معاريف: ترامب ألقى بإسرائيل إلى أسفل الدرج


لم تفاجأ المؤسسة
السياسية الإسرائيلية إطلاقا بالتقرير الذي نشرته وكالة رويترز قبل قليل (الخميس)،
والذي جاء فيه أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينوي التحرك نحو اتفاق مع
السعودية، دون أن يجعله مشروطا بالتطبيع بين الرياض و اسرائيل ، كما سبق أن ذكر.
وبحسب مصادر إسرائيلية: "من المعروف منذ فترة أن الاتفاق مع السعودية بالنسبة
للولايات المتحدة لا يؤدي بالضرورة إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعوديين.
وأضافت المصادر نفسها: "ما يهم الرئيس ترامب هو أن أهمية الاتفاقية الناشئة
تكمن في استثمار سعودي بقيمة 100 مليار دولار في الصناعة العسكرية الأمريكية. ومن
المتوقع أن تُدرّ الاتفاقية أموالاً طائلة على الخزانة الأمريكية، وقد تُوفّر فرص
عمل كثيرة للمواطنين الأمريكيين. ولذلك، سيمضي ترامب قدماً حتى لو نظرت إسرائيل
إليها من بعيد".
**إن الرئيس ترامب يتخلى عمليا عن أحد الشروط
الرئيسية في المحادثات مع السعودية، ولم تعد الولايات المتحدة تطالب الرياض بإقامة
علاقات دبلوماسية مع إسرائيل كشرط للتقدم في المحادثات النووية المدنية. وتشكل هذه
الخطوة تغييراً كبيراً في السياسة الأميركية، وذلك عشية زيارة ترامب للمملكة
الأسبوع المقبل.**
وكما قد تتذكرون، كانت
المحادثات النووية مع السعوديين في عهد إدارة بايدن جزءًا من صفقة أوسع نطاقًا،
والتي تضمنت أيضًا التطبيع مع إسرائيل واتفاقية دفاعية. لكن هذه الجهود قوبلت
بجدار من الإصرار السعودي على أنها لن تعترف بإسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية.
وكأن ذلك لم يكن كافيا، فإن الحرب في غزة أدت إلى تفاقم الموقف العربي وتجميد
عملية التطبيع بشكل كامل.
ورغم إزالة هذا الشرط،
قال مصدر مشارك في المحادثات لرويترز إن "التوصل إلى اتفاق ما زال بعيد
المنال" ولا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية. المادة 123 من قانون الطاقة الذرية
الأميركي، التي تقيد تخصيب اليورانيوم - وهو النشاط الذي يصر السعوديون على القيام
به. ومن بين الحلول المحتملة التي يجري مناقشتها ترتيب "الصندوق
الأسود"، حيث لا يكون هناك سوى موظفين أميركيين يمكنهم الوصول إلى منشآت
التخصيب على الأراضي السعودية.ومن المتوقع أن تؤدي زيارة ترامب المقبلة إلى سلسلة
من الاتفاقيات الاقتصادية المهمة، بما في ذلك صفقة أسلحة أميركية للمملكة العربية
السعودية بقيمة تزيد على 100 مليار دولار. وفي الوقت نفسه، يضغط ترامب على
السعوديين لزيادة استثماراتهم في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون
دولار.
وتعكس الزيارة العلاقات
الوثيقة المتواصلة التي عززها ترامب مع دول الخليج خلال ولايته الأولى. وتشمل هذه
الروابط أيضًا جوانب شخصية: بعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض، استثمرت المملكة
العربية السعودية 2 مليار دولار في الشركة التي أسسها صهره جاريد كوشنر. ومن
المقرر أيضًا بناء برجين لترامب في جدة والرياض.ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي
الأميركي جيمس هيويت تأكيد تفاصيل تغيير السياسة، قائلاً: "عندما يكون لدينا
شيء نعلنه، فسوف تسمعونه من الرئيس". "جميع التقارير حول هذا الموضوع هي
تكهنات."