيران وتحديد مسار العلاقات في المنطقة، في حين أن رغبة ترامب في تقليص التواجد العسكري قد تفتح المجال لسيناريوهات جديدة من حيث إنهاء الصراعات أو إشعالها.

وفي الأردن نترقب عن كثب ما ستؤول اليه الأمور، خاصة وأن العلاقة مع الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب قد تتطلب الكثير من الدبلوماسية وتوازن حساس في التعامل مع إدارة ترامب لضمان الحفاظ على المصالح الوطنية العليا والتمتع بالدعم الأمريكي في آنٍ واحد.

وزير الخارجية الأردني الأسبق السياسي الدكتور مروان المعشر قال في حديثه لـ عمون، إنه من الواضح أن هناك شبه اكتساح لحملة ترشح دونالد ترامب لأن كل الولايات المتأرجحة يبدو انها ستحسم لصالحه، إضافة إلى إزدياد عدد الجمهوريين في مجلس الشيوخ حيث أصبح هناك أغلبية واضحة قد تصل إلى 55 عضوا، فيما لا يزال مجلس النواب يشهد منافسة والمحصلة النهائية أن إدارة ترامب الجديدة سيكون لها قاعدة شعبية أكبر.

وفيما يتعلق بالأردن، أوضح المعشر أننا ننتظر أولا ما ستفعله الإدارة الجديدة بالنسبة للقضية الفلسطينية، بينما الموقف السابق للإدارة من صفقة القرن لم يكن موقفا باعتبار أن صفقة القرن ستقضي تماما على أي حل يضمن الحقوق الدنيا للشعب الفلسطيني، وقد يؤثر ذلك على الأردن من ناحية قتل حل الدولتين تماما، ومن ناحية أخرى كل ما نستطيع التعويل عليه هو الموقف السابق الذي لم يكن موقفا إيجابيا من القضية الفلسطينية، لكن في المقابل الأردن بنى علاقات ممتازة مع مختلف دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي وخاصة في الكونغرس، لذلك يستطيع الأردن التعامل مع الإدارة الجديدة كما تعامل مع الإدارة السابقة، مذكرا بأن المساعدات الأمريكية لم تنخفض إبان إدارة جو بايدن، متوقعا عدم حدوث اي تغييرات كبيرة في هذا الجانب.

ويرى المعشر أن الموضوع الذي يشغل البال هو الموضوع الفلسطيني، حيث سننتظر ونرى ما ستفعله الإدارة الأمريكية، فترامب لم يفصح عن نواياه بالنسبة للقضية الفلسطينية وكل ما قاله أنه يريد إيقاف الحرب لكن لم يقل كيف، وهذا ليس بالضرورة شيئا إيجابيا، لأنه قد يدفع باتجاه دعم متزايد لإسرائيل، منوها الى ان نتنياهو اليوم مسرور جدا بالنتيجة وقد بعث برسالة تهنئة من الآن إلى الرئيس المنتظر ترامب، متوقعا أيضا أن تكون الأيام المقبلة صعبة ولكن في نفس الوقت لا نريد تهويل الموضوع، لأن الأردن يستطيع أن يتعامل مع هذه الإدارة، والسجل السابق لإدارة ترامب بالنسبة للقضية الفلسطينية، وبالنسبة للأردن لم يكن إيجابيا، لكن ننتظر لنرى ما ستفعل الإدارة القادمة للبيت الأبيض .

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات اتفق مع ما ذهب اليه المعشر، وقال لـ عمون: اذا ما رجعنا الى تصريحات ترامب السابقة وسلوكه خلال رئاسته الاولى فانها لا تشي بالتفاؤل بالنسبة للاردن كدولة تضع استراتيجيتها لمصلحة القضية الفلسطينية وفق مبادئ قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وفق قرار حل الدولتين وانهاء المستوطنات وحق اللاجئين بتقرير مصيرهم، فترامب انهى كل هذه القضايا إبان دورته الاولى ومن غير المرجح ان يتراجع عنها لانه يتبنى النظرة الإسرائيلية للقدس ويؤمن بالأمر الواقع الذي بأن ما حققته إسرائيل على الارض هو لها ولا يحق للفلسطنيين سوى ما لديهم وبالتالي سيكون حديثه عن اي دولة فلسطينية عبارة عن جزر او كتل سكانية يتواجد فيها سكان وليس كسيادة كاملة ضمن قرارات الشرعية الدولية.

وبالنسبة للقدس، يعترف ترامب فيها كعاصمة موحدة للاحتلال، وبالنسبة للاجئين فقد ألغى الأونروا سابقا، وبالتالي وضع الاردن بحرج شديد التعقيد كأكبر دولة مستضيفة للاجئين لانها اذا قامت بتجنيس 800 الف لاجئ فلسطيني فذلك سيشكل خطرا ديمغرافيا، ومن ناحية سياسية كانت "الكيمياء التواصلية" شبه مفقودة بين الملك عبدالله الثاني وترامب لكن ربما بعد اتصال الملك وتواصله مع ترامب عند محاولة اغتياله وتمنياته له بالسلامة والشفاء قد يشكل ذلك نقطة ايجابية خاصة وان ترامب شخصيته مزاجية ولا يمكن التنبؤ بسلوكه بشكل كامل وبالتالي هذا جزء من تأثيره على الأردن .

