شريط الأخبار
دمج وزارتي (التعليم العالي والتربية) وإلغاء (التدريب المهني) مسؤول إسرائيلي: نتنياهو افشل الصفقة مع حماس باخر لحظة مفاوضات الهدنة تتعثر واجتياح رفح يتقدم: حماس تتوعد بهزيمة الاحتلال والغاء اعادة الاسرى قمة اردنية امريكية اليوم وملف غزة الساخن على الطاولة وتحذير اردني من مجزرة برفح الصفدي: الفشل في منع مذبحة رفح سيكون وصمة عار سمارة: الاردن كالواحة وسط الصحراء.. وهو الأقدر على قيادة المشروع العربي النهضوي رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من وجهاء عشيرة الكعابنة من اخطأ بتقديم اذان المغرب الموحد؟ والافتاء تعتبر صيامه غير صحيح الأمن يحذر من الأجواء المغبرة والأمطار وتشكل السيول الملكة تحذر: استمرار الحرب الإسرائيلية اكبر تهديد للنظام العالمي القائم على القواعد مقتل 3 جنود إسرائيليين جراء قصف موقع كرم أبو سالم إطلاق تطبيق حكومي لشحن السيارات الكهربائية 2.20 دينار.. سقف سعريا للدجاج الطازج بدءا من الاثنين الملك يعزي خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن يديعوت أحرونوت: قادة الأجهزة الأمنية توصلوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود "حماس": مؤشرات سلبية في مفاوضات الهدنة بالقاهرة حماية المستهلك تطالب بشمول الدجاج الطازج بقرار السقوف السعرية رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من شباب وشابات الضليل ووجهاء من عشيرة الخوالدة مداهمة مكاتب "الجزيرة" بالقدس واغلاقها.. والقناة تدينها الاحتجاجات والقمع يتواصلان في الجامعات الأمريكية

القانون أم العشيرة؟

القانون أم العشيرة؟

حسين الرواشدة 
ندخل الى المئوية الثانية بالقانون أم بالعشيرة ؟


الإجابة التي نسمعها ونكررها باستمرار، هي أننا دولة قانون، وأن الأردنيين -كمواطنين - متساوون أمامه، لكن الواقع يبدو عكس ذلك أحيانا، فنحن (اغلبنا) نهرب من الدولة، بما تمثله من قوانين، إلى العشيرة بما تمثله من تقاليد، كلما داهمتنا مشكلة أو أزمة. أخشى ما أخشاه أن يحاول البعض اعتبار العشيرة ندّاً للدولة، وملاذا آمنا بديلا عنها، وهو أخطر ما يمكن أن نتصوره، حين نفكر بالتحديث السياسي والاحزاب، وقيم المواطنة، والعدالة، وتداول السلطة.

لا يخطر ببالي، أبدا، أن أقلل من الدور الاجتماعي الذي تقوم به العشيرة، ولا من أهميتها في بناء الدولة، وتماسك المجتمع، وإشاعة مفاهيم المروءة والشهامة والتكافل بين الأردنيين، لكنني اشعر بالقلق حين تُوظف العشيرة لأغراض سياسية، أو حين يقتحم البعض باسم العشيرة مجالنا العام، لا من أجل تعزيز قيم الدولة وقوانينها، والاحتكام لشروط هيبتها، وإنما للاحتماء بالعشيرة منها.

أدرك، تماما، أن الفراغ الذي تتركه إدارات الدولة، حين تصمت، أو تتحرك ببطء، أو تصل متأخرة، تملؤه العشيرة، ومن أسف أن استدعاء العشيرة من الحاضنة الاجتماعية للقيام بدور الإطفاء السياسي، أو الردع القانوني، أضرّ بالعشيرة، وبالدولة أيضا.

صحيح، ثمة من يدعو لحذف العشيرة أو اقصائها من مجالنا العام، سواء بتجريحها والتهوين من دورها وإنجازها التاريخي، أو من خلال اقحامها في أدوار ليست لها، وهذا ما أرفضه تماما، صحيح، أيضا، يد الدولة أطول وأقوى من يد العشيرة، وبمقدورها أن تضرب بها (بالقانون) متى شاءت، لكن ثمة بيننا -ومنهم من يتغنى بالقوانين - من يوفر مسارات بديلة، بناء على الرغبات والمصالح، للآخرين، لكي يفلتوا، تحت عباءة العشيرة، من المساءلة أو المحاسبة، هذه السلوكيات صبت بعكس كل الجهود التي تبذلها إدارات الدولة ونخب المجتمع الحقيقية، لبناء الدولة، وتحديثها، كما أنها شوهت صورتها لدى بعض الأردنيين، بل وأغرتهم لمقايضة الدولة بالعشيرة، أو العكس.

إن الاحتكام لمنطق الدولة، بدل الاحتماء بمظلة العشيرة، خاصة فيما يتعلق بالمسارات السياسية والقانونية، هو أول خطوة ضرورية للخروج من حالة «الطبطبة «السياسية، هذا الخروج يحتاج إلى استعادة منطق الدولة الذي لا ينتصر إلا بسيادة القانون على الجميع، ثم استقامة موازين العدالة، و ترسيم قيم المواطنة الحقة، أما التحديث، إذا كنا جادين فيه، فلا يتحقق إلا في إطار دولة قوية تبسط هيبتها على الجميع، وتهضم كافة الولاءات الاجتماعية والاقتصادية والدينية لتصب في رصيدها، بدل أن تشكل وصايات عليها، أو فزاعات لإعاقة حركتها.

باختصار، يجب أن تدخل الدولة إلى مئويتها الثانية بالقانون الذي يحترمه الجميع، وأن تعود كل البدائل التي تطرح في سياق الملاذات البديلة إلى مكانها، ودورها وحجمها الطبيعي، معقول أن تُرفع بجامعاتنا أعلام بدل علم واحد نعرفه ونعتز به؟ أو تُشهر هويات متعددة وربما متنافرة بدل هوية اردنية واحدة نتوحد عليها؟ أو أن نتصارع حول القوانين، ثم نهرب منها إلى الجاهات العشائرية؟ معقول أن يحدث كل هذا، ثم نندب حظنا لضياع فرص التحديث، او نتلاوم لتراجع هيبة القانون، أو نحاول أن نقنع شبابنا بالدخول إلى أحزاب تضرب بيد العشيرة، وتستمد منها مشروعية حضورها في المجال العام معقول؟

الدستور