شريط الأخبار
من اخطأ بتقديم اذان المغرب الموحد؟ والافتاء تعتبر صيامه غير صحيح الأمن يحذر من الأجواء المغبرة والأمطار وتشكل السيول الملكة تحذر: استمرار الحرب الإسرائيلية اكبر تهديد للنظام العالمي القائم على القواعد مقتل 3 جنود إسرائيليين جراء قصف موقع كرم أبو سالم إطلاق تطبيق حكومي لشحن السيارات الكهربائية 2.20 دينار.. سقف سعريا للدجاج الطازج بدءا من الاثنين الملك يعزي خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن يديعوت أحرونوت: قادة الأجهزة الأمنية توصلوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود "حماس": مؤشرات سلبية في مفاوضات الهدنة بالقاهرة حماية المستهلك تطالب بشمول الدجاج الطازج بقرار السقوف السعرية رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من شباب وشابات الضليل ووجهاء من عشيرة الخوالدة مداهمة مكاتب "الجزيرة" بالقدس واغلاقها.. والقناة تدينها الاحتجاجات والقمع يتواصلان في الجامعات الأمريكية اسرائيل تعرقل اتفاق وحرب الارادات تستعصي القاهرة إيلون ماسك متشائم : نهاية الدولار وشيكة اليمن ترحب باستضافة قادة حماس اذا ابعدوا من قطر انخفاض قليل على الحرارة اليوم وكتلة باردة غدًا انطلاق الحملة الطبية الإغاثية الرابعة للاجئين السوريين بالأردن بني مصطفى: قانون الانتخاب الحالي يشكل فرصة تاريخية أمام المرأة الاردنية مكافحة المخدرات تضبط عددا كبيرا من تجار ومروجي المخدرات

3 خسائر استراتيجية في نعش اسرائيل

3 خسائر استراتيجية في نعش اسرائيل


 

ماجد توبه

لا يمكن تفسير حجم الاجرام الصهيوني ومدى الحقد والتحلل من كل القيم في حرب الابادة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة سوى بحجم وفداحة الخسارة والانكسار الذي مني به كيان الاحتلال منذ يوم 7 اكتوبر وطوفان الأقصى، وكأن هذه الوحش المسخ الاسرائيلي يقتل ويبيد الاف الاطفال والنساء بمجازر دموية معلنة ومصورة رغبة منه في إعادة التاريخ الى ما قبل تلك اللحظة الفارقة بالتاريخ... لكن هيهات!

ثلاثة معطيات رئيسية يمكن تلمسها بوضوح في الخسائر الاستراتيجية التي لحقت بالكيان المحتل منذ 7 اكتوبر، يشعر الاسرائيليون ومن خلفهم الامريكيون أن نتيجة العدوان الهمجي غير المسبوق على غزة ومهما كانت النتيجة لن تمحوها او تنهي اثرها الاستراتيجي، لذلك يتخبطون باظهار اقسى ما لديهم من قوة نار وتدمير أعمى للبشر والحجر ولكل المؤسسات الفلسطينية بما فيها المستشفيات ومواقع ايواء النازحين التي ترفرف عليها اعلام الامم المتحدة والاونروا.

عندما ييأس كيان متحوش، يملك من فائض القوة الكثير والدعم الامريكي والغربي الأعمى، من اعادة عجلة التاريخ واستحالة الغاء الخسائر الاستراتيجية العميقة التي حدثت وترسخت، وسيكون لها تداعيات كبرى على المدى المتوسط والبعيد على المشروع الاستعمار الاحلالي للكيان، فحينها ستفهم لماذا تكون كل هذه البشاعة والقساوة والاجرام بحرب الابادة، فهو انتقام اليائس والحاقد على تحطم احلامه وأطماعه.

استعرض هنا المعطيات الثلاث من الخسائر الاستراتيجية التي لن تستطيع اسرائيل محوها او تجاوزها حتى لو ابادت اسرائيل غزة عن بكرة ابيها وهذا بعيد عنها.