وأضاف الحوارات، بالنسبة لدول الخليج العربي فهم يعلمون تماما ما الطريقة التي يمكن ان يستفيدوا من خلالها بترامب، ولكن الخطورة ان الأخير يؤيد اسرائيل باجراءاتها وخاصة فيما يخص اعلانه خلال حملته الانخابية بضرب البرنامج النووي الايراني ما يعني انه يؤيد السلوك اليميني المتطرف وهذا اذا حصل فسيشعل التوتر في المنطقة وربما التوسع بمجال المواجهة لان ايران لن تجد امامها سوى المصالح الامريكية وقواعدها في المنطقة للرد عليها وضربها، وهذا مؤشر خطير أكده ترامب في جملته لنتياهو "افعل ما تريد ولكن بسرعة "..

وأكد ان ترامب سيعود لتنفيذ صفقة القرن وربما سيتوسع فيها لتزداد عدد الدول داخل الصفقة بحكم ما تمتلكة امريكا من أدوات ضغط بالاضافة الى ان البرنامج موضوع سابقا وما اعاقه هو الحرب على غزة، مشيرا الى ان لدى ترامب رؤية واضحة لهذا الملف على عكس ادارة بايدن التي مارست سياسة طرح حل الدولتين ولكنها لم تضع خطوات تنفيذية محددة لذلك، منوها الى ان هناك عدم توافق بين بايدن ونتنياهو شخصيا ولكن موقف واشنطن ثابت بدعم اسرائيل وترامب كذلك ولكن مزاجية الأخير ستنعكس على طبيعة العلاقة خاصة ان نتنياهو كان أول رئيس مباركا لبايدن
في انتخابات 2020 .

وختم الحوارات حديثه، بأن ترامب يؤمن بشيء وحيد وهو "المنتصر ولا يقف مع الضعيف" وهذا ما يبني علاقته مع الآخرين، ما ينذر بأن عودة ترامب ستنعكس بشكل سلبي على الاردن والمنطقة العربية بشكل كبير .

وكذلك، اعتبر المحلل السياسي الأكاديمي الدكتور خالد شنيكات، أن ترامب وجه معروف للمنطقة للعربية وكذلك سياسته إبان تسلمه الرئاسة الامريكية 2016 - 2020، وتبنيه اجندة اليمين الاسرائيلي وهو الذي قدم الكثير في قضايا الحل النهائي دعما لاسرائيل ويفتخر بانه "لو ترشح للانتخابات في اسرائيل لنجح"، بحكم الدعم الكبير الذي قدمه لها ومنه اعلان القدس عاصمة موحدة لاسرائيل واعترافه بضم الجولان اضافة الى انه لا يعترف بحل القضية الفلسطينية عبر وجود دولة فلسطينية مستقلة، اذا ترامب يميل وينحاز لإسرائيل بشكل معلن.

أما بالنسبة لعلاقة ترامب مع الأردن، قال شنيكات لـ عمون: كان هناك خلافات خاصة فيما يتعلق بالمسجد الاقصى حينما مهد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وولايتها عليه، وعلى الجانب الآخر كان موقف الاردن واضح من خلال مشاركة جلالة الملك عبدالثاني بمؤتمر اسطنبول رفضا لسياسات دونالد ترمب في هذا الملف تحديدا.

وبرأيه ان ترامب لديه تصريحات مثيرة خلال حملته الانتخابية منها بانه سيدفع بالاستقرار والسلام في المنطقة، وقال ان مساحة اسرائيل صغيرة ويجب ان تتوسع بشكل خاص في الضفة الغربية وربما ابعد من ذلك، ما يؤشر على تشجيعه للاستيطان بحكم علاقته القوية مع اليمين الاسرائيلي، وربما سيبقي مشروع السلطة الوطنية الفلسطينية على وضعه بوصفه وظيفة أمنية واذا حدث اي تهجير فإن ترامب لن يدين او يرفض ذلك، وهذا يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية ومجلس الامن الدولي "242 و338" وما يتبناه الاردن من أسس مبادئ ومواقف سياسية تصطدم مع افكار وتوجهات ترامب .

وبالنسبة للوضع في لبنان، يعتقد شنيكات أن ترامب يتبنى ايضا مقاربة اسرائيلية فيما يتعلق بانهاء الحرب لكن بشرط اعادة المستوطنين الى الشمال ونزع سلاح حزب الله وارساله الى شمال نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام في المناطق الجنوبية، وفيما يخص غزة يتبنى ترامب ايضا استمرار الحرب لانهاء حركة حماس، مشيرا الى ان الاشهر القادمة ستوضح حقيقة سياسات ترامب، ولكن من غير المتوقع ان يصطدم باسرائيل فيما يتعلق بالحلول
النهائية وهذا ما اكدته وسائل اعلام عبرية التي اعتبرت ان فوز ترامب سيمثل فائدة وقيمة عظيمة لاسرائيل .