شريط الأخبار
هكذا يفكر "الثائر" الجولاني.. صحيفة أميركية: سوريا الجديدة “تسعى لعلاقة إستراتيجية مع الولايات المتحدة 100 غواص يواصلون البحث عن حدث مفقود جراء سيول الحسا ليو الرابع عشر.. انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا للفاتيكان ترامب يقطع اتصالاته بنتنياهو.. وقمة امريكية خليجية بالرياض خلال ايام الملك يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركات من ولاية تكساس العيسوي: الأردنيون والقيادة الهاشمية عهد متجذر لا تنقضه المحن معاريف: ترامب ألقى بإسرائيل إلى أسفل الدرج عبد الملك الحوثي: الأمة الإسلامية والعربية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني القبض على 25 تاجر مخدرات.. منهما عربيان يصنعان الكريستال ولي العهد يلتقي برئيس وزراء اليابان ويؤكد اعتزازه بالعلاقة الراسخة بين البلدين توقيف الكاتب والناشط احمد ابو غنيمة وفق "الجرائم الالكترونية" عطية: 600 وثيقة مفقودة بدائرة الاراضي.. ماذا فعلت الحكومة؟! سوريا والمسكوت عنه الشرع: سوريا أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الوضع انصار الله الحوثي: مستمرون بحظرِ حركةِ الملاحةِ البحريةِ الإسرائيليةِ والملاحةِ الجويةِ بمطارِ اللد دهسا واطلاق نار..عمليتان تصيبان ثلاثة اسرائيليين بالضفة الغربية أبناء عشائر المقابلة وسما الروسان الكنانية يرفعون وثيقة تأييد ودعم للملك الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا مقتل طفل اثر عبثه بسلاح "بمبكشن" بالرمثا ولي العهد يلتقي ولي عهد اليابان

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

مهنا نافع
العشرات من التعريفات لهذا القديم الجديد، وكل مُقدم لأي منها حاول بطريقته ان يوضح بين ثنايا كلماته محاولة الإنسان لإيجاد آلة تتفوق على قدراته العقلية وكل ما يتعلق بها من عملياتِ القياس والاستنباط والاستنتاج، لتكون المحصلة من كل ذلك انجاز الآلة لكل ما يطلب منها من مهام مختلفة بكل سرعة واتقان، وابسط مثال لتلك المحصلة أجده بقدرة الآلة على الإجابة على الأسئلة التي لم تلقم لها الاجابات مسبقا، اي ان الآلة هي بذكائها من حللت محتويات البيانات المختلفة وقدمت الإجابة بعكس ما عرفناه ببعض البرامج التي تُغذى بالسؤال المتوقع والاجابة عليه من قبل المبرمج.

من المقدمة السابقة لفهمي الخاص للذكاء الاصطناعي الذي آمل ان اكون قد وفقت بطرحه نتوقع ان الآلة ستصبح هي من تمتلك زمام المبادرة، فهي مع التطور المتنامي لذكائها والسعة الهائلة لما ستمتلكه من بيانات ستتفوق على سعتنا المعرفية اولا، وقوة ذكائنا ثانيا، وقد تصل نسبة هذا التفوق بنهاية العقد القادم الى المليار ضعف من قوة ذكائنا، وهذا الامر سيقودنا بطبيعتنا كبشر بأننا غالبا ما نأخذ برأي الاوسع بالإدراك والأكثر بالذكاء لننقاد نتيجة ذلك وبإرادتنا لما تمليه علينا الآلة ولن نحيد قيد انملة عن تعليماتها.

وحتى نتدرج معك عزيزي القارئ فلا بد من التنويه ان سباق التفوق بالتسلح اليوم لدى الدول الكبرى يعتمد كليا على التفوق بمجال الذكاء الاصطناعي، وقد نصل بالمستقبل القريب لمفهوم جديد وقد تظن ان فيه شئ من المبالغة وهو أن تنتهي اي من الصراعات او الحروب قبل أن تبدأ، لنتجاوز الان الخوض بهذا السباق لما تحيط به كل دولة من كتمان وسرية، فوجوده معلوم للجميع اما مستواه فمجهول للعامة، ولنذكر لك شيئا من الجوانب المتوقعة لهذا الذكاء ببعض المجالات المفيدة للبشرية بشكل عام، فبالطب ستستطيع (الآلة) وانا مصمم على أن ادعوها بذلك على قراءة وتحليل صور الأشعة بكل انواعها وإصدار التقارير عن حالة المريض تشخيص حالته وقد يصل الأمر لاقتراح سبل علاجه، وستستطيع هذه الالة اختزال الوقت من عدة سنوات إلى عدة أشهر حين العمل على إنتاج اي عقار جديد، وما سيضاف لذلك من الانخفاض الكبير للتكلفة الكلية لانتاجه، وستنخفض نسبة عدد الوفيات للعديد من الأمراض وخاصة سرطان الثدي للسيدات وذلك لازدياد قدرات الكشف المبكر لهن، ولا شك أن معدلات الإنتاج للدول ستزداد وسيكون لدينا ارتفاع ملحوظ بمحصلة سلة الغذاء العالمي وسيكون هناك انخفاض للأعباء العمالية التي كانت تتطلب الكثير من الجهد وستخفض اعداد الخسائر بالأرواح نتيجة الدقة بمجريات تحليلات الطقس ودقة توقع الكوارث، واخيرا لا بد أن أذكر التغيير النوعي لمستوى التعليم لكامل مراحله فالآلة ستستطيع انشاء المحتوى البحثي المطلوب من الصفر لا إحضار قالب ما تم اعداده مسبقا، كل ذلك وهو قليل من كثير للفوائد التي ستعود بالخير على البشرية جمعاء ولكن تريث قليلا عزيزي فهناك جانب آخر ارجو ان تكمل القراءة لمعرفته.

حسنا فعلت، ان الاحتكار لا يقف مفهومه عند ما نستهلكه من بضائع وحاجيات فاحتكار البيانات قد يكون أخطر من ذلك بكثير، ولا بد أن نفهم ان ما نقدمه للآلة من سلطة متنامية للاطلاع على تفاصيل حياتنا اليومية قد يعزز ذلك من ظهور الدكتاتوريات ببعض الدول، فقوة الأمن بذلك الاتجاه تتناسب عكسيا مع الخصوصية، ومن المؤكد ايضا ان الروبوتات ستستولي على العديد من الوظائف مما سيدفع الملايين إبان الفترة الانتقالية لِسيادة الآلة لآتون البطالة والفقر.

قد تكمن الخطورة الكبرى بأن تتعلم هذه الآلات البرمجة ويتم التواصل بينها مما سيعزز سيطرتها وقد يصل الأمر لرفض أوامر الإنسان الموجهة إليها لنصل لمرحلة الصراع المتوقع بين البشر والآلة، حسنا لنخفف عزيزي القارئ من حدة هذا الطرح ولنطرح ما سيجنبنا ذلك، فحتى الآن لا يوجد قوانين وتعليمات دولية بخصوص هذه التقنية لتعمل على توجيه البوصلة بكامل مجرياتها نحو الشفافية والأخلاق الإنسانية الحميدة، وهذا يوجب علينا مستقبلا انشاء وكالة دولية للذكاء الاصطناعي لتصوغ القوانين التي ستحد من اي انفلات متوقع بذلك العصر القادم، عصر الآلة التي ستدير أدق التفاصيل بحياتنا او ربما بحياة ابنائنا الخاصة والعامة.