شريط الأخبار
الفن السابع الصيني يبهر الجماهير الاردنية بمهرجان بكين السينمائي بعمان طلبة جامعات يعتصمون رفضاً للعقوبات بسبب التضامن مع غزة الأردن يسير سربًا من المروحيات المحملة بالمساعدات لغزة المستشفى التخصصي يستقبل مراسل الجزيرة واطفال غزيين مصابين للعلاج فيتو امريكي ضد وقف العدوان في غزة تركيا وإسرائيل و"حلف الأقليات" بينهما الملك وآل نهيان يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان الخارجية :تنفيذ إخلاء طبي لصحفي قناة الجزيرة من غزة مراقب الشركات : تحقيق التنمية المستدامة يتطلب استثمارا بالموارد البشرية مقتل جندي احتلال واصابة قائد كتيبة بعمليات المقاومة شمالي غزة الملك: دور مهم للاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام بالمنطقة الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى الإمارات 10 سنوات سجنا للنائب السابق العدوان بتهمة تهريب اسلحة للضفة الحكم بحبس مدانة بالاختلاس في "الاثار" ومحاكمة آخر في "المياه" شفطا مليوني دينار انتهاء مباراة الأردن والكويت بالتعادل الحد الأدنى للأجور: الفناطسة يطالب برفعه الى 300 وعوض يقدره بين 340 - 480 دينارا الملك يمنح أعلى وسام ملكي بريطاني من تشارلز الثالث الملكة تزور جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الملك والرئيس البولندي يؤكدان على تطوير العلاقات الثنائية الحكومة تبشر بكميات ضخمة من الغاز الطبيعي.. لكنها تحتاج لملياري دولار وعشر سنوات

سوريا والعدو الاسرائيلي والخيار الصعب

سوريا والعدو الاسرائيلي والخيار الصعب

 


وليد عبد الحي

منذ انفجار طوفان الاقصى قبل عام، لم تنقطع الغارات الاسرائيلية على مواقع مختلفة في سوريا، وهي استمرار لما سبق الطوفان خلال عشرية الاضطراب الذي شهده الوطن العربي مشرقا ومغربا، لكن الملفت للانتباه أن مبادرة الهجوم على اسرائيل جاءت من غزة وتلتها أطراف محور المقاومة الأخرى مع تباين في نسبة المشاركة، بينما بقيت سوريا متلقية للضربات وبوتيرة تكاد تفوق ما قبل الطوفان، وهو ما جعل السؤال المتكرر هو لماذا تتلقى سوريا الفعل دون رد فعل واضح؟

من غير الممكن فصل المشهد الحالي عن المشهد ما قبل الطوفان، فما أن جاء الطوفان كان الوضع في سوريا –وما زال- على النحو التالي:

1-هناك 36% تقريبا من الاراضي السورية خارج نطاق السيطرة الحكومية ، وتخضع هذه المساحة (حوالي 65 الف كيلومتربع ) لسيطرة من جهات مختلفة  على النحو التالي:

أ‌- حوالي 11% للمعارضة بخاصة المدعومة من تركيا.

ب‌- حوالي 25%  تسيطر عليها قوات  من التنظيمات الكردية والتحالفين معها.

2-تنتشر القواعد العسكرية الاجنبية  في أرجاء سوريا ، فمنها ما هو مساند للحكومة ومنها وما هو معاد لها، ويكفي عرض سريع لهذا المشهد:

أ‌- تمتد الحدود التركية السورية على مسافة تصل الى 911 كيلومتر، تنتشر فيها القواعد التركية داخل وبجانب الاراضي السورية ، وتشير التقديرات الى وجود 12 قاعدة عسكرية تركية ،اضافة الى 114 نقطة مراقبة عسكرية تركية، وتسيطر تركيا على مساحة من الاراضي السورية تصل الى أكثر من 8800 كيلو متر مربع.( اي  ما يساوي تقريبا مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان معا)

ب‌- تتواجد القوات الامريكية في 17 قاعدة عسكرية تساندها 15 نقطة مراقبة عسكرية ، وهي تتواجد في أكثر مناطق سوريا انتاجا للنفط.

ت‌- تتواجد قوات كردية (قسد) في معسكرات متناثرة تغطي مساحة تصل الى ( 45 الف كيلومتر مربع) ، وتقدر هذه القوة( الى جانب بعض الفصائل الاخرى المنضوية تحتها من غير الاكراد ) بحوالي 45 الف مقاتل ، وتتلقى دعما امريكيا اسرائيليا لا لُبس فيه.

ث‌- تتناثر قوات معارضة أخرى منها الجيش الحر وقوى اسلامية( تعددت تسمياتها وانشقاقاتها من جبهة تحرير الشام...الخ) وبقايا لداعش ، وتغطي نشاطات هذه التنظيمات مساحة تصل الى حوالي 20 الف كيلومتر مربع.

ج‌- من الضروري التذكير بالوجود الاسرائيلي في الجولان في مساحة تصل الى حوالي 1200 كيلومتر مربع.

3-القوى المساندة للحكومة السورية : تتوزع هذه القوى على مساحة تصل الى حوالي 120 الف كيلو متر مربع، فاضافة للجيش السوري وبعض التنظيمات الفلسطينية هناك قواعد روسية(21 قاعدة و 93 نقطة مراقبة) الى جانب حوالي 52 موقعا ايرانيا.

فإذا اضفنا لذلك مؤشرات النزوح الذي قارب انتقال نصف سكان الدولة لمناطق داخل او خارج اقليم الدولة ، ثم اضفنا الانهاك الاقتصادي الذي يكفي اعطاء مؤشر واحد عليه وهو أن اجمالي الناتج المحلي السوري انخفض من 253 مليار دولار عام 2010 الى قرابة أقل من 10 مليار دولار عام 2024 طبقا لتقديرات جهات دولية متخصصة، وهو ما انعكس على دخل الفرد بشكل هائل وعلى تقليص القدرة على الانفاق الدفاعي تقليصا كبيرا.

ماذا يعني ذلك

بعيدا عن إعلام المماحكة والمكايدة والانتقام ، وبعيدا ايضا عن الدفاع عن الحكومة السورية لغرض في نفس يعقوب ، فان اتخاذ قرار بالرد على الهجمات الاسرائيلية امر لا بد أن يتم ولكن بحساب ببيض النمل كما وصفها لينين، فقرارات النخوة والشوارب لا تجوز في هذا المقام، ولكن –بالمقابل- تكريس القناعة لدى اسرائيل ان مهاجمة سوريا لا ثمن لها هو امر يجب اعادة النظر فيه، اما الشان الداخلي السوري فهو امر لا بد من النظر فيه بالتوازي مع النظر في المواجهة مع الاحتلال وبعيدا عن اي دور خارجي ،وان يقتصر بحث هذا الموضوع الداخلي على القوى السياسية المستقلة " وظيفيا" ، مع التمييز بين ضرورات الدول وضرورات المعارضة.

واعتقد ان مفتاح حل هذه المعضلة هي بيد الرئيس التركي اردوغان، وهو ما يستدعي منه اتخاذ قرار يحرر سوريا من قيود الشمال من ناحية مما يخلق بيئة مواتية اكثر للرد على الهجمات الاسرائيلية ، وهناك ما يجمع الهدف السوري مع التركي ، فالتخلص من القوات الكردية هو هدف مشترك، واعادة النشاط التجاري الهام بين البلدين هو هدف مشترك، والتباين من البلدين مع السياسات الاسرائيلية يشكل دافعا اضافيا لذلك.

اما الجانب الروسي، فيبدو انه قلق من ان تصاعد المواجهة بين سوريا واسرائيل قد يجره لهذه المواجهة في الوقت الذي ينغمس فيه حتى أذنيه في أوكرانيا، وهو ما يستدعي التفكير في آليات جديدة للدور الروسي.

ان السعي الروسي لتقريب المسافة الفاصلة بين سوريا وتركيا تعترضه صعوبات رغم بعض التقدم البطيء والصغير فيه، ويبدو ان بعض دول الخليج تعمل على تعطيل ذلك، ناهيك عن ضغوط امريكية واوروبية

اما الدور الايراني(من الزاوية السورية)  فاعتقد انه لا يحتاج لتفاصيل لانه اكثر وضوحا..ربما.