الحذر الحذر،،


كمال ميرزا
قطعوا الانترنت والاتصالات مرّة أخرى ليدارو إخفاقهم وخسائرهم، وتعاظم جرائمهم كلما زادوا إخفاقا وخسرانا!
يريدون أن يحتكروا المعلومة والسردية،،
سيحاولون ملء الفضاء التواصلي بأجندتهم الدعائية، وستلحقهم بقصد أو دون قصد جميع وسائل الإعلام التي تريد ملء أثيرها ووقت البث..
سيبدؤون بنشر أخبار كاذبة ووقائع مزيفة عن "إنجازاتهم" و"بطولاتهم" و"خوارقهم"..
سينشرون صورا ومقاطع فيديو وحتى "شهادات" مفبركة..
سيقولون ها قد وصلنا هنا..
ها قد سيطرنا على كذا وكذا..
ها قد قتلنا فلان وعلتان..
ها قد..
وها قد..
وها قد..
وسيعترفون ببعض الخسائر ليوهموك بالمصداقية والشفافية..
سيكذبون ويكذبون ويكذبون كما تقتضي الأصول "الاحترافية" للإعلام الحربي والدعاية النفسية (الحقيقية بالنسبة لهم أيضا مادة استعمالية وقيمتها تتحدد بمدى قابليتها للتكييش)..
وفي الأوقات التي لا يغرقونك فيها بأخبار كذبهم، سيشغلك الإعلام بتوافه الأمور:
هذا شجّب..
وهذا ندّد..
وهذا حذّر..
وهذا قطع علاقاته..
وهذا ما زال يشاور نفسه..
وإذا هناك خير يمكن أن يُرتجى من كلّ هؤلاء لبان منذ اليوم الأول!
سيلهونك بالديبلوماسية الأممية والعربية وهراء التصريحات..
سيلهونك بالمساعدات والإغاثة الكاذبة: هل فتحت مصر معبرها، مَن خرج؟ مَن دخل؟ ماذا دخل؟ كيف دخل؟
سيجعلون فتح المعبر والسماح بالخروج "مطلبا شعبيا"، لا يطلبه أهالي غزة أنفسهم، بمقدار ما ستطلبه شعوب الدول المتواطئة التي لم تحرّك ساكنا ربما من قبيل نفاق النفس ومداراة الإحساس المخزي بالعجز والتقصير!
سيحاولون أن يقرروا عن غزة وأهلها، وغزة وأهلها أدرى بـ "مصلحتهم"، وقد اتخذوا قرارهم، إمّا أن تنصرهم مهما كان، وإمّا أن تتوقف عن كلّ سماجات الأرض لتبرير وتمييع تخاذلك!
ومع كلّ معلومة أو رواية يعطونك إيّاها سيعطونك نقيضها أيضا، ورأيا مخالفا وثالثا ورابعا.. ليغرقوك أكثر وأكثر في جزئيات وتوافه وعدم اليقين، وليغروا بيننا الجدل والخلاف والشقاق!
كلّ هذا كلّ هذا لإلهائك..
كلّ هذا كلّ هذا لتشتيت تركيزك..
كلّ هذا كلّ هذا لتحطيم روحك المعنوية..
كلّ هذا كلّ هذا لكي تنسى أن القتال هناك..
وأن الاشتباك هناك..
وأن الحقّ والباطل والبطولة والجريمة في نزال ضارٍ هذه اللحظة هناك!
وأنّ الكلمة الفصل أولا وأخيرا هي للميدان، الميدان الذي يريدون أن يغيّبوك عنه، ويعمّيونه عليك، ويشغلوك بأي شيء آخر إلا أن يكون هو بوصلتك، وينسونك أنّ غزة كلّها ميدان، وفلسطين كلّها ميدان، وأنت حيث تجلس في الميدان، وكل إنسان شريف في هذا العالم حيث يجلس هو جزء من الميدان!
وتذكّر، مرة واثنتان وثلاث..
وذكّر نفسك "غصبا" إذا نسيَتْ أو تقاعسَتْ: لدى المقاومة الخبر اليقين، لدى المقاومة الخبر اليقين، لدى المقاومة الخبر اليقين..
لا تأخذ معلومتك، ولا تأخذ حصيلتك، عمّا جرى وعمّا سيجري، إلا من المقاومة!
وذكّر نفسك أيضا أنّ جنون العدو ما كان ليزيد، واستنجاده بحلفائه وأعوانه الصريحين و"من تحت لتحت" ما كان ليزيد، ولجوئه إلى أحقر ما تخبئه ترسانة إجرامه وخسته وحقده الأسود ما كان ليزيد.. لولا أنّه يذوق الويل على يد المقاومة، ولولا أنّه يشعر بالخزي والذعر والهزيمة على يد المقاومة!
وذكّر نفسك؛ أنتَ لستَ مجرد متفرّج إلا بمقدار ما تسمح لهم أن تكون متفرّجا!
ردإعادة توجيه |