المعطى الاول، والذي يعد نسبيا الأقل أهمية، هو ان طوفان الاقصى في 7 اكتوبر حفر قبر نتنياهو ونخبته السياسية والعسكرية والامنية القائمة حاليا، عندما فشلوا في توقع الاعصار المقاوم لتنهار حدود الكيان وتتدمر فرقة غزة العسكرية ويقتل 1400  اسرائيلي، ويخطف المئات من الجنود والمستوطنين حتى الان. مقصلة المحاسبة والمحاكمة قادمة قادمة حتى "لو" انتصر العدو بعدوانه.

أما المعطى الثاني؛ فهو الاثر الاستراتيجي لانهيار "الجيش الذي لايقهر" امام طوفان الاقصى باربع ساعات، وتحرير غلاف غزة، وتدمير والسيطرة على فرقة عسكرية كاملة باسلحة بدائية للمقاومة. لقد انهارت يومها اسطورة الامن والاستقرار والقوة والردع، وان هذا الجيش لا يجرؤ احد على تحطيم هيبته وتماسكه.. هي صورة وحقيقة عميقة ستتجذر في النفوس والعقل الجمعي الاسرائيلي ولا يمكن محوها، خاصة وان صف الاعداء للمشروع الاستعماري لا ينتهي حتى لو انتصرت اسرائيل عسكريا بغزة، فالمقاومة الفلسطينية لن تنتهي لا بفلسطين ولا خارجها، وحزب الله، الذي يخيف الاسرائيليين اكثر من حماس سيبقى موجودا ومن خلفه ايران وحلفاء اخرين.

اذا؛ لم تعد هناك قناعة جمعية كانت ترسخت بعقيدة المجتمع الاسرائيلي، بان الجيش الاسرائيلي وقوته الفائضة هو الضمان الاساسي لامنهم واستقرارهم وتوسعهم وازدهارهم. ولن يستطيع كل محللي وسياسيي اسرائيل قبل الاسرائيل العادي التهرب من حقيقة ان الولايات المتحدة وتدخلها السريع ببوارجها واسلحتها واموالها ودعمها السياسي هو ما انقذ اسرائيل من السقوط المدوي بعد زلزال 7 اكتوبر، واعاد التماسك لهذه الكيان.. لكن السؤال سيبقى مدويا في العقل الجمعي الاسرائيلي عن ماهية هذه الدولة التي تتهاوى هيبتها وتماسكها باربع ساعات رغم كل ما تملكه من قوة وتحتاج للقوة العظمى لاعادة تجميع شظايا ما تكسر وتحطم بلمحة عين.

فيما المعطى الثالث، وهو الاخطر والمرتبط بالمعطيين الاول والثاني، فهو المتعلق بالهجرة المعاكسة للاسرائيليين لخارج اسرائيل، والمرتبط ايضا بالنزوح الداخلي من الغرب وغلاف غزة ومن الشمال بمدن وقرى ومستوطنات الحدود اللبنانية.

الأرقام هنا تتحدث عن نفسها، فنصف مليون اسرائيلي نزحوا من غلاف غزة وسديروت ومن شمال الكيان المحادد للبنان هربا من اهوال الحرب، وهؤلاء وبحسب التقارير الاسرائيلية يرفضون حتى لو توقف العدوان على غزة العودة الى منازلهم ومناطقهم، فيما نازحو الشمال أيضا لن يعودوا ليجاوروا صواريخ ومدفعية حزب الله التييمكن ان تنطلق باي لحظة.

اما على مستوى الهجرة المعاكسة، فحسب الاحصائيات الاسرائيلية فإن 240 الف اسرائيلي غادروا الكيان منذ 7 اكتوبر وحتى الان، واغلبهم بلا رجعة، علما ان اغلب الاسرائيليين يعدون من مزدوجي الجنسية، والحديث بات علنا في المجتمع الاسرائيلي عن المقارنة بين العيش بامان في نيويورك واوروبا وبين العيش في بلد معرضة للحرب والصواريخ واستدعاء الاحتياط للموت على الجبهات في اي لحظة!

ما بعد طوفان الاقصى لن يؤثر فقط على مستوى الهجرة الى اسرائيل، بل وهو الاخطر، سيزيد من مستوى الهجرة المعاكسة من اسرائيل بحثا عن اليقين والامن والاستقرار!