شريط الأخبار
اتحاد العمال يطالب برفع الحد الادنى للاجور السلطات الامريكية تقمع بقوة احتجاجات الطلبة وفض اعتصام جامعة كولومبيا عالجوا انتهاكات حقوق العمال قبل أن تحتفلوا بعيدهم.! الملك يهنيء ابناء الوطن وبناته بعيد العمال نقيب المهندسين : الحاجة ملحة لمشروع نهضوي عربي ولي العهد يهنيء العمال بعيدهم الملك يؤكد ضرورة تطوير صادرات الفوسفات.. ويشيد بما حققته الشركة من نتائح الملك يستقبل بلينكن ويحذر من خطورة عملية عسكرية في رفح الحكومة ترفع اسعار البنزين بنوعيه والديزل المعايطة: الانتخابات ستجري بكل شفافية..وزيادة مراكز الاقتراع المختلطة الحكومة والأمانة تبشرانكم: قريبا جدا تشغيل كاميرات رصد مخالفات حزام الأمان والهاتف الاردن.. رواتب العاملين بالقطاع العام تتفوق على نظرائهم بـ"الخاص" هل استخدم الاحتلال الاسرائيلي قنابل تؤدي لتبخر جثامين الشهداء؟! 28.2 مليون دينار أرباح شركة مصفاة البترول الأردنية خلال الربع الأول 2024 طوفان الجامعات الامريكية يتصاعد دعما لغزة.. و70 جامعة تشتعل احتجاجا قيادي في حماس: إنتقال قادة حماس إلى الأردن لم يطرح نهائيا شخصيات نقابية تسنتكر احتجاز ميسرة ملص وتطالب بالإفراج الفوري عنه نتنياهو يفشل بالالتفاف على "حماس" وفتح خط تفاوض مع "الجهاد" البدء بصرف رديات الضريبة تحت 200 دينار الأردن تستفزه تصريحات ابو مرزوق ويرد: لا عودة لقادة حماس دون فك الارتباط

وانتصرت اسرائيل!

وانتصرت اسرائيل!


ماجد توبه

وأخيرا.. احتل جيش "إسرائيل" العظمى مجمع الشفاء الطبي بقلب شمال غزة، تمكن عشرات الاف الجنود والاف الدبابات والطائرات والصواريخ من تحقيق نصر استراتيجي في الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة.. وهاهم مئات الأطفال الرضع والخداج ومرضى السرطان والفشل الكلوي والمثخنين بجراح القصف على مدى اربعين يوما يقعون اسرى بيد القاعدة المتقدمة للحضارة الغربية في منطقتنا.

يحق للاسرائيليين ومن خلفهم الامريكان اليوم الاحتفال طويلا بعد هذا النصر المؤزر، فقد سقطت قلعة مستشفى الشفاء ورفع الرضع والخداج رايات الاستسلام والقوا السلاح من ايديهم.. ولا بأس الان من اخذ الصور والتذكارات من فوق ما تبقى من حاضنات الخداج واجهزة غسيل الكلى، وليبعثها الجنود الأبطال عبر الواتس اب إلى حبيباتهم واسرهم في تل ابيب والنقب، ليعلموا انهم اتقنوا الانتقام لاسرائيل وحققوا الانتصار الكبير.

هل بقي مستشفيات اخرى في غزة؟ هل بقي رضع وحاضنات خداج ومرضى وجرحى ينازعون على ما تبقى من أجهزة العناية الحثيثة التي فقدت الكهرباء والطاقة؟ ربما بقيت اشلاء من هذه المستشفيات، فإذا الحرب مستمرة حتى آخر رضيع ارهابي. قادة اسرائيل المتحضرة في بحر الهمج العربي يعرفون ما يريدون لهؤلاء الجنود ان يحققوه.. فليست المشكلة فقط بمقاتلي المقاومة بغزة، بل هي في نسل الفلسطينيين.. المشكلة استراتيجية وليست احتلالا لغزة.. هي في اقتلاع الطفل والخداج والجنين قبل الكبير من جذوره.

الهدف "استراتيجي" بصورة اكبر مما اعلنوا حتى الان من قضاء على حماس واحتلال غزة وتهجير الغزيين.. الهدف هو ارسال رسالة حمراء وسوداء ليس للفلسطينيين فقط بل لكل العرب وحتى للعالم.. أن ها هنا اسرائيل وجيشها "الذي لا يقهر".. صحيح انه قهر في 7 اكتوبر.. لكن الصورة يجب ان تجتث من ذاكرة الاسرائيليين والعالم كله.. لتحل محلها صورة التدمير الشامل للقطاع وأكوام الجثث الفلسطينية.. ولصورة الاسرى الرضع والخدج الذين يجب ان يعلم الجميع انهم لن ينفذوا من انتقام الدولة السوبر.

"نحن محظوظون".. هذا لسان حال نتنياهو وقياداته السياسية والعسكرية وهم يتوجون نصرهم باعتقال الرضع والخدج بعد ان قتلوا منهم الكثير.. فامريكا والغرب متفهمون وداعمون لكل خرق لقواعد القانون الانساني وكل القيم الدينية والانسانية.. وهم محظوظون لان الدول العربية من المحيط الى الخليج ينتظرون مع المنتظرين مشاهدة نهاية ملحمة "النصر" الاسرائيلية واسقاط تمثال عروبتهم في خراب ساحة الشفاء.. يعجزون حتى عن انزال قطرة مساعدات وحليب رضع تملأ بطون الخدج في انتظار انتهاء النصر الاسرائيلي وأسر ما تبقى من هؤلاء الرضع.

نعم.. هو الانتصار الاسرائيلي الماحق يتحقق اليوم في مجمع الشفاء الطبي، حيث يوميء الخدج والرضع بايماءة الاستسلام للجندي الاسرائيلي المدجج بكل سلاح الارض فوق رأسه.. لن يرف لبايدن ولا لنتنياهو جفن أمام انتقادات المصدومين في هذا العالم من هول ما يروه من "معركة" بين جيش كبير واطفال خدج ورضع في أروقة المستشفى وممراته.. فالمهم هو تحقيق الهدف "الاستراتيجي" لاسرائيل.

لكن عن اي هدف يتحدثون؟! انه هدف العابرين في تاريخ هذه المنطقة.. وهذه الفلسطين.. هو هروب المجرم المكسور حتى النخاع أمام هزيمة 7 اكتوبر من صورة وجهه في المرآة.. هو هدف العاجز والمهزوم في أعمق أعماقه الذي يعرف أن كل ما بناه على مدى 75 عاما من الاغتصاب والاحتلال والمجازر والمكابرة المرضية لم يحم ولن يحمي من لحظة الحقيقة التي تقترب يوما بعد آخر.. بأن هذا الكيان زائل ويحمل في داخله من اسباب التفسخ والاندحار التاريخي كل المقومات.. وان عراة وفقراء ومحاصري غزة استطاعوا باربع ساعات في 7 اكتوبر نخر اساسات وهم القوة والاستمرار.. ليتذكر كل اسرائيلي رغم مكابرتهم المرضية اليوم أنهم سيبقون عابرين لهذه الأرض وأن المستقبل هو لابناء وأحفاد من سيتبقى من أجنة ورضع وخداج الفلسطينين.