شريط الأخبار
من اخطأ بتقديم اذان المغرب الموحد؟ والافتاء تعتبر صيامه غير صحيح الأمن يحذر من الأجواء المغبرة والأمطار وتشكل السيول الملكة تحذر: استمرار الحرب الإسرائيلية اكبر تهديد للنظام العالمي القائم على القواعد مقتل 3 جنود إسرائيليين جراء قصف موقع كرم أبو سالم إطلاق تطبيق حكومي لشحن السيارات الكهربائية 2.20 دينار.. سقف سعريا للدجاج الطازج بدءا من الاثنين الملك يعزي خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن يديعوت أحرونوت: قادة الأجهزة الأمنية توصلوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود "حماس": مؤشرات سلبية في مفاوضات الهدنة بالقاهرة حماية المستهلك تطالب بشمول الدجاج الطازج بقرار السقوف السعرية رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من شباب وشابات الضليل ووجهاء من عشيرة الخوالدة مداهمة مكاتب "الجزيرة" بالقدس واغلاقها.. والقناة تدينها الاحتجاجات والقمع يتواصلان في الجامعات الأمريكية اسرائيل تعرقل اتفاق وحرب الارادات تستعصي القاهرة إيلون ماسك متشائم : نهاية الدولار وشيكة اليمن ترحب باستضافة قادة حماس اذا ابعدوا من قطر انخفاض قليل على الحرارة اليوم وكتلة باردة غدًا انطلاق الحملة الطبية الإغاثية الرابعة للاجئين السوريين بالأردن بني مصطفى: قانون الانتخاب الحالي يشكل فرصة تاريخية أمام المرأة الاردنية مكافحة المخدرات تضبط عددا كبيرا من تجار ومروجي المخدرات

العدوان على غزة وفلسطين في المنطق الرأسمالي

العدوان على غزة وفلسطين في المنطق الرأسمالي


 

أشرف محمد حسن 

      

     بعد احتجاز الحوثيين للسفينة الصهيونية في اليمن وتحذيرهم لكل المتعاملين مع الكيان الصهيوني بانها ستصبح أهدافا مشروعة وما يترتب على ذلك من شلل في حركة التجارة العالمية، كما سبقها الغاء الأردن لاتفاقية الماء والطاقة بما يساهم في تراجع الاقتصاد الصهيوني، اضافة الى حملات المقاطعة الاقتصادية بشكل عام ، فان ذلك الامر يدفع للتراجع في الاقتصاد الغربي والاسرائيلي وبالتالي عدم تسديد فواتير الحرب للكيان الصهيوني وداعميه الذين لا يتعاملون الا بالمنطق الرأسمالي، فهم لا يقيموا أي وزن للإنسانية ولا لحياة البشر حتى لمن هم يحملون الجنسيات الأوروبية والأمريكية وغيرها، وكل ما يعترف به رأس المال هو منطق الربح والخسارة المادية ، ما يشكل عامل الضغط الأكبر لوقف الحرب الصهيوامريكية على قطاع غزة والشعب الفلسطيني.

 ولعل استعراض تاريخ الصراع العربي الصهيوني يؤكد مثل هذه النتيجة ووضوحها تماما، فخلال الفترة الزمنية في أواخر الستينات وبدايات السبعينات من القرن الماضي كان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية عامة تعيش حالات من الإحباط واليأس من النظام العربي وعجزه عن مقارعة الاحتلال الصهيوني رغم خطاب التعبئة السائد في المجتمعات العربية بل والمجتمع الدولي حيث ان القضية الفلسطينية لا تكاد تحظى بذكر ولا اهتمام في المحافل الدولية في تلك الحقبة  بالرغم من التعاطف الشعبي الواسع في دول العالم الثالث الا ان الشعوب في الدول المتقدمة لم يكن لها اي اهتمام بالقضية الفلسطينية ولم تكترث بها فالموضوع  برمته لا يعنيها بشيء، وفي عام 1969 بدأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التخطيط لخطف طائرات "إسرائيلية" وغربية، ووقع الاختيار على المناضلين ليلى خالد وسالم العيساوي لتكليفهما بمهمة خطف طائرة الركاب الأميركية في "الرحلة 840" المقلعة من لوس أنجلوس إلى تل أبيب مرورا بروما وبالتحديد في رحلتها يوم 29 آب من عام 1969، وفي 6/أيلول من عام 1970 اختطفت مجموعة ممن ينتمون الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في وقت واحد تقريباً ثلاث طائرات نفاثة بعد وقت قصير من إقلاعها من المطارات الأوروبية كانت متجهة إلى الولايات المتحدة الامريكية تم تحويل مسارها باتجاه مطار قديم في الصحراء الأردنية وبعد مفاوضات افرج المختطفون عن الرهائن ثم قاموا بتفجيرها بتاريخ 12/أيلول ، نجح الشعب الفلسطيني في وضع قضيته موضع النقاش في الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة عن طريق خطف الطائرات بالإضافة الى عدة عمليات فدائية في الدول الأوروبية بعد ان كان المجتمع الدولي اصما ابكما تجاه القضية الفلسطينية لاكثر من عشرين عاما عقب النكبة قدم خلالها الآلاف من الشهداء والضحايا دون مناصرة احد او ان يحرك أي من شعوب الدول المتقدمة ساكنا ، وفي 13/تشرين الثاني من عام 1974 كان اول خطاب باسم الشعب الفلسطيني القاه الرئيس الراحل ياسر عرفات والذي قال فيه : أتوجه إليكم بأن تمكنوا شعبنا من إقامة سلطته الوطنية المستقلة، وتأسيس كيانه الوطني على أرضه ، لقد جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون مع بندقية ثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي والذي ختم خطابه بقوله : الحرب تندلع من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين.. 

اما الان .. ومنذ 7/ تشرين الثاني 2023م استطاعت المقاومة الفلسطينية إعادة الوعي لجيل الشباب الذي عملت كافة الوسائل الإعلامية العالمية والعربية وعلى مدار عقود على تفريغه من كافة القيم بالمقاومة والقضية الفلسطينية، كما اعادت تسليط الضوء على قضيتها عالميا كما استطاعت كشف جرائم الاحتلال الصهيوني وزيف ادعاءاته مع تطور وانشار وسائل الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، مما جعل المواطن الأوروبي او في كافة الدول المتقدمة يشاهد الجرائم الاسرائيلية بشكل مباشر ودون تدخل سواء من وسائلهم الإعلامية المسيطر عليها أصلا من الصهاينة او من حكوماتهم التابعة للإدارة الصهيوامريكية الامر الذي اكسب القضية الفلسطينية بعض التعاطف من قبل المواطنين في تلك الدول ، وأدى ذلك الى تحركات في الشارع من خلال تظاهرات في تلك الدول ، في محاولات للضغط على حكوماتها التي يبتزها الكيان الصهيوني منذ عقود بحجة المحرقة "الهلوكوس"، وتنساق وراء الإدارة الصهيوامريكية وتدعم الكيان الصهيوني ، تهدف تلك االتظاهرات الى وقف الحرب الصهيوامريكية ومجازر الإبادة الجماعية على قطاع غزة وفلسطين دون جدوى حتى الان فدعمها وتأييدها المطلق لا يزال مستمرا للصهاينة.  بل وان تلك الدول تساعد في ارسال متطوعين "مرتزقة " لدعم جيش الاحتلال الصهيوني . فجيش الاحتلال الذي تنفق عليه أمريكا والدول الأوروبية وأصحاب رؤوس الأموال هو المافيا التي تحقق لهم الحماية لمصالحهم من وجهة النظر الرأسمالية واصحابها ، فعندما تستهدف مصالحهم بشكل مباشر سيضطرون للضغط على الإدارة الامريكية والكيان الصهيوني لوقف الحرب بل وإعادة النظر في الصراع العربي الصهيوني بشكل كامل .

ففي حال نجح الكيان الصهيوني في احتلال قطاع غره وقام بتنفيذ مخططاته بالتهجير القصري فسيدفع العالم كله ثمن ذلك .. فالشعب الفلسطيني لن يستسلم والمقاومة كذلك ولكن الامر البديهي والمنطقي بانها ستتخذ أماكن اخرى واشكالا جديدة اكثر ابداعا من السابق فالذي ابتدع خطف الطائرات وما تلاها والذي اجبر المجتمع الدولي على مناقشة قضيته منذ خمسة عقود لن يعجز عن ابتكار أشياء جديدة اكثر ايلاما وتأثيرا.

من العار على الدول الغربية ان تصبح شريكا مباشرا في العدوان الحالي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس.. وليتوقع العالم بعد ذلك ان لا استقرار ولا امن سيسود في هذا الاقليم والعالم، وهذا يعيدنا الى مقولة عرفات بان الحرب تندلع من فلسطين والسلام يبدأ من فلسطين .. فالفكر المقاوم لا يرتبط بتوجه سياسي او عرق او دين وانما هي فكرة .. والأفكار لا تموت .. ولن تموت ..