عجلون تكشف عن كنوزها.. والمحافظة تسابق الزمن لتصدر خارطة السياحة بالمملكة


ماجد توبه
باتت محافظة عجلون بما تمتلكه من
كنوز اثرية وطبيعية وسياحية محركا رئيسيا أساسيا للسياحة في الأردن، بصنفيها
الداخلية والخارجية، فيما انتقل مشروع تلفريك عجلون الجديد بالواقع السياحي
بالمحافظة الى مصاف أولى في الاستقطاب السياحي، تعكسه الارقام المبشرة والمتصاعدة
لاعداد الزوار والسواح لهذه القطعة الطبيعية الساحرة من المملكة.
مخطط شمولي طموح للمحافظة ومشاريع
قيد الانشاء او الدراسة حاليا لضخ المزيد من "الأوكسجين" والحياة
السياحية في هذه المحافظة الشمالية، التي تعد من أجمل مناطق الاردن خضرة وغابات
ومواقع اثرية واماكن لسياحة المغامرة والسياحة الدينية، تضرب جذورها في أعماق
تاريخ هذه الارض المباركة، وهي تطمح لمنافسة مصايف لبنان الجبلية في عز أوجها.
أمس الأربعاء، كان يوما مميزا على
صعيد السياحة في عجلون، حيث خلدت عشرات الكاميرات الفوتغرافية والتلفزيونة ومدونات
الصحفيين سحر الامكنة والمواقع في هذه المحافظة التي ترقد على كنوز من الاثار
والمناظر الخلابة والغابات الفسيحة وتكاد تعانق السحاب في هوائها العليل
واطلالاتها المميزة التي تبعث في النفس الراحة والانسجام مع الطبيعة وتهرب بك من
ضوضاء المدن الى واقع السكينة وهداة البال وافاق الاحلام والاسترخاء.
برنامج حافل ومشوق اعدته هيئة
الاعلام بالتعاون مع وزارة السياحة ومحافظة عجلون وجامعة عجلون الوطنية، لمئات
الاعلاميين والمصورين والمراسلين الاجانب، في جولة سياحية اعلامية غرفت المتعة
والانبهار بجزء يسير من المواقع السياحية والاثرية التي تعد بمجملها بالمئات تحتاج
لايام بل وأشهر لمشاهدتها وسبر أغوارها.
وحسب مسؤولي المحافظة فان السعي
والعمل قائم على قدم وساق لاقامة وجذب المزيد من الاستثمارات السياحية لهذه
المحافظة، بعد نجاح تجربة التلفريك، الذي اعاد الحياة للسياحة فيها، وفتح بابا
وطاقة خلاقة لمزيد من الاستثمارات وتنمية المحافظة. وبادرت جامعة عجلون الوطنية في
هذا اليوم وبهذا الحضور الواسع للاعلام لاطلاق مبادرة طموحة هي "عجلون
اوكسجين الأردن" لدعم السياحة بالمحافظة.
تلفريك عجلون الذي جاء بمبادرة ملكية، كما اكد
محافظ عجلون الدكتور
قبلان الشريف، حقق نقلة نوعية تنموية للمحافظة، حيث "ساهم بتشغيل المرافق
السياحية وزاد القيمة السوقية للأراضي والقوة الشرائية وزيادة الإقبال على زيارة المحافظة
حيث تجاوز عدد زوار التلفريك والقلعة 570 ألف زائر منذ تشغيله (قبل اشهر)"،
لافتا إلى أن التلفريك فتح الباب الحقيقي للاستثمار في المحافظة.
يشار الى أن عدد زوار محافظة عجلون
السنوي يتجاوز مليونين و200 ألف زائر، فيما يتفاءل المسؤولون بتزايد الاعداد بصورة
كبيرة بعد افتتاح تلفريك عجلون. وتضم المحافظة حتى الان اكثر من 250 موقعا أثريا
وسياحيا.
وشملت الجولة الاعلامية زيارة قلعة
عجلون ومسجد عجلون، وكنيسة سيدة الجبل، ومحمية غابات عجلون ومشروع التلفريك،
والمسارات السياحية ومشاريع سياحية خاصة، والاكاديمية الملكية لحماية البيئة
واكواخ المكرمة الملكية وسوس راسون ومار الياس الموقع الثاني المعتمد للحج المسيحي.
واطلعت الوفود على مواطن الجمال في تلك المشاريع، وتعرفوا على قيمتها التاريخية
وأثرها في جذب السياح المحليين والعرب والأجانب، إضافة إلى دورها التنموي وحاجاتها
إلى المزيد من خدمات البنى التحتية المحفزة على المزيد من الاستثمارات المحلية
والخارجية.
مدير هيئة الإعلام المحامي بشير
المومني بين ان الجولة الاعلامية تاتي تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك وايمانا من الهيئة
بضرورة وأهمية العمل والتواصل الميداني، والنهوض بعمليات التشبيك ما بين الإعلام
والمحافظات, لافتا الى زيارة عجلون ستكون البداية، وسيشمل برنامج الهيئة تنظيم زيارات شبيهة لباقي محافظات المملكة بهدف ربط
الإعلام مباشرة بالمجتمع المحلي والاطلاع على ما تحقق من تطور ومنجزات وما هو متاح
من فرص تنموية واستثمارية